الرحمة.. عبر آيات الله

معمر حبار

[email protected]

شهدت الجزائر اليوم، كسوف الشمس، فكل إستقبله بما يناسبه ويقدر عليه.. فكان عدم الاهتمام من البعض. وفرح الصغار بمنظر كسوف الشمس، وإلتقطوا له صورا، وتزاحموا لرؤيته. وعجب الكبير الذي رآه لأول مرة. وفرح الآخر الذي تمتع برؤية الكسوف لثانث وثالث مرة. وأقام آخرون صلاة الكسوف، إمتثالا لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وخصّصت خطبة الجمعة، للتحدث عن الكسوف، ومما أثار الانتباه، قول خطيب الجمعة..

إن كسوف الشمس من آيات الله، وبما أنه من آيات الله، فإن الله يخوّف عباده بآياته، ثم راح يحذّر المصلين من عواقب الكسوف ..

هذه الأسطر لاتتطرق إطلاقا للمسألة من الناحية الفقهية، فهذا أمر له أهله وأصحابه، لكنها تتطرق لكيفية التعامل مع مثل هذه الظواهر، المتمثلة في آيات الله، والكسوف في هذه الحالة، لايعدو كونه مثالا، فرضته المناسبة ..

إن الله تعالى، أرحم بعباده من أن يخلق شيئا، ثم يخوّف عباده به، وجعلت آيات الله المتعددة المختلفة، التي لايمكن حصرها، ولايمكن أن تغيب يوما عن الأرض والسماء ..

لتثبيت عباده على الحق وما هم فيه من الهدى. وإنزال الطمأنينة على أفئدتهم. وتذكيرهم بأن الله معهم وناصرهم، مهما كسفت الشمس وخسف القمر. واليقين المطلق، أن آيات الله بين يديه، يقلبها كيف يشاء.

وهذه العبر، وغيرها من التي لم يستحضرها صاحبها ولا يعلمها الآن، تندرج ضمن دائرة رحمة الله بعباده، ولطفه بهم، ورفقا بضعفهم، ودعما لبشريته الرقيقة.

ومن إستطاع أن يقف على رحمة الله من خلال آياته، إستطاع أن يقف على قدرته، وعظائم خلقه ورحمته التي وسعت الحجر والشجر والبشر.

آيات الله .. رحمة ونعمة وزينة، يتقرب بها العبد لربه، ويناجيه عبرها، ويزداد حبا له ، وتقديرا لعطفه ورحمته. فكيف تكون تخويفا .. وهو الرحيم اللطيف .. بعباده .. عبر آياته.

ملكوت كون ربك لايدركه إلا خالقه، والرحمة الساكنة بين الأضلع، والدعوة لها وبها، باب من أبواب آياته ورحمته، للوقوف والتمتع بآياته ورحمته.