الحكومة الانتقالية المقترحة

نجوى عبد الستار شبلي

الحكومة الانتقالية المقترحة

نجوى عبد الستار شبلي

يتحدث الإعلام هذه الأيام عن حكومة انتقالية في سورية يرأسها فاروق الشرع .فهل هذا الأمر هو لتهيئة الرأي العام في سورية لتقبل مثل هكذا مشروع ؟.....أم أنه لاختبار قبول الشعب السوري لهكذا حكومة ؟......ومن وراء هذا المشروع الذي ينوي العالم تطبيقه في سورية وعلى غرار الطريقة اليمنية ؟..وهل لهذا الأمر علاقة بالإنجازات التي يحققها الجيش الحر على الأرض خاصة بعد توحيد كتائبه ؟!............

كلنا يعلم أن موقف أم

ريكا الذي يبدو مترددا ,لم يكن إلا ليخفي وراءه تأييدا ضمنيا لبشار الأسد ,وظاهر ذلك هو سعي كلينتون السريع إلى الرياض وإلى الدوحة بعد أن أبدت هاتان الدولتان رغبتهما في تقديم السلاح إلى الجيش الحر للدفاع عن الشعب في وجه الهجمة البربرية التي يشنها النظام ضد الشعب ثم تراجعت هاتان الدولتان عن هذا الأمر ,وبقي الجيش الحر والشعب يطالب العالم بالسلاح ليدافع عن نفسه ......

إننا نتذكر جيدا أنه عندما طالب الشعب الليبي الناتو لمساعدته في التخلص من نظام معمر القذافي وبعد ثمانية عشر يوما تمت الاستجابة له رغم اعتراض روسيا والصين على ذلك ....إذن ماهو السبب في المؤامرة الكونية على الشعب السوري ؟!.....الكل يعلم أن الجيش بتركيبته الطائفية التي تعتمد الأقلية العلوية فيه ؛هو ما يناسب إسرائيل ,وهو الضمانة لبقائها من حيث استعداده للإبقاء على حدود ه معها آمنة دون أي إزعاج لها وهذا ما لا يتوافر لو سيطر السنة على الجيش فهناك العداء التاريخي ,وهناك الشجاعة التي يتحلى بها أهل السنة ,وهناك العقيدة والجهاد الذي يخافه الغرب عامة وإسرائيل خاصة ,عدا عن ارتباط الجيش في حال بقائه تابعا للطائفة العلوية سيبقى منعزلا عن بقية الجيوش العربية الأخرى وفي هذه الحالة تسهل السيطرة عليه من الخارج كإيران التي تربطها بالغرب وإسرائيل مصالح كثيرة ومن تحت الطاولة ,وكذلك ارتباطهم بالشيعة التي حوت عقيدتهم الكثير والكثير مما استطاع اليهود نقله إليها ؛مما جعل احتواء هؤلاء سهلا ,وربما يراهن هؤلاء على تعب الشعب السوري جراء طول أمد ثورته هذه ....

إن حرص أمريكا والغرب عامة على هذا النظام يسقط كل شعارات الممانعة المزيفة التي يتشدق بها هؤلاء ,والتي هي في حقيقتها سعي للسيطرة الصفوية الإسرائلية الغربية على المنطقة ,واستمرارا للخدمات المتبادلة بينهم والتي ظهرت بشكل واضح في العراق وأفغانستان ....

ولكن هل سيقبل الشعب السوري بهذه الحكومة الانتقالية على غرار الحل اليمني والتي يسعى الغرب لتطبيقها في سورية ؟!....أ

ليس غريبا أن يأتي هذا الحل بعد عام ونصف من المذابح والقتل والاغتصاب والتشريد والهدم مما لم يحدث في أكثر الحروب العالمية ضراوة ,وأكثرها همجية ؟!......

وهل سيقبل الشعب السوري بأكثريته السنية أن يبقوا تحت حكم الأقلية والتي كان البعض منها السبب في مآسيهم لأكثر من أربعين عاما ؟!....

ثم ألم يجرب الغرب السوريين لأكثر من عام ونصف العام ؟!..

.ألم يروا من شجاعتهم وصبرهم وقدرتهم على الصمود ما يدفعهم لتغيير مخططاتهم والتعامل مع هذا الشعب بطريقة أذكى ؟!....

ألا يغامر الغرب بمصداقيته أمام أهل السنة في العالم أجمع ؟!.....

أم أن الشعب وبعد كل ما قدم من تضحيات سيفرض على العالم أجندته هو ؟!....

وإن غدا لناظره قريب .