مكائد الأمم... والسوريون ج5 المعارضة السورية
محمد سعد الدين
حذّرني الرجل بان انقل كل ما يقول... سيتهمك البعض بالبحث عن دور ما سيذهب آخرون الى ابعد من ذلك ....بيانك قد يفيد الاعداء ويضرّ الاحباء اكمل الرجل حديثه.......... ما أمن مكر السياسيين الّا سياسي ساذج !!! السياسيون لايصدقّون ما يقولون.. ويفاجأون ان صدّقهم احد ولكنّهم ينزعجون كثيرا ان شكّك في حديثهم آخر
سوريا كانت مريضة تأن من المها... اغتصبها العلويون عقودا طويلة كانت تستحي حتى من الشكوى... انجبت اجيالا منهكة لم تساعدها الظروف على النموّ والنضوج الضرورين ....المعارضة بالفعل تمثّلنا بحقّ.. فيها المخلص الساذج والانتهازي والباحث عن اضواء الشهرة بعد سنوات من القهر والتهميش, توقّف الرجل قليلا قبل ان يكمل.. ساساتنا لم يهبطوا علينا من السماء انهم استمرارية لمعارضة كان بعضهم اشجع منا, وآخرين استمروا في نضالهم في احلك الظروف, وثلّة كانت تتهأ ربما لهذه اللحظة منذ امد بعيد لقطف ثمار الثورة ومايليها
قطعت الدولة العلوية الماء والاوكسجين بلا رحمة عن المعارضة........ فاجبرتها منذ وقت طويل على الاستعانة بالاخرين لتأمين استمرارية بقائها معارضة الداخل كانت الأكثر معاناة ... احدهم خرج من سجون الاسد بوساطة فرنسية, والاخر افرج عنه بتدخل الماني وبعضهم كان يستعين باركان من السلطة لتأمين قدرته على معارضتها
معارضة المنفى كانت ايامها ثقيلة.. تضطر الى مدّ يديها الى مستضيفيها للحصول على ادنى مستلزمات البقاء, اكثرهم حظا قُبل لاجئا في بلد تربّى في ابجدياته على كرهها وربما عدائها!!! كان ينتظر بفارغ الصبر لحظات القسم للحفاظ على مصالحها.....أثناء الحصول على جنسيتها
فاجأت الثورة جميع ساساتنا ولم تفاجئ الأخرون ....السياسي المحنك هو الذي يملك القدرة على التنبؤ ويملك معها من الدهاء والقوة مايمكّنه من تبرير عدم صدق تنبؤه وربما تحقيقه بعد حين
بدات الثورة طاهرة نقية...قادها أطفال وشباب....فطرتهم دفعتهم الى البحث عن حريتهم.. فهموا بوضوح ما قاله الفاروق أبن الخطاب.. فرفضوا أين يُستعبدوا وقد خُلقوا أحرارا.......لم يفهموا لعبة الأمم ولا مكائدهم ....كان لابد من أن يستلم الراية......من يترجم تضحياتهم الى واقع يفرض على الأخرين أحترامه....تدخل ساستنا وهم مدينون للأخرين,عاجزون عن التعامل معهم كالند..بل مازالوا يحتاجونهم أكثر ربما من ذي قبل......تكاثرت المجالس والهيئات ..., وأنجبت مؤاتمرات و لجان...لم يفهم أحد....كيف لم تستطيع معاناة الأمة بكل آلامها أن تجمع المخلصون وغيرهم , لم يفهم أحد كيف تزيد معاناة اللأجئين و تزيد معها هيئات الاغاثة و أخواتها رغم أخلاص بعضهم,.....لم يفهم أحد كيف نسمع يوميا عن أندماج مجالس عسكرية ونسمع معها عن خلافات أكثر عمقا وأشد توسعا
قبل أيام اعلن احدهم( وليته لم يفعل)عن تشكيل كتيبة باسم صدام حسين لم يستمر الامر طويلا رفض الاصدقاء دفع رواتب جنوده.. اضطر ان يخرج على الملأ ليعتذر (ليته لم يفعل كذلك) ويغير اسم الكتيبة حتى لايزعل الاخرون من فعله ..ليتهم يزعلون كذلك من تهديم المساجد وحرقها واغتصاب الحرائر وقتلهم
المجلس الوطني السوري اكثر المعارضة السياسية وطنية.. ولكن لقصتهم قصة ولحصادهم الف قصة ..تنهّد الرجل طويلا ووعدني ان يتحدث عنهم في الجزء القادم من مكائد الأمم ,قبل أن يمضي همس في أذني
بحكمتين
السياسية......... هي فن منع الناس من التدخل فيما,,,,,,,,, يخصّهم
السياسي.......... سيفعل اي شئ للحفاظ على وظيفته حتى لو اصبح مخلصا بالفعل