لماذا نجحت الثورة التونسية بلا عراقيل وتبعتها مصر وليبيا وتعثرت في سورية ثُمّ ؟!!!

مؤمن محمد نديم كويفاتيه
mnq62@hotmail.com

لماذا نجحت الثورة التونسية بلا عراقيل

وتبعتها مصر وليبيا وتعثرت في سورية ثُمّ ؟!!!

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

mnq62@hotmail.com

لم يكن الغرب وأمريكا المتآمرين على الدوام على الشعوب العربية والإسلامية يطمحون بقيام ثورة على أُجرائهم وعمّالهم من الطغاة المستبدين الذين افقروا شعوبهم وأذلوهم وجعلوهم عبيداً لهم ، وشحنوا خيرات بلادهم اليهم ، وكانوا كلاب حراسة لهم كسيء العابدين بن علي ، الذي جعل من تونس ماخوراً يأتون اليه ، فيُفرغون لذّاتهم فيه ، إضافة الى اخضاع الشعب لرغباتهم ومحاربة الدين وهذا كان شعار ابن العابدين الأحقر ، بينما القذافي المعتوه الأجرب الذي أخذ على عاتقه حماية السواحل والبحر المتوسط كجاسوس وعميل ومخبر بالتكاليف الباهظة من حساب الشعب الليبي ، الذي أفقره بمغامراته وهباته ، لمنع وصول المهاجرين الأفارقة الى أراضيهم ، وكان قد هدد صراحة عند حصاره بتخليه عن مسؤولياته وحماية واستقرار اسرائيل ، وأنه سيكشف المخبّى بينهم ، بعدما شهدنا بلسكوني ايطاليا كيف يُقبّل يديه بكل ذلّ ومهانة لما دفعه له من الرشا ، بينما حسني مبارك بأجهزته الأمنية التي كان يُسخرها لحماية مصالح اسرائيل ، والتضيق على الجار الفلسطيني ، ورهن البلد للخارج ، حتى صارت الصلة بحماس تهمة ، وباسرائيل صلة أرحام ، عدا عن الفساد الذي زرعه وعشعش في كل مؤسسات الدولة ولكن هذا الغرب وأمريكا الذين رأوا قوّة التعبئة ضد هؤلاء الحكّام ، وقوّة انفجار الشعوب على حالة الكبت والظلم المهولة التي يعيشونها بفعل إملاءاتهم على أزلامهم العبيد من الحكام ، والتي لن يستطيعوا إيقافها أو التصدّي لها لما سيترتب على ذلك من عواقب وخيمة عليهم بمواجهتها ، ومد أسباب بقاء الأنظمة لاستمرارها ، كما فعلت فرنسا ساركوزي مع بداية الثورة التونسية عندما أرادت أن تحمي نظام سيء العابدين الذي أمدته بأدوات القمع ، ثم اضطرت مرغمة للاعتذار ومراجعة الموقف ، عندما رأوا صوت الشعوب الهادرة من كل مكان ، من خلال التظاهرات الضخمة ، وشبكات التواصل الاجتماعي ودوائر الاستطلاع ،فقرروا ركوب الموجة لتفريغ الشحنات ، ومن ثم التدبير لإفشال آمال الشعوب ، ولن يستطيعوا على ذلك إذا مافوتت الشعوب المعنية وقواها السياسية الفرصة عليهم بالتوافق ، وإذا لم يسمحوا بدخول المندسين عليهم والأجراء والفلول ، وإذا ماكانوا صفاً واحداً للحماية الأوطان ومنعتهم من الاختراق ليؤسسوا الدولة القوية المُهابة ذات القرار الوطني الخالص ، وإذا مابقي تآذر الثورات الثورات مع بعضها البعض لتعطي الزخم الجماهيري على مساحة الوطن في النصرة والدعم ، فأي من الاشتراطات تحقق ، بالطبع القليل منها فقط ، ورأينا كيف عادوا في مصر وو واليكم التفصيل

