اللُحمة والسداة ... هذا التبان السوري المتقلص عن العورة صنيع من !!!؟

أما التبان فهو نوع من الثياب القصيرة التي يلبسها العاملون في البحار . وإذا شئتم هو نوع من " البكيني" يلبسه الرجال، والمقصود بشار الأسد ومن يوازيه أو يناظره ..

ولن يعرف الكثير من أبناء الجيل معنى اللحمة " بضم اللام والسداة " ما لم يمروا كما مررنا أمام النول العربي، وعامله الذي يجلس خلف مقعد القيادة ، فيحبك بإشراف عينيه، وحركة يديه ورجليه اللحمة " الخيوط التي تمتد عرضا ومن أسفل ، بالسداة" الخيوط التي تمتد طولا ومن أعلى على نسق من الألوان محفوظ ومعروف ومقرر عليه .

في كثير من المدن السورية أسر تحمل عنوان " المسدي " وهو عنوان ينتمي إلى مرحلة من مراحل صناعة النسيج اليدوي. فالنساج والخشان والفتال والحايك والمزيك والقصار والصباغ ...كلها تنتمي إلى العالم نفسه .

كانت بعض العجائز في حلب يرتزقن بما يسمينه " تدوير الخشين " وهي مرحلة من مراحل الغزل ، والانتقال بالخيط من ثخين إلى رفيع . وكانت أخريات ينصبن النول في بيوتهن للارتزاق ..

وهكذا كان في عالم أكثر رقيا وحداثة!!!

لن أطيل عليكم ، هذا القماش السوري الرديء هو صنعة كل الذين ما زالوا منذ عشر سنوات يلحّمون سداة الروس والإيرانيين والأسديين . ونقول في حلب " فلان يلحّم لفلان" أي يرقع له ويصوّج ...

وحين أكتب لكم " كلن أعني كلن " أنا لم أتعلم " الخوز" يوما ، غيري هم الذين يخاوزون .. فيذكرون أقواما وينسون آخرين !! وكأن الآخرين فراطة العنقود !!

كلن تعني أصحاب اللُحمة البيضاء والحمراء والخضراء والسوداء أيضا .. أما السداة فما زالت روسية إيرانية أسدية، وأنا أعلم وأنتم تعلمون

ولعلكم تتفكرون ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 914