الحقيقة هي أن إسرائيل لا تهتم بمصير الدروز
سخر الكاتب اليساري الإسرائيلي جدعون ليفي من مناشدة دولة الاحتلال بلدان العالم التدخل لحماية الأقليات في سوريا، في وقت تمارس فيه هي نفسها التنكيل بالفلسطينيين.
ومضى إلى القول إن القيادة الإسرائيلية حطمت الأرقام القياسية في افتقار الوعي بذاتها، "فعندما يتحدث غدعون ساعر عن نظام قمعي وعصابات من الإرهابيين، عليه أن يتحدث أولا وقبل كل شيء عن بلده".
وشدد على أنه لا توجد في العالم دول كثيرة يزدهر فيها نظام حكم قمعي وعصابات من الإرهابيين مثلما يوجد في إسرائيل التي تُنكِّل بأبناء شعب آخر، في إشارة إلى الفلسطينيين.
وتساءل "كيف ستتصرف إسرائيل إزاء الدعوات التي تطالب العالم بأن يهب للدفاع عن الفلسطينيين المضطهدين داخل أراضيها؟"، وأجاب ساخرا بأنها سترد عليها "بالعويل وصرخات معاداة السامية".
ووفقا له، فكما يطالب الدروز داخل إسرائيل الآن تل أبيب بأن تهب لنجدة إخوانهم في سوريا، كذلك تطالب الشعوب في الدول العربية حكوماتها بالتدخل لنصرة إخوانهم الرازحين تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، على حد تعبيره.
ومضى متسائلا: "وماذا عن إخوة الدم من عرب الداخل الذين ذُبحوا في غزة وسوريا ولبنان؟ هل فكرت إسرائيل في أن تهب لنجدتهم؟".
اعتبر أن مناشدة العالم للتدخل لحماية الدروز لا تعدو أن تكون دعوة موغلة في الاستخفاف، فإسرائيل -برأيه- لا تهتم حقا بمصير الدروز في سوريا، تماما كما لم تهتم فعلا بضحايا النظام السوري السابق.
وتابع قائلا إن التعبئة عن دروز سوريا ليست أكثر من حيلة سخيفة وذريعة أخرى لمهاجمة سوريا في لحظات ضعفها، وربما أيضا تنطوي على إيماءة إلى الدروز الداعمين لائتلاف الليكود الحاكم.
وختم ليفي مقاله بالقول إن الدولة التي تجوِّع مليوني فلسطيني لا يحق لها الحصول على مساعدة من المجتمع الدولي، حتى عندما تهددها حرائق الغابات المشتعلة حاليا في إسرائيل.
وفي مقال افتتاحي لها، حذرت هآرتس من أن التدخل الإسرائيلي والتهديدات ضد النظام في سوريا لا تخدم المصالح الأمنية الإسرائيلية، وقد تضع الدروز في موقف يبدون فيه وكأنهم تابعون لإسرائيل، وذلك في الوقت الذي يسعون فيه هم والنظام إلى إقامة دولة موحدة
وأكدت أن الدروز كانوا وما زالوا يعتبرون أنفسهم جزءا لا يتجزأ من سوريا، وأنهم يرفضون أي شكل من أشكال التقسيم أو الانفصال.
المصدر : هآرتس
وسوم: العدد 1125