فالثورة التونسية لم يكن وهجها تونسياً فحسب ، بل العالم العربي بأجمعه قد شارك في مناصرتها ، وهتف لها العالم كلّه من قلب صادق ، ولاسيما مصر التي كانت تعاني من القبضة الأمنية البشعة ، والفساد المستشري من باب اطلب الخير لجارك بصير بدارك ، وهذا الذي حصل ، وهذا كله أحدث ضجيجاً ورأيا قوياً نحو التغيير لايمكن لأحد مقاومته ، ثم جاءت الثورة المصرية وبالطيع لاقت نفس الصدى العالمي الضخم وأُبعد الفرعون المباركي لكن بقي العسكر هم الحاكمون والعابثون بمقدرات مصر ، بسبب الخلافات البينية بين الأطراف السياسية المصرية بتغذية من هذه السلطة الأمنية القمعية الفاسدة ، وكان عليهم أن يضعوا خارطة طريق يتفقون عليها ، وإنشاء دستور جديد مُجمع عليه ، ومن ثُم الدخول بانتخابات مع أي استبعاد لأي طرف من المعادلة السياسية ، والعمل على تكريس الديمقراطية بمنهجية مُلزمة للجميع ، ومن خلال هذا التعاون يتم تنظيف مؤسسات الدولة وعلى رأسها القضاء من الفلول ، وتطهير الجهاز الأمني القمعي من كل الفاسدين ، ومحاكمة المتجاوزين ، وتقديم المشاركين بدماء الشعب المصري الى العدالة ، بعد تطهيرها من الآثار المباركية وعلى رأسها النائب العام الذي كان متفق على محاكمته وليس إزالته فحسب ، ولكن السياسة الرعناء من كل الأطراف أدّت في البلاد وكأنك يابو زيد ماغزيت ، وعودة الحكم البائد بكل رموزه والمزيد من التضحيات مع وجود الانقسام ، والأخطر من ذلك إلتهاء مصر الثقل العربي بنفسها ، ولم تلتفت لليبيا قيد أمّلة ، ولولا أن هناك مصالح متعارضة مع الثوّار الليبيين لإسقاط المعتوه القذافي لدخلت ليبيا ببحور من الدماء ، مثل الذي تعاني منه سورية اليوم ، التي تخلّت عنها كل القوى السياسية ، وتركوها فريسة الأطماع والمخططات ، فلم تكافئ تونس ومصر السوريين بما منحهما الله من المنّة والفضل ، لتعود الدائرة عليهم ، فلقد أخطئوا الاستراتيجيا ، وضلّوا الطريق ، وأحبطوا من همم الجماهير ، بعد عودة الفلول من جديد ، ولو أنهم وضعوا جهدهم في خدمة الثورة السورية التي تشق طريقها بكل اقتدار الى النصر بإذن الله مع كل هذا التخلي وتركها وحيدة ، لبقي الصوت عالياً ، ولكانت سورية اليوم محررة بأقل من كل هذه الخسائر الكبيرة التي تكبدتها بأرواح أبنائها ألأطهار ولكان السوريين اليوم الى جانب ثورتهم ، ولبقي الصخب العربي عالياً ، متنقلاً الى بقية الدول المارقة كالجزائر والعراق ولبنان الأسوأ الباقين في العالم ، ولما تجرأ الإنقلابيون على فعلتهم في مصر ، مادامت الصحوة موجودة ، ولكان الوضع أفضل بكثير مما هو عليه اليوم ، ومع ذلك فنحن لازلنا وسنبقى مع الشعوب في حريتها وكرامتها مهما كلفنا ذلك من التضحيات ، ولن نتخلّى عنّ الفرقاء مهما أساءوا لنا، ولاعن قضايا أمتنا العادلة ، وعشتم وعاشت أمتنا بخير ، والنصر القريب بإذن الله لشعبنا السوري العظيم.