وحي الصدور 46

وحي الصدور 46

معمر حبار

[email protected]

أقصر نظرك تنال قاصرات الطرف.. قرأ الإمام في صلاة الصبح ، قوله تعالى.. "فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ" .. الرحمن - الآية 56 ..

من  اكتفى بالنظر لزوجه.. نال قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ..

ومن لم يمس ماليس له.. فاز بالتي .. لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ.

لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ"، يونس - الآية 83 ..

فتح.. تم البارحة.. ختم السلكة.. بقراءة جماعية.. فكانت هذه الملاحظة..

سورة النصر تحمل رقم110.. "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ"، النصر- الآية 1.. سبقتها "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ"، الكافرون - الآية 1.. وجاء بعدها "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ"، المسد - الآية 1..

لاتيأس، فالفتح آت.. ولو كان بين أمرين عصيبين. ونصر الله قادم، لايوقفه كافر غير محدد، ولا كافر مذكور بذاته.

سعي للخير.. قال تعالى: " وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ"، يس - الآية 20 ..

إن الله تعالى.. خلّد فعل رجل في كتابه الكريم.. لأنه لم ينتظر  الخير .. بل سعى إليه من أقصى البلاد ..  وزاد عليها .. حسن الرأي وحلاوة اللسان.

صبر جميل.. ماأعظم سيدنا يعقوب عليه السلام ..

قتل الإبن الأول ظلما، فصبر ..، وقال:" فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ"، يوسف - الآية 18..

وألقي القبض على الإبن الثاني ظلما، فصبر ..وقال: "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ"، يوسف - الآية 83

وأيّ صبر.. إنه الصبر الجميل .. الذي لايحسنه.. ولايطيقه.. إلا القليل القليل.

الصبر الجميل.. إذا أبتليت فاصبر.. وإذا صبرت..فليكن صبرك جميلا ..

واقرأ إذا شئت قوله تعالى.. "فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا" .. المعارج - الآية 5

زوج إبراهيم عليه السلام .. عجوز لاتلد، وبعلها شيخ كبير، رزقها ربك .. بذكرين، رجلين، وإختار لهما الأسماء، ورتبهما كما يشاء، وزاد عليها النبوة لكل منهما، حتى أن سيّدنا إبراهيم عليه السلام، توقف عن الكلام، ولم يستطع الحركة والنطق، وبقي مدة على هذه الحال من شدة الوقع، حتى ذهب عنه الروع، وإقرأ قوله تعالى.."وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ"، هود - الآية 71