من السيدة زينب إلى مريم العذراء ..هكذا يُغير نصر الله بوصلته

غاية خطابه ان انسوا فاجعة ميناء بيروت ولنلتفت  اليوم لمحاسبة من قتل الستة في الطيونة!!

أعزائي القراء ..

يتضح وبشكل لايقبل الشك ان هدف زعيم عصابة حزب الله الإرهابية اليوم هو تغيير  كل ثوابت الشعب اللبناني وتحويل اهتمامه لجهة اخرى ، فظهوره الاعلامي  المتكرر بات يُنافس ظهور المطربات والراقصات في بلاده وحتى في كافة البلاد العربية، علّه يستطيع بذلك الظهور تغطية سوءته والتي انكشفت منذ ولوغه بدماء السوريين منذ عقد من الزمان، واليوم بدأ يُبرر ذلك التدخل بأنّه كان حمايةً لمسحيي الشرق من هجمات الإسلاميين الذين شاركهم نصر الله نفسه تلك الحرب في البلقان طمعاً في الخبط على الصدور هناك وتاسيس حسينياته طمعاً في تغيير عقيدة المسلمين هناك.

فانتقل هذا الدعي المتذبذب وبسرعة البرق 

من حماية زينب وشقيقاتها وحفيداتها ومراقدهن إلى حماية مريم وأحفادها؛ في محاولةٍ  يائسة منه لاستمالة مسيحيي لبنان بعد أحداث الطيونة التي اقتحم خلالها عناصره المُدججين بالأسلحة مناطق المسيحيين في بيروت، ليحمل خطابه مساء أمس الكثير من التهديد والوعيد للبنانيين جميعاً وخاصة لحزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع، مبشراً مسيحيي لبنان بأنّ الحرب الأهلية قادمة على الأبواب وأنّ مصيرهم التهجير، لتكون لبنان شيعيّة خالصة لنصر الله ومن خلفه الخامنئي.

يقول الإرهابي الدولي حسن نصر الله إنّ حزب القوات اللبنانية هو الذي "أمّن الغطاء لـ "النُّصرة" والتكفيريين في لبنان وسوريا"، ويتابع "يمكنكم سؤال المناطق المسيحية في سوريا عن كيفية تصرف حزب الله لحماية المسيحيين"!.

ولماذا نسأل ؟ وعناصرك ذاتهم الذين تفاخروا بأفعالهم ونشروا كيف أنّهم لن يُبقوا "سُنيّاً" واحداً في سوريا، وسيُلاحقونهم إلى "مكة المُكرّمة" لينتزعوها منهم.

أما بخصوص الاخوة المسيحيين، فلنا بالرّاهبات اللواتي اختطفتهن جبهة النصرة وبادلتهنّ بمعتقلات من سجون أسد، خير دليل واللاتي أكّدن أنّهنّ تلقين أفضل معاملة من خاطفيهم، وأنّهم أي الخاطفون كانوا طيبين معهنّ، على الرّغم من أنّ الخاطفين لم يُمثّلوا الثورة السورية يوماً، والجميع يعلم جيداً من أطلقهم من السجون ليعملوا على برنامجهم الخاص بهم والذي لا يتفق مع اهداف الثورة السورية،ثم من هو الذي عقد الصفقة على الحدود اللبنانية مع داعش لاخراجهم سلماً من منطقة الحدود بباصات مكيفة وارسالهم مع اسلحتهم الى شرق سوريا من اجل الاستمرار في مشروعه الاجرامي في قتل السوريين ؟  لكن وفي ذات الميزان؛ هل يمكن أن نسأل زعيم العصابة عن من رحل الابرياء السوريين من لبنان الى مخابرات المجرم اسد ، وعن حال المعتقلين السوريين في سجون شريكه ؟،وعن صور قيصر والتي صارت دليلاً واضحاً لدى دول العالم تشير الى جرائمه وجرائم شريكه في دمشق؟.

يُصرُّ نصر الله على تكذيب العالم أجمع ويؤكد مساء أمس أنّ عناصر عصابته الذين كانوا يتجولون في منطقتي عين الرمانة وفرن الشباك المسيحيّتين، مُدججين بسلاح ليس أقلّه قواذف الـ (RPG) كانوا مُتظاهرين سلميين، وكأنّ الجميع عُميت أبصارهم ولم يُشاهدوا ما حدث على الهواء مُباشرة، ولنصر الله في مقتل "سيكو" البرهان الأكبر على سلميّة مُتظاهريه.

