الجبهة الديمقراطية والشعب الفلسطيني في صور يحيون ذكرى الإنطلاقة (54) بمهرجان سياسي

فتحي كليب: مشكلتنا في الاحتلال والتفرد وبعقليات تفتقد للإرادة ولا تؤمن بالشراكة والوحدة

احيت جماهير الشعب الفلسطيني في منطقة صور جنوبي لبنان والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الذكرى الرابعة والخمسون لانطلاقة الجبهة بمهرجان سياسي اقامته في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم البص بحضور اعضاء المكتب السياسي للجبهة ابراهيم النمر، فتحي كليب ويوسف احمد وحشد من ممثلي الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وهيئات ومؤسسات مجتمعية واتحادات شعبية وقيادات الجبهة في منطقة صور ومنظماتها وانصارها..

بعد كلمة ترحيبية بالحضور من عضو اللجنة المركزية فؤاد حسين ثم النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني تحدث القيادي في الحزب الشيوعي اللبناني كامل حيدر فتوجه بالتهنئة الى الجبهة الديمقراطية وقيادتها بذكرى الانطلاقة ومقدرا نضالها الطويل في مواجهة العدو الصهيوني، ومعتبرا ان خطورة المشروع الصهيوني تتطلب مواجهة مشتركة فوق ارض فلسطين وفي كل الميادين، لأن المطامع الصهيونية تتعدى حدود الارض الفلسطينية لتطال مصالح كل الشعوب العربية.

كما تحدث القيادي في حركة امل عباس عيسى الذي نقل تهاني قيادة الحركة الى الجبهة الديمقراطية التي كانت على الدوام رائدة في الوحدة الوطنية وطليعية في المقاومة ضد المحتل الصهيوني وقدمت من اجل فلسطين آلاف الشهداء والجرحى وما زالت في خندق المقاومة، مشددا على ان الجرائم الصهيونية يجب ان تواجه بمقاومة موحدة وبوحدة وطنية خالية من الانقسامات، مجددا التأكيد على دعم الشعب اللبناني وقواه الوطنية للشعب الفلسطيني ونضاله من اجل حقوقه الوطنية.

كلمة الانطلاقة القاها عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الرفيق فتحي كليب فاستعرض التاريخ النضالي للجبهة وما قدمته من اسهامات مختلفة اضافة نوعية في تجربة مضيئة في استقلالها الفكري والسياسي والتنظيمي والعسكري وفي حفاظها على الوحدة الوطنية كعنوان مركزي في برنامجها السياسي ولتقدم نموذجا في فهمها للتعددية السياسية وللشراكة الوطنية التي ظلت حاضرة كمطلب في كل تفاصيل نضالها اليومي..

وقال ان القضية الفلسطينية تعيش اخطر مراحلها بسبب عاملين: الاول ضخامة الاستهداف الاسرائيلي والامريكي وتسخير امكانات مادية وبشرية واعلامية ضخمة من اجله، والثاني واقع فلسطيني وعربي غير قادر حتى الان على توفير ارضية يمكن للحركة الوطنية الفلسطينية ان تنطلق منها في نضال موحد يواجه المشروع الامريكي الاسرائيلي، وسبب ذلك اولا هو الاحتلال وممارساته والانقسام الفلسطيني وايضا عقليات وممارسات تصر على ممارسة التفرد والاحتكار ولا تؤمن بالشراكة وبالوحدة وتفتقد للارادة السياسية على المواجهة..

وتابع يقول: لقد اتخذ المجلسان الوطني والمركزي قراراتهما للتطبيق العاجل وليس لجعلها ديكورا يتم استحضارها لأسباب تكتيكية اكدت التجارب انها ساهمت في اضعاف الحالة الوطنية الفلسطينية وجعلتها عرضة للتشكيك امام الحالة الشعبية ومقاومتها التي تحتاج الى كل حماية ودعم لن تتأتى في ظل التمسك بصيغة اوسلو والتزاماته.. لذلك كانت مبادرتنا الوطنية التي ما زالت تحتفظ براهنيتها لجهة تعزيز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام والشراكة الوطنية وبناء النظام السياسي الفلسطيني والتحرر من اتفاق اوسلو وجميع قيوده والتزاماته السياسية والامنية والاقتصادية.

وجدد رفض الجبهة الديمقراطية لسياسة الرهان على الولايات المتحدة ورفضها اللقاء الخماسي الذي سيجري في الاردن كونه يستهدف ضرب المقاومة ويضع السلطة في مواجهة شعبها ويسبب مخاطر كبرى على القضية الوطنية وعلى العلاقات الفلسطينية ويضعف النضال الفلسطيني المشترك ويحد من حركة المقاومة الشعبية الناهضة.. ويقدم هدايا للمحتل بدل النضال على وضعه امام امام المحاكم الدولية.

وعن اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان قال الرفيق كليب: نقدر لكل الاطر والمؤسسات العاملة في الوسط الفلسطيني والتي تساهم في التخفيف من وطأة الازمة وتداعياتها، الا ان ضخامة الاحتياجات تؤكد ان ما من جهة قادرة بمفردها على الاستجابة للتحديات الاقتصادية والاغاثية ما يتطلب تنسيقا وتعاونا بين جميع الاطر لاحداث ما امكن من تكامل في الادوار ولضمان استفادة اكثر الفئات الشعبية حاجة للمساعدة من كافة قنوات الدعم التي تقدم للمخيمات..

واعتبر بان ما يتعرض له اللاجئون من حرب اقتصادية وسياسية لا تنفصل على العدوان الشامل على القضية الفلسطينية بجميع تفاصيلها، مشددا على اهمية صياغة استراتيجيات وطنية خاصة بتجمعات الشتات تحاكي همومها ومشاكلها ودعم الفئات الاكثر عرضة للاستهداف بالمشروع الامريكي الاسرائيلي وهي فئة الشباب، داعيا المرجعيات الرسمية الى تعزيز التنسيق فيما بينها خاصة في الجانب الخدماتي، خاصة وكالة الغوث المعنية بتقديم خطط طوارئ اغاثية تستجيب للاحتياجات المتزايدة، والدولة اللبنانية بجميع مؤسساتها معنية بوضع اللاجئين الفلسطينيين على لائحة المستفيدين من استراتيجياتها الاغاثية، ومؤسسات منظمة التحرير مطالبة بزيادة تقديماتها وشمولها لجميع الفئات الشعبية.

26 شباط 2023

وسوم: العدد 1021