الميزان العادل / حقوق الزوجة

قاال الله تعالى  : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ) البقرة /228/  .                                  

 وقال سبحانه : ( ومن ٱياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لٱيات لقوم يتفكرون ). الروم /2/ .

ولقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرا فقال :

( اتقوا الله في النساء : فإنهن عوان عندكم ، أخذتموهن بأمانة الله ،

واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) عن جابر رضي الله عنه .

 اعلم أيها المسلم أن الله عز وجل وزع الحقوق والواجبات بين الزوجين بميزان عادل حتى لا يطغى طرف على الٱخر ،

 ما من حق لطرف على طرف إلا ويقابله واجب تجاهه ،

 والسعادة الكاملة لن ينالها الإنسان إلا بنيل الحق وأداء الواجب ،

 ومن أدى واجبا ولم يحصل على حقه ، أو نال حقا ولم يؤد الواجب المترتب عليه ، فسعادته ناقصة .

وبدأ الله بذكر حق الزوجة أولا ( ولهن مثل الذي عليهن )

 ولها حقوق كثيرة على الزوج منها المادية ومنها المعنوية ، ومن جملة حقوقها : حق النفقة ، وحق المعاشرة بالمعروف ، وحفظ الدين وحسن التوجيه ، والتزين لها ، وعدم الزهد فيها وهجر مضجعها ،

وإرشادها إلى الخير وإبعادها عن الشر ، وصيانتها وعونها على صيانة نفسها ،

 الغيرة عليها والدفاع عنها ، البعد عن كشف الأسرار الزوجية ، تعليمها امور دينها وما ينفعها………… 

على المسلم أن يؤدي هذه الحقوق طاعة لله ورسوله ، وطلبا للثواب من الله تعالى ، وحفاظا على السعادة الزوجية ، وسلامة البناء للأسرة المثالية .

الحق الأول : هو حق النفقة ، ويشمل الطعام والشراب واللباس والسكن وما يتبعها ويكملها بشكل وسط لا إسراف ولا تقتير

( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا )  والأمر بين ذلك قواما .

أمر الله تعالى بالإنفاق ( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما ٱتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما ٱتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا ) الطلاق /7/ .

 ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإنفاق وبين ثواب النفقة على الزوجة والعيال في أحاديث كثيرة ومنها :

عن معاوية بن حيدة قال : سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما حق المرأة على الزوج ? قال صلى الله عليه وسلم : 

( تطعمها إذا طعمت ، وتكسوهها إذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه ولا تقبح ، ولا تهجر إلا في البيت ) .     رواه أحمد .

(أفضل دينار ينفقه الرجل : دينار ينفقه على عياله ) رواه مسلم .

( دينار أنفقته في سبيل الله عز وجل ، ودينار في المساكين ، ودينار في رقبة ، ودينار في أهلك ، أعظمها أجرا الدينار الذي تنفقه على أهلك )  رواه االإمام أحمد .

( أول ما يوضع في ميزان العبد نفقته على أهله ) الجامع الصغير عن جابر رضي الله عنه .

( إن الرجل إذا سقى امرأته أجر ) رواه أحمد 

( وأن يضع الرجل اللقمة في فم زوجته هي له صدقة ) ورد في الٱثار .

( إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة ) البخاري .

( أفضل دينار ينفقه الرجل : دينار ينفقه على عياله ، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله ، ودينار ينفقه على أصحابه 

في سبيل الله  ) رواه مسلم .

أيها الأخ الحبيب بقدر امتثالك لأوامر الله ورسوله ، تنال السعادة وتحافظ على الحياة الزوجية الهادئة المطمنة ، وعلى الحب والمودة التي زرعها الله بين الزوجين عند التزام كل طرف بالحقوق والواجبات ، وننشئ الجيل الصالح ، واللبنات الصالحة للمستقبل الزاهر ، وبدون هذا الميزان العادل لا يمكن الوصول إلى السعادة الزوجية ، ولا الحب ولاالمودة التي من الله بها على الزوجين ، ولا يمكن إنشاء أسرة سوية مستقيمة .

ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما

                    ٱمين.       ٱمين.       ٱمين.

وسوم: العدد 670