عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة

من أفضل من رأينا من العلماء  خلقاً وسمتاً وعبادة  العلّامة الدكتور محمد فوزي فيض الله ( ابن حي البياضة ) في حلب .

كنا نقرأ عنده من كتاب حلية الأولياء كل يوم جمعة بعد العصر .. فكانت هذه الجلسة غذاءا روحيا للجمعة التي بعدها ..

كنا نرى التصوف الصافي منه وعنده علماً وعملاً ، كثيرا ما يقول لنا {عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة } 

كان سريع الدمعة شديد التواضع لا يرضى أن يقبّل أحد يده ، وأذكر مرة قبلت يده فنظر إلىّ وقال لقد غلبت قوتك ضعفي .. 

كان ينام مبكراً  بعد العشاء مباشرة ويقوم لقيام الليل  في الساعة الثانية عشرة ويصلي ثم ينام ثم يقوم قبل الفجر لصلاة الفجر  . 

كان يختم القرآن الكريم في كل شهر ختمتين، ختمة في صلاة النافلة وختمة خارج الصلاة  .

كان معجبا كثيراً بالشيخ عبد الفتاح أبو غدة فكان يذكره في دروسه . 

ومما يذكره عنه أن الشيخ  إذا أراد مراجعة كلمة في القاموس يقرأ كل المادة ولا يكتفي بمعناها الذي يريد ويقول : فتحنا القاموس فلماذا نغلقه قبل أن نطلع على كل المادة  ؟! .  رحمهما الله تعالى 

وكان يقول لنا ( أنا أطرب عندما أستمع للشيخ محمد العزالي إذا تحدث في الإذاعة ) 

وكان للشيخ الغزالي برنامج في رمضان عند الإفطار في إذاعة القرآن الكريم   . 

وقد نسمع من الشيخ اللهجة المصرية .. وكان صاحب نكتة ولطائف يؤنس الجالسين ويرسم البسمة على وجوههم المحبة مع هيبة ووقار وجلال  . 

كان لا يغتاب أحدا أبداً  ويخص بعض طلابه بدعوات خاصة بالاسم عند قيام الليل . 

كان يستغل يوم الحمعة من الفجر وحتى العشاء في المسجد من درس إلى درس  . 

تشرفت مرة بخدمته وصحبته إلى بيت أخينا الشيخ محمد هاني عزيزة ( رحمه الله ) إثر عملية جراحية ، وعندما ذهبت إليه فوجدته ينتظرني على باب العمارة بالدقيقة بأناقته المعهودة وابتسامته الدائمة وهو يتوكأ على عصاه ، فركب معي ونحن نسير طلب مني أن نذهب إلى أقرب مكان للتسوق فذهبنا ونزل بنفسه رغم مرضه واشترى هدية جميلة ..

كان يقوم ينفسه لخدمة نفسه رغم وجود أحبابه معه . 

كان لطيف المعشر قريباً من زائريه مهما كان تخصصهم ، وإذا أراد أحدهم أن يحكي قصة أو نكتة ينصت إليه ويضحك معه إن كان الموقف مضحكاً  ، كان يحبه كل من يراه .

رحم الله العالم العامل العابد الأصولي الفقيه الحنفي الأديب الأريب شيخنا محمد فوزي فيض الله . 

وسوم: العدد 959