دروس من أزمة الفيلم المسيء

د.إسلام بن صبحي المازني

د.إسلام بن صبحي المازني 

"وكان أمر الله قدرا مقدورا"

1- الحمية لأمور والسكوت عن أمور أخرى هامة مسألة تعبر عن بقاء روح وأمل،

ولكنها -بكل أسف- تعبر عن سطحية، وعدم استنباط، وعدم حذر، ونهى عنها القرءان الكريم،

والسيرة واضحة لمن تدبر دون هجوم مسبق ورد جاهز،

والاستدلال  بموقف وترك مواقف وآيات خطأ فادح، ولنتدبر دون سياسة الاتهام

بأن الانفعال هنا دين وفقط، نعم هو دين وحق، ولكن وجود العداوة يختلف عن

إبداء العداوة، وإلا فانظروا السيرة ثانية، بأنفسكم، فالخطاب لكل شخص

وليس للعالم فقط، "مثنى وفرادى" انظروا حتى في العهد المدني وليس المكي

كيلا يقال هذه أحكام منسوخة..انظروا الغزوات والتصرف في مواقف مثل

" لا تجيبوه" ولا أقول في صلح الحديبية، لأن فقهه بطريقة خاطئة هو مدخل كل مختل،

انظروا كتاب الله وأمره بالحكمة في العمل لا القول فقط، وحديثه عن التخفيف على المؤمنين،

 وعن الأسباب والإعداد لوقف المعتدي...

  "ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر"

2- التطاول عليك إما يحدث بسبب عجزك وهوانك، أو هو لاستفزازك واستدراجك..

الإسلام يأمر بالقوة والقدرة، وهما لا تنافيان التوكل، ويأمر بعلاج العجز بأداء الواجب، وتحصيل وإقامة

ما يلزم ليكون الأمر في الإمكان وقدر الطاقة

3- " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"

"فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا."

الحماسة واجب وليست نافلة أوتفضلا، وهي خير، وتوجيهها خير أكبر.

4-  الأخطاء والعواقب يمكن أن تثمر وعيا وتعلما ودرسا، ولم يمكن منعها

ويمكن أن تكون عقاب،ا وعاقبة لعدم التدبر، فالمؤمن فطن واع، والتفكير فريضة

5- هناك خلل وصفر كبير، ولا أقول تقصير، بل نعطي درجة بالسالب دوما، وليس في هذه الأزمة فقط،

للأزهر والحكومة المصرية والمنظمات والهيئات الرسمية والمدنية

المصرية و العربية كافة..سواء في التعامل مع حادث التطاول والسباب هذه المرة وكل مرة

أوفي عرض الإسلام عموما وإيصاله لأبنائه قبل أعدائه

6- هناك كم من الخلل والفوضى وتقييم الناس للدين وللمتحدثين بشكل مغلوط،

ومن ثم يصبح العاقل بين خيارات مرة

ومن باب النصح:

هناك ترتيب في أمور الدين، فهناك أصول ومحكمات وثوابت.. وهناك الأهم والمهم، والأكبر والكبير،

وهناك الواجب والأوجب، وهناك ترتيب في ردود الأفعال حسب المقام،

حتى لو طعن الغربي في لفظ الجلالة أو سب أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم، أو قتل وعذب..

وهذا معلوم في القرآن والسنة والسيرة، فهناك مقام ووقت وظرف

تكف يدك فيه، رغم كل ذلك، وتكف لسانك.. وهناك مقام وظرف

ترد وتجيب فيه وإن تقطعت نفسك..

وهناك وسط بينهما ..

7- هناك خلل في الممثل للدين فحين تقول نعود إلى الدين،  لا يستوعبون -أو لا يريدون- أن هذا الشخص أو الفكر

ليس هو الإسلام..وهذا دور الواعين العقلاء في تقديم تصور سليم وقدوة بسلوكهم

لغسل الخطايا والغبش القديمين..

8- هناك خلل في المنافح، فقد لا يفهم بشكل دقيق الفقه في التعامل، ويركز على روايات ويتجاهل

 أخرى، وعلى آيات ويتجاهل أخرى

9- هناك خطأ في  مسلك مدعي العقلانية فيهونون من كل شيء، ثم يقدمون صورة تعويضية ليست من الإسلام في شيء

10- هناك خلل في تعامل الكيانات الخارجية معنا سواء الكيانات الرسمية أو

الفكرية حتى العاقلة منها، جزء منه بسببنا،  وهناك كم مغالطات فلسفية وفكرية وتاريخية

بل وواقعية، وكذب بواح، والليبرالية والحرية والمدنية والإبداع تتسع  لمقدسات الأقوياء فقط، بل

حرمة الروح والنفس لا تخدش ضمير الإعلام ، وهناك تهم تستحضر كتهمة إهانة العلم الأمريكي،

تهمة إنكار أو مجرد التشكيك في الهولوكوست، وتهمة معاداة السامية، وتهمة الاضهاد الديني والعرقي

وتهمة تمجيد الرايخ والنازية، وتهمة إهانة أتاتورك ورغم ذلك قبلت معايير الاتحاد الأوروبي،

وتهمة لبس الحجاب وبناء مئذنة..

11- الروح في حب الرسول قليل

سطرت هذه منذ فترة عند حدوث تطاول من الأصاغر:

حبيبي يا رسول الله 

من أحبه فليطعه، وإن تقطعت نفسه ..... 

