سوريا: مقتل وجرح عناصر من المخابرات الجوية للنظام في درعا

دمشق – «القدس العربي»: قتل وجرح عدد من عناصر المخابرات الجوية للنظام السوري، خلال اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة، بين عناصر المخابرات التابعة للنظام السوري من جهة، وبين فصائل مسلحة من أبناء مدينة داعل في ريف درعا من جهة ثانية، حيث يعيش الجنوب السوري مستوى غير مسبوق من التصعيد منذ توقيع اتفاق التسوية في تموز/ يوليو 2018.

وفي درعا القريبة، دارت اشتباكات عنيفة بين أبناء مدينة داعل في ريف درعا الأوسط مع عناصر يتبعون للمخابرات الجوية المقرّبة من إيران بعد وصولهم إلى الحي الجنوبية في المدينة. وحسب شبكة “تجمع أحرار حوران فإن اشتباكات عنيفة اندلعت مع دورية تابعة للمخابرات الجوية مؤلفة من 4 سيارات عسكرية كانت تحاول التمركز في الحي الجنوبي لمدينة داعل، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم ووقوع جرحى في صفوف المدنيين برصاص عناصر المخابرات الجوية العشوائي، حسب المصدر.

وقال عضو شبكة “تجمع أحرار حوران” يوسف المصلح إن “توتراً كبيراً يسود مدينة داعل بعد دخول دبابتين لقوات النظام إلى وسط المدينة، وسط سماع إطلاق النار بشكل متقطع وشل حركة السير في المدينة” لافتًا إلى أن رئيس جهاز الأمن العسكري في درعا، لؤي العلي، ضغط على أبناء مدينة داعل بأن ينضموا إلى صفوف ميليشياته، مهدداً إياهم باستقدام المخابرات الجوية إلى المدينة حال رفضهم.

وكانت المخابرات الجوية قد انسحبت الاثنين، من حواجزها العسكرية في الريف الشرقي لدرعا، وأخلت حاجز المشفى في بلدة صيدا، وحاجز الرادار في بلدة النعيمة، وحاجز القوس في الغارية الشرقية، والحاجز الرباعي في بلدة المسيفرة، والمفرزة الأمنية في بلدة الجيزة، وحواجز بلدة السهوة، لتنقل قواتها إلى بلدات ومدن داعل، ابطع، والشيخ مسكين في ريف درعا الأوسط. وحسب المصدر، فإنّ عناصر وضباط ميليشيا الأمن العسكري سيحلّون مكان المخابرات الجوية شرقي المحافظة.

وتشكّل المخابرات الجوية إلى جانب ضباط الأمن العسكري ذراعاً للميليشيات الإيرانية في تنفيذ إحكام القبضة الأمنية على رقاب الأهالي في محافظة درعا. وسبق أن أطلق ناشطون في درعا حملة مناهضة لرئيس فرع الأمن العسكري لؤي العلي تعبيراً عن رفضهم لسياسته القمعية التي يتبعها ضد أبناء المحافظة، لاسيما أنه يدير الملف الأمني فيها وشبكات من الميليشيات والخلايا الأمنية التي تنفذ عمليات الخطف والاعتقال والاغتيال.

ووفقاً لشبكة “تجمع أحرار حوران” فإن “العلي هو عراب المشروع الإيراني في السويداء ودرعا والقنيطرة ومهندس الاغتيالات فيها إلى جانب عمله الأمني في شعبة الأمن العسكري فهو يحظى بتواصل وتنسيق مع الجانب الإيراني”.

وكانت أجهزة النظام الأمنية أجرت تغييرات في مناطق نفوذها عقب تسوية أيلول 2021، حيث أقدمت مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2021 على نقل حواجز الأمن العسكري التي كانت تنتشر بين مدن وبلدات الريف الشرقي إلى غرب درعا، ونقل المخابرات الجوية من غربي درعا إلى الريف الشرقي.

ما تقدم دليل آخر على إخفاق مساعي النظام السوري وحلفائه في تحقيق أهدافهم القائمة على فرض الاستقرار العسكري والأمني بالقوة، وليس بعيداً في السويداء، هددت فصائل محلية، شعبة المخابرات العسكرية في المحافظة بالتصعيد والنزول إلى الشوارع، بعد جولة من المفاوضات الفاشلة حول مصير سيدة اعتقلتها هذه الأخيرة، نتيجة نزاع على ميراث شقة في منطقة المزة بريف دمشق، بررت المخابرات العسكرية إخفاء السيدة قسراً بتهمة التخابر مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال المتحدث باسم شبكة أخبار السويداء 24 ريان معروف في تصريح لـ”القدس العربي” إنه “بعد مفاوضات بين الفصائل المحلية وشعبة المخابرات العسكرية، رفضت الشعبة إطلاق سراح السيدة عفران يوسف بركة، المعتقلة منذ أكثر من شهرين في دمشق”، لافتاً إلى احتمال تصعيد الفصائل ضد النظام السوري في الفترة المقبلة.

ونقل عن مصدر من الفصائل المحلية قوله إن “اعتقال السيدة غفران البالغة من العمر 44 عاماً، كان عملية اختطاف عبر أحد عملاء شعبة المخابرات العسكرية، في مطلع تشرين الأول/اكتوبر الماضي، نتيجة نزاع على ميراث شقة في منطقة المزة في ريف دمشق”. مبينًا، أن المخابرات العسكرية تدّعي وجود “تهمة تخابر مع العدو الإسرائيلي ضد السيدة غفران، المتحدرة من بلدة حضر في ريف القنيطرة، والتي تنتمي للطائفة الدرزية. وبركة هي زوجة المسؤول السوري السابق زيد حسون، الذي توفي عام 2019”.

وقال المصدر، إن عائلة غفران بركة، ترفض بشدّة الاتهام الموجه لها، مشيراً إلى أن أحد عملاء المخابرات العسكرية، استدرجها إلى مدينة جرمانا، بذريعة وساطته لحل النزاع على الميراث، بينها وبين عائلة طليقة زوجها، لتختفي غفران بعدها، حتى اعترفت المخابرات العسكرية مؤخراً باعتقالها، مضيفاً أن “القيمة المادية المرتفعة للعقار الواقع في حي المزة غرب العاصمة دمشق، هو السبب الرئيسي لاعتقال بركة وإخفائها وتوجيه تهمة خطيرة لها”.

ورجح معروف أن تشهد السويداء تصعيداً من قبل الفصائل العسكرية في الفترة المقبلة، في حال استمرت المخابرات العسكرية بإخفاء واعتقال غفران بركة، في ظل ما تشهده المحافظة من توترات واستياء شعبي، مضيفاً “عادة ما تحتجز الفصائل في السويداء، ضباطاً من المخابرات، أو تحاصر فروعاً أمنية، لتحقيق مطالبها في إطلاق سراح معتقلين”.

وسوم: العدد 1010