تداعيات الفيلم المسيء للإسلام

تداعيات الفيلم المسيء للإسلام

–الجهل والجهل المضاد–

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين /‏20‏/09‏/12/ نجم عن احتجاجات بعض شعوب العالم الاسلامي على الفيلم المسيء لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم تشجيع الاحزاب والمنظمات القومية المتطرفة المعادية للاسلام باعادة نشر بعض الصحف الالماني والفرنسية  الصور المستهزئة بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي طبعتها الصحف الدانماركية عام 2005 ورفع هذه المنظمات الصور المذكورة في مظاهراتهم ضد المسلمين في المانيا كان منها تلك مظاهرة للقوميين في مدينة بون أبان الانتخابات النيابية التي جرت بولاية شمال غرب الراين في ايار/مايو المنصرم نجم عنها اشتباكا بالايدي أمام أكاديمية الملك فهد / رحمه الله / ومظاهرات اخرى جرت بولاية العاصمة برلين واعلان رئيس الحزب القومي الالماني المعروف بـ / حزب المانيا /  مانفريد راوهس عرض الفيلم المسيء للاسلام بشكل كامل خلال شهر تشرين ثان/نوفمبر المقبل في قاعة سينما تحمل / سينما من اجل السلام / . وقد أعلنت ادارة السينما المذكورة موافقتها المبدئية على عرض هذا الفيلم اذ لم تصدر الحكومة الالمانية وغيرها من الفعاليات الامنية والسياسية والاجتماعية معارضتها لذلك . الا أن وزير التنمية والتعاون الدولي الالماني  ديرك نيبيل طالب ادارة السينما بعدم عرض هذا الفيلم  مشيرا ان ادارة السينما التي تعتقد ان مهمتها الرئيسية هو الحوار من اجل التعايش السلمي بان عرضها الفيلم سجعلها عكس ذلك أي سينما العنصرية والمعاداة للشعوب والتحريض على الحرب بين الثقافات وسيؤدي بالاساءة الى سمعة المانيا في العالم الاسلامي ولا سيما سمعتها بالدول الموجودة على لائحة المانيا لمساعدتها تنمويا  مطالبا اعضاء حزبه  / الحزب الفيدرالي الحر / الذي يشارك المسيحيين في حكم المانيا حاليا ولا سيما وزير الخارجية جويدو فيسترفيليه ووزيرة العدل زابيه لويتهزير  شنارينبيرجر تأييد مطالب الاساففة الالمان  وعضو كتلة المسيحيين الاجتماعيين يوهانس سينجهامر احياء مادة الدستور الالماني التي تحمل رقم 166 التي تنص على معاقبة كل من يسيء الى الرموز الدينية مؤكدا انه لا ينبغي ان تصبح المانيا مثل امريكا التي تستهزأ بالاديان تحت ستار حرية الآراء .

كما نجم عن هذه الاحتجاجات ظهور جماعة اسلامية متعصبة في الباكستان ولها تأييد من الباكستانيين الذين يعيشون في المانيا وأوروبا  لا علاقة لها بالسلفية الموضوعة حاليا تحت رقابة الفعاليات الامنية ، قام رئيسها ويدعى / أبو اسلام / بحرق نسخة من الانجيل اسوة  بحرق القس الامريكي جونز نسخة من القرآن الكريم ، بل ذهب أبو اسلام بعيدا بمقابلة مع المحطة الثانية من الرائي / التلفزيون / الالماني مساء يوم الاربعاء 19 أيلول/ سبتمبر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسرى بنصرانية / قبطية / وصفها ابو اسلام بـ / العبدة / / ويقصد بذلك مارية القبطية رضي الله عنها أم ولده ابراهيم التي جمع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه المسلمين من كل مكان من اجل الصلاة عليها عندما توفيت / ،  ولذلك يجب ان يكون النصارى عبيدا للمسلمين .

الفيلم المسيء للاسلام وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان وراء ظهور جماعات اسلامية متطرفة اخذوا ببث افكار لا تمت الى الاسلام بصلة ولسان حالهم يقول قول شاعر الجاهلية  عمرو بن  كلثوم :

الا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا

وتناسوا قول الله تعالى  : واذا مروا باللغو مروا كراما واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما .

جاء عرض الفيلم المسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي ينظر العالم  نظرة تضامن مع شعبنا في سوريا ونظرة اشمئزاز الى جرائم بشار اسد ونظامه ليصرف انظار العالم الى الاحتجاجات الناجمة عن الفيلم المذكور ليعطي مخرجو هذا الفيلم فرصة اكبر لاسد ونظامه باستمرار قتل شعبنا كما جاءت متزامنة مع زيارة بابا روما بينديكت السادس عشر الى لبنان الذي وصف في طائرته قبل ان تحط به بمطار بيروت الدولي ان تقديم الاسلحة الى الجيش السوري الحر اثما والبابا المذكور لا يعرف معاناة شعبنا الذي استمر لاكثر من عام يتظاهر ضد هذا النظام اللعين من الله والانبياء والمؤمنين سلميا الى ان اضطر ان يحمل السلاح فقد أذن الله اله بحمله السلاح والبابا ليس بسياسي ولا عسكري . قال لي احد الاقباط ان سبب مشاركة بعض اقباط مصر باخراج الفيلم المذكور يعود لانكم معشر المسلمين لم تمتثلوا لوصية رسولكم بالاحسان الينا ، فقلت له انكم لم تعرفوا الحرية والعزة والكرامة الا من المسلمين الا انكم كنتم دائما تعاملوننا عكس ذلك .

انها لعبة صهيونية ماكرة تريد النيل من الاسلام والنيل من عزة شعبنا الذي لم يعرف الذل الا في عهد حزب البعث والعائلة الاسدية ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .