يا أحرار العالم أغيثوا حمص.. غرناطة بلاد الشام

الشيخ محمود الدالاتي

يا أحرار العالم أغيثوا حمص..

غرناطة بلاد الشام

الشيخ محمود الدالاتي

حمص الأبية العزيزة تعيش اليوم مرحلة من أصعب مراحل حياتها .إنها تعيش بظروف أشبه ماتكون بظروف غرناطة قبل سقوطها .. ولن يغفر التاريخ لكل من يخذلها. حمص الجريحة الأبية الشجاعة .. حمص بركة سوريا ودرة بلاد الشام وابتسامة شعوبها وطيب أخلاقها .. حمص عاصمة الثورة ومركز الإنتصار ومعقل الأحرار .

حمص التي خرّجت أعظم رجالات الوطن .. وورثت العزة والأنفة والإباء من خالدها الذي اختارها من بين بلاد الأرض لكي تكون موطنا له وتربةً لقبره .. والطيورُ على أشكالها تقعُ .

لقد علم خالد أن اهل حمص هم أهل الشجاعة والنخوة والكرامة والمروءة والإباء وهذه أخلاق تناسبه كثيرا وتعجبه كثيرا وكانت حمص على قدر المسؤولية فقد ورثت من خالدها صفاته و أخلاقه ومجده ..

وتحولت المدينة كلها بحاراتها وأريافها إلى جسد خالد ليس فيها موضع شبر إلا وفيه قصف من هاون أو قذيفة من مدفع أو برميل من تي إن تي ..

وهي صابرة صامدة وأحرارها محاصرون من عدة أشهر من دون غذاء ولا دواء ولا طعام ولا شراب أشبه بحصار الشًّعب في مكة للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

حمص كالفرس الأصيلة ان مسحت عليها بيدك ولمست على شعرها ونخيتها لبّتك وفرّجت عنك الكُرب وإن شمّت من أنفاسك أنك تريد أن تهينها أو تتأبط بها شرا وتسئ إليها داستك بقوائمها ولوت ذراعكَ وجعلتكَ فرجة بين الناس .. وهذا مافعلته حمص بهذا النظام المستبد الظالم .

إنني اشعر أن هناك مؤامرة على حمص حتى بين بعض صفوف المعارضة وأنا مسؤول عن كلامي وأشم رائحة وسخة فقد يكون هناك اتفاق ضمني حول حمص وإلا فغير مفهوم هذا التهميش المتعمد لحمص طيلة شهور الحصار ولا أحد يهتم بحمص وبأهلها وبمعاناتها لا إغاثيا ولا عسكريا ولا لوجستيا ولا حتى إعلاميا يمرون على ذكر حمص مرور الكرام وعندما تحركت ضمائرهم تكرّموا علينا باسم جمعة من الجمع (جمعة فك الحصار عن حمص) لم منها أي فائدة بل على العكس نبّهت النظام إلى مزيد من الإستعداد لحمص لقمعها وقتلها وقصفها ومحاصرتها .

كأن هؤلاء الآلاف المؤلفة من البشر الذين ينتظرون الموت كل لحظة في حمص كأنهم ليسوا بشرا ولا مسلمين ولا عرب ولا سوريين ولم يكونوا في يوم من الأيام هم الثورة وأيقونة الحرية .

وكأن الخالدية وباب الدريب وباب السباع وبستان الديوان والصفصافة وجورة الشياح والقصور والقرابيص لم تكن هذه الأسماء في يوم من الأيام رايات محلقة في سماء الثورة .. يوم كان بعض أهلنا في باقي المحافظات ( مع الحب والتقدير للجميع ) يقولون لنا " عن حئا يابي ؟؟؟؟ عن حئا عم يضربوكم .. بالدبابة ولا هي فبركات الجزيرة والقنوات المغرضة ؟!!" وهم يعرفون من هي حمص ولولا حمص لما كان هناك ثورة في دمشق وحلب والمنطقة المحررة في إدلب .

لقد تركوا حمص تواجه مصيرها وفيها أربعة آلاف محاصر هم عرضة للقتل والسحق في أي لحظة وهم مشغولون بمناطق أخرى .. ونحن لن نغفر للمعارضة إن سقطت حمص وقتل أحرارها وثوارها حتى ولو أسقطوا النظام بالكامل لأن الواجب الأخلاقي يحتم عليهم أن يعملوا لحقن دماء إخوانهم قبل تحقيق مكاسب سياسية في دمشق وحلب وعلى حدود تركيا . وإن حدث شيء من هذا لاقدر الله فحمص تعد هؤلاء السفلة من المعارضة أن مصيرهم لن يكون أفضل من مصير النظام البائد وتعدهم حمص أنهم لن يطؤوا ثراها ولن يدنسوا أرضها ولن يحتفلوا في ساحتها ويستغلوا طيب شعبها .

ياْمَنْ تَرَاْنَاْ والْمداْفع حوْلناْ

والْقصْفُ أرْكاْنَ الْجباْل يزلْزلُ

والمْوْتُ فوْق رؤوْسناْ لكنّه

ممّا يرىْ مِنْ صبْر أَهْلِيَ يخْجل

إنْ كنْتَ ضيّعْت الطَّريْق فأنْت فيْ

بنْت الْوليْد ومثْلهاْ لاْ يجْهلُ

فاخلع حذاءك إن تحت ترابها

أشلاءَ قومٍ ألفَ قومٍ يعدلوا

أنصتْ لحمصَ على المنابر أعلنتْ

والقولُ للثوار لا يتبّدلُ

جيشُ البنادق من يمثّل شعبنا

لا من تراهم في الفنادق يثملوا

يا أيها التاريخ فافهم درسنا

إنّا نولي من نشاء ونعزل

إنّا نولي من نشاء ونعزل