يا من غرّدت بالأمس بمليون ونصف تهنئة بفوز فريق بلادك على الفريق المغربي

يا من غرّدت بالأمس بمليون ونصف تهنئة بفوز فريق بلادك على الفريق المغربي في منافسات كأس العرب بماذا ستغرد اليوم وقد أقصي من منافسات كأس العالم  ؟

ما كنت لأحرر هذا المقال لولا أن الحاكم بإرادة العسكر لا بإرادة الشعب  في الجزائر كان قد رام التشفي من الشعب المغربي  حقدا من عند نفسه  في تغريدته الصبيانية المعبرة عن ضيق أفقه، وضآلة شخصه  ، و التي هنأ فيها فريق بلاده إثر فوزه على الفريق المغربي  في منافسات كأس العرب تهنئة  بعدد شهداء ثورة التحرير الجزائرية ، ونحن نعلم علم اليقين أنه ليست له شجاعة أو جرأة على التغريد بتلك التغريدة  لو كلن فريق بلاده انتصر على فريق فرنسي .

ولقد انتقدته  يومئذ في مقال سابق على تغريدته المثيرة للسخرية  ، وكان لا بد أن ألحق بالمقال السابق هذا المقال لأنني كنت قد نبهته  إلى ما عساه أن يغرد إذا ما  تعرض فريق بلاده للإقصاء من منافسات قادمة ، وهو ما وقع  بالفعل في منافسات كأس إفريقيا ، و في منافسات التأهل لكأس العالم ؟ وأولى به اليوم أن يأسف عدد ما شمت لو كانت فيه ذرة من رجولة ، وأنى للرجولة أن تتوفر فيمن يتصابى وهو في مثل سنه ؟

وإننا لنأسف  شديد الأسف لإقصاء الفريق الجزائري العتيد  الذي لا يقلل إقاصاؤه من مكانته ونجومية نجومه ، ونشاطر الشعب الجزائري الشقيق ما يشعر به من أسف ،وكنا نود أن يكون فريقه إلى جانب فريقنا المغربي ، وفريق  الشعب التونسي الشقيق في قطر لتجسيد الأخوة المغاربية التي يأبى النظام الجزائري المتسلط عليه والحاقد إلا قطع رحمها من خلال ما يصدر عنه من أقوال وأفعال تعكس مدى الشر الذي يكنه للمغرب قيادة وشعبا لمجرد استكماله وحدته الترابية ، وهو حقه الشرعي الذي  شهد به التاريخ  وهو خير شاهد بعد الله عز وجل والذي لا يتنكر له إلا مكابر ، وشهدت به المحافل الدولية ذات المصداقية  القانونية والقضائية ، وشهدت به معظم دول العالم.

وإن حكام الجزائر العسكر والذين  يحملون فوق أكتافهم وعلى صدورهم  شارات مطبوخة  لرتب جنرالات ، وما هم في الحقيقة سوى  " كابرنات " ،وهي أدنى رتبة عسكرية  ليبذلون كل ما في وسعهم لتأليب الشعب الجزائري  وهو كاره لهم ولتسلطهم على شقيقه الشعب المغربي ، وإجهازهم على ثوراته المتكررة  من أجل أن يحيى حياة كريمة في ظل ديمقراطية حقيقية يختار بموجبها من يحكمه .

ولا زال هؤلاء الحكام يحاولون دغدغة مشاعر الشعب الجزائري من خلال الارتزاق والمتاجرة  البخسة بالدماء الطاهر لشهداء ثورة التحرير  الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن يعيش الشعب الجزائري حياة كريمة ينعم فيها بمقدرات وخيرات وطنه التي  ينهبها هؤلاء  الحكام المتسلطون عليه ، ويفضح بعضهم بعضا ، ثم يسجن بعضهم بعضا بعد ذلك  وكلهم ناهبون مقدرات الشعب . ولا تفوّت الشرذمة الحاكمة فرصة تعن لها دون النيل من المغرب بما في ذلك إقحام لعبة كرة القدم  في خلاف سياسي مفتعل علما بأن من اخترعوها  أول مرة  إنما أرادوا بذلك تلطيف الأجواء بين الأعداء المتحاربين  عن طريق نقلهم من صراع دموي  إلى تنافس  شريف يحكمه مبدأ الروح الرياضية ، وهو مبدأ أصبح متداولا في مختلف المجالات لسمو دلالته .

ولو كان حاكم الجزائر المتصابي يعرف شيئا من هذه الدلالة لهنأ فريق بلاده وواسى الفريق المغربي كما تقتضي ذلك الأعراف عند من يقدرونها .

إن شغل الطغمة الحاكمة الشعب الجزائري بأمجاد ثورة التحرير ، وهو يكابد عنت المعيشة بالرغم من  غنى وطنه  بثروات البترول والغاز ، هو استخفاف به وبدماء من ماتوا من أجل رفاهيته بعد حصوله على حريته . فإلى متى ستظل أسطوانة حرب التحرير تستغل لطمس فساد نظام عسكري أجهز عدة مرات على ثورات الشعب الجزائري ، وصار بذلك قدوة سيئة لأنظمة عربية فاسدة تتوجس من الديمقراطية الحقيقية ، وتسوّق لديمقراطيات صورية  وشائهة ومثيرة للسخرية وتقرها عليها دول لها أطماع في خيرات الشعوب العربية لأنها ضامنة لوصولها إليها .

ونختم بالقول إنا فرحة الشعب المغربي بتأهل فريقه لمونديال قطر وتأهل فريق الشعب التونسي الشقيق  لو تأهل فريق الشعب الجزائري الشقيق لكانت أكبر ، نقوله بكل صدق تفرضه الأخوة في الإسلام وفي العروبة ، ويفرضه الجوار . وإن الشعب الجزائري العظيم فوق تصابي حاكمه الذي يعتقد أنه بمقدوره مخادعته ، وركوب عواطفه لزرع الفتنة والكراهية بين شعبين شقيقين .

ولقد حاول الحاكم المتسلط هو وبطانة  السوء المحيطة به على الشعب الجزائري الأصيل تناسي وتجاهل  أن  العدد مليون ونصف الذي هو رقم مقدس لا يمكن أن يبتذل ليكون مجرد تعبير عن تهنئة بفوز في مباراة لكرة القدم . ولن يرضى المغاربة ابتذال هذا الرقم المقدس لأنه يضم أيضا شهداءهم الذين ضحوا بأرواحهم من أجل استقلال الجزائر ، وأجرهم عند رب العالمين، والعاقبة للمتقين ، وسوء المصير للمنكرين .