غياب الضمائر الحية في معالجة القمامة من طرف ساكنة مدينة زيري بن عطية

بالرغم مما في ديننا الحنيف من حث على  النظافة سواء تعلق الأمر بنظافة الأبدان المرتبطة بعبادة الصلاة أو بنظافة المحيط وله هو الآخر ارتباط بتلك العبادة ما دامت البيوت التي نسكنها تؤدي فيها أيضا ، فإن الكثير منا  مع شديد الأسف والحسرة لم يتشربوا ثقافة النظافة المنصوص عليها في ديننا ، ولا زالت معالجتنا للقمامة تعكس مدى تخلفنا عن بلوغ الغاية المنشودة .

والملاحظ في مدينة زيري بن عطية أن حاويات القمامة موزعة في أحيائها توزيعا غير متوازن بحيث توجد في بعض الأحياء دون غيرها ، وقد توضع أكثر من حاوية في ركن من الأركان بينما لا توجد حاوية واحدة في مساحة كبيرة ،الشيء الذي يضطر الساكنة إلى وضع القمامة مكشوفة في زوايا معينة فوق أرصفة الشوارع لتكون  بذلك مرتعا للكلاب والقطط حيث تشتت ، فيضطر عمال النظافة إلى جمعها من جديد وقد زكمت روائحها الكريهة الأنوف خصوصا مع ارتفاع درجة الحرارة كما هو الحال في أيامنا هذه حيث يبدو أن فصل الصيف لهذه السنة قد حل  مبكرا.

والملاحظ أيضا غياب  الضمائر الحية في معالجة القمامة لدى الكثير من ساكنة المدينة حيث يرفض بعضهم وجود حاويات القمامة في محيطهم بذريعة الخوف من الأوبئة أو انتشار الروائح الكريهة ، لهذا تسود الأنانية بينهم ، ولا يحصل اتفاق على أماكن معينة  وضع تلك الحاويات  في محيطهم ، وغالبا ما توضع قرب قطع أرضية غير مبنية ريثما تبنى، فتنقل إلى  حيث يوجد فراغ أخر . وبسبب طغيان الأنانية تحتار شركة نقل القمامة في وجود أماكن تضع فيها تلك الحاويات ، وهي تتلقى باستمرار شكاوى من طرف الساكنة الذين يتأذون من الروائح الكريهة المنبعثة منها كما أخبر بذلك أحد عمال النظافة عندما استفسر عن غياب الحاويات في بعض الأحياء .

ومما يزيد في الطين بلة  بالنسبة لمعالجة القمامة في مدينتا  أن تلك الحاويات التي تفتقر إلى الصيانة والتنظيف قد صارت مصدر رزق بعض الفئات المعوزة التي تمر بها يوميا لجمع ما قد تنتفع به مما تطعم به مواشيها أو دوابها أو ما تسوقه من معادن أو مواد بلاستيكية... أو غير ذلك. وأثناء البحث عما تريده تلك الشريحة داخل تلك الحاويات، فإنها تفرغ خارجها أكياس القمامة البلاستيكية  ، وتنثرها نثرا في محيطها لتصير مرتعا للقطط و الكلاب التي تكاثرت أعدادها  بشكل لافت للنظر ،وباتت مصدر قلق  بالنسبة للساكنة في غياب أو صمت الجهات المسؤولية ، وبذلك تزداد معاناة عمال النظافة الذين يضطرون إلى جمع القمامة المشتتة من جديد .

وخلاصة القول أنه لا يمكن أن تبلغ مدينتنا ما نريده لها مما بلغته مدن أخرى من نظافة  كعاصمة البلاد على سبيل المثال مع  غياب الضمائر الحية في معالجة القمامة .

وإذا كانت النظافة من الإيمان، فإن غيابها من خوارم الإيمان .

وسوم: العدد 1030