لماذا العقيدة أولا

إن الله سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته فشرفنا بهذا المقام ودعانا لطلب معرفته من كتابه وما صح عن نبيه صلوات الله وسلامه عليه وهي من أشرف العلوم وأعلاها؛ لأن شرَفَ العلم بعظَمة المعلوم، ولا معلوم أعظم من ذات الله تعالى وصفاته، فمتى علِم العبدُ ربَّه وعرَفه ؛ ازدادت خشيتُه وخوفُه منه، وزاد طمعُه في رحمته، ورجاؤه وإقباله عليه، فيَستكثر من كل ما يقربه منه، ويجتنب كل ما يسخطه ويغضبه، وبذلك يتحرر من الشَّهوات والشُّبهات. وهذا كلُّه لا يَحصل إلا مع العلم بالله، لا بالجهل به. 

لماذا العقيدة أولا:

 لأنها أساس الدِّين والمِلَّة، وقاعدته التي تقوم عليها وأصل الإسلام من لدُن آدم إلى خاتم الأنبياء محمد - عليهم صلوات ربّنا وسلامه. 

قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}

لماذا العقيدة أولا:

لأنها محور وأساس بناء شخصية المسلم، وعلى صلاحها تستقيم له طاعته، وتسمو أخلاقُه، وتصحّ مُعاملاتُه، ومن هاهنا كان تصحيح العقيدة، من أولويات الدعوة إلى هذا الدين العظيم، ففي المتفق عليه، أن النبيَّ عليه السلام، أمَر معاذًا حين بَعثَه إلى أهل اليمَن، فقال: «فليَكن أوَّل ما تدعوهم إليه؛ أن يُوحِّدوا الله تعالى، فإذا عرَفوا ذلك؛ فأخْبرهم أن الله فرَض عليهم خمس صلوات ... الحديث». فقدَّم التوحيد وتصحيح العقيدة، على سائر العبادة، فلا يُطالَب الإنسان بالأعمال، إلا بعد تصحيح العقيدة. 

لماذا العقيدة أولا:

لأن غموض المعرفة بالله تعالى، وعدم ثباتها في النفس يُورِث الشكوك والرِّيبة والتردد ، ويَبعَث على الحيرة والقَلق، وضَنك العيش، وهذه من أهمّ وأخطر أسباب مُشكلات الشباب والفتيات وانحرافهم، وتَشرّبهم المناهج المُنحرفة، والأفكار الضالَّة، والتي تؤدي إلى الممارسات الشنيعة والمواقف فاقدة الاتزان والموضوعية وهذا ينعكس على حال الأمّة وتردِّيها، وانحطاطها وتَكالُب أعادئها، ومؤشر زوالها

وسوم: العدد 961