لا يخجل زعيم عصابة حزب الله من الكذب جهاراً نهاراً وعلى رؤوس الأشهاد، يتحدث وكأنّ الأحداث جرت في كربلاء قبل 1400 عام، وأن لا شهود على ما يقول، غير أنّ الحقيقة التي لم تعد تخفى على طفل هي أنّ اللبنانيين جميعهم يعلمون أنّ عصابة نصر الله لم تُقِم يوماً وزناً للجيش اللبناني، وأنّها دائماً فعلت ما تُريد دون إذنٍ أو حتى مشورة، غير أنّها وفي كلِّ مأزق تخرج لتُحرج ذلك الجيش المغلوب على أمره وتضعه بوجه العاصفة.

آخر عواصف ميليشيا حزب الله هي أحداث الطيونة التي حاولت خلالها عصاباته تكرار 7 أيار، غير أن اللبنانيّين كانوا له هذه المرّة بالمرصاد، ليخرج بعدها نصر الله ويقول إنّ عصابته سلّمت رقبتها ودماءها إلى الجيش والدولة اللبنانيّة، وكأنه لم يكن وجود للدولة والجيش اللبناني عندما قرر وتدخل نصر الله في سوريا واليمن والبحرين والكويت والسعودية.

ويُضيف زعيم العصابة "يجب أن ننقل الواقع والحقائق، بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، منعنا دخول أي مسلح من حركة أمل وحزب الله إلى مناطق المسيحيين"، ماذا كان يفعل السيكو وغيره من مئات المُسلحين في عين الرمانة فرن الشباك؟ أكثر من ذلك؛ وبما أنّه يقول منذ الانسحاب الإسرائيلي منع دخول أيّ مُسلح، السؤال لماذا يوجد مُسلحون اصلاً ، ولماذا مازلت تحتفظ بالسلاح علماً انه لا يوجد اسير لبناني واحد عند اسرائيل وان البقعة التي تلعب عليها انت واسرائيل وهي عدة هكتارات من مزارع شبعا هي اراض سورية باعتراف الامم المتحدة ، ثم ان الغاز القادم اليك من عسقلان المحتلة اسرائيلياً سيصل اليك لتحيي  على ضوئه انتصاراتك الوهمية الخادعة ، وما فائدة الجيش اللبناني الذي تضعه بعين العاصفة دائماً بعد كل مُصيبةٍ تجلبها على لبنان واللبنانيين؟.ومهدداً اللبنانيين بمسيحييهم وسنّتهم ودروزهم بأنك تمتلك مئة ألف مقاتل جاهزين لخوض أيِّ معركة تقررها ، مُتوعداً أيّ مكونٍ لبناني يُطالب بالحرية أو الديمقراطية منذراً قائد القوات اللبنانية سمير جعجع بقولك  "خُذ علماً بأنّ الهيكل العسكري يضم 100 ألف مقاتل"، فهل بعد هذا التهديد من كلام عن حربٍ أهليّة تُجهزها مع عصاباتك في لبنان مُستقوياً بسلاحها غير الشرعي.

إذن؛ بعد مُتابعة حديث نصر الله يمكن الخروج بنتيجتين لا أكثر، الأولى أن انسوا ما جرى في تفجير مرفأ بيروت، فقد تجاوزنا هذه المرحلة واليوم هناك ستّة قتلى من ميليشيا حزب الله وأمل ويجب أن تتحوّل كافة التحقيقات لأجل هذا الأمر، وفي الحقيقة لم تخرج مظاهرات ميليشيا حزب الله وأمل إلّا لإحداث هذه الحالة من التوتر وتقديم القرابين الستة لحرف الأنظار عن كارثة المرفأ والتركيز على ما جرى لعناصرها القتلى.

أما النتيجة الثانية من ذلك الخطاب فهي أن نصر الله يقول للبنانيين أنا ربكم الأعلى وإيّاي فارهبون، فلا صوت يعلو فوق صوت عصاباته، ولا سلاح في لبنان إلّا سلاحه، ومن يُخالف ذلك فالمئة ألف عنصر جاهزون لإطلاق الحرب الأهلية والانقضاض على أيِّ مكوِّن في أيِّ وقت يُحدده زعيم تلك العصابة.

عن اورينت بتصرف

وسوم: العدد 951