قال العالم الأديب ابن القيم :

حكم المحبة ثابت الأركان *ما للصدود بفسخ ذاك يدان 

أنى وقاضي الحسن نفذ حكمها * فلذا أقر بذلك الخصمان 

وأتت شهود الوصل تشهد أنه *حقا جرى في مجلس الإحسان

 

**" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبّونَ اللّهَ فَاتّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرّسُولَ فإِن تَوَلّوْاْ فَإِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْكَافِرِينَ **

قال ابن كثير الدمشقي "من منطقة درعا....!"

هذه الاَية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي, والدين النبوي 

في جميع أقواله وأفعاله وأحواله

ولهذا قال: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم, وهو أعظم من الأول

وقال الحسن البصري وغيره من السلف: زعم قوم أنهم يحبون الله, فابتلاهم الله بهذه الاَية"

 

صياغة للأسى من مسبة الحبيب صلى الله عليه وسلم، والردود الأممية المثلجة، من الغرف المكيفة بالجحود الدولي، كاره الطهر والنظافة، مستحل دمنا ومالنا في 

العراق وكل عراق ، ثم مستحل مسبتنا على الملأ :

دعني خليلي إذا استوفيت أيامي * وقر سائر أشجاني وآلامي

وصرت لا الصيف يؤذيني بوقدته * ولا الشتاء بتوكاف وأرزام

"إبراهيم المازني في القرن الماضي"

وحسبنا الله ونعم الوكيل 

قال ابن الأثير أيام التتار : يا ليت أمي لم تلدني، ماذا أكتب.... أأكتب نعي الإسلام والمسلمين ....

وقتها ابتليت الأمة بسقطات ولم تقم حتى أقام الله بصالحي بنيها الحق

وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم :

 "سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى تعودوا إلى دينكم "

صدقت يا حبيبي 

نفسي لنفسك الفداء 

نفديك بآبائنا 

قالها الصديق رضي الله عنه، وهو ليس مثلنا، بل كان إذا قال فعل ... صاحب رسول الله، وليس صاحب قرناء الكسل والوسادة والتلفاز ... 

ترس الصديق على النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد- يعني جعل نفسه ترسا ودرعا بشريا - فصارت السهام تصيب ظهره ولا يتألم 

محب !

عاش يطبق الحب حتى أرسل الله تعالى له مبشرا بأن الجنة تنتظره !

محب 

لنسأل أنفسنا .... هذا نبي الله سينظر لحالنا يوم القيامة، وتقول الملائكة عن البعض منا 

إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ... فيقول سحقا سحقا ....!

طبقا لحالنا تلك في البيوت والشوارع والمحافل الدولية والخاصة وفي الخلوة وفي (الشابكة)الإنترنت وإعلامنا المرئي الفضائي والصحافي ...وكل شيء؟

العقيدة والعبادة والمعاملة والأخلاق والعلم الشرعي ... 

سلوا أنفسكم ... وأنا أولكم وأقلكم 

والجواب ليس باللسان، بل بالقرءان حسب الحال، انظر الحديث: والقرءان حجة لك أو عليك !

السؤال هو :

أتحبونه أم تحزنونه ؟

والروح في حب الرسول قليل 

إن لم ننهض نهضة حقيقية - في زمن الحب الرخيص- فقد يغضب الجبار لحبيبه .... أرأيتم عمرا يحذر

أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله !

والأن صار إلى جوار ربه، إلى الرفيق الأعلى ... وهو أدعى للغضب ....

تبنا إلى الله .... 

وأجاب الأنسي عني :

روحي فدى القرشي أكرم سيد * كم بت أشدو فيه شدو مغرد 

قد طال شوقي للنبي محمد * فمتى إلى ذاك المقام وصول

ثم الصلاة على النبي وآله* ما سار ركب نحوهم ودليل 

هذا مواسي المؤمنين بحرصه *هذا الذي ركب البراق بشخصه 

ما الشمس ما البدر المنير بشخصه * يوما بأسمى من مكارم خلقه 

هذا رسول الله صفوة خلقه * هذا الحصى قد سبحت في كفه

يا رب 

غفرا لذنب قادني لمذلة *لا عذر لي وقد اعترفت بذلتي 

لابد للشعوب أن تنتج ما يستر عورتها ويشبع جوعتها، كي لا تكون عالة بهذا الشكل، هذا 

أيضا من علامات محبة الني صلى الله عليه وسلم ،، فإنتاج الدواء والغذاء والسلاح والتعليم 

الطبي وغيره من فروض الكفاية على الأمة

وماذا يفعل أكثر من مائتي مليون عربي في وظائفهم إن لم تنظم الوزارات الفشل التخطيطي .... 

هذه هي المحبة الحقيقية، عمل مستمر ووعي شامل ونهضة على السنة، وليست فقاعة حماسة ....

آن الأوان أن نتغير

والعلة الكبرى التي منها البلا – داء التعود معضل الأدواء 

كم بدعة ورذيلة سهلت على قوم- باتوا بها بلا استحياء 

أما الأغاني في التلاوة مبتلى - أصحابها بمصيبة دهماء

فالقصد يستمع الكتاب تدبرا -لا لاشتهاء النفس صوت غناء

ودليله ألا يفارق قلبه - معنى الكلام بنغمة حسناء 

سلهم أمعنى الغيث وقتئذ دروا !- كلا ورب الغيث والأنواء

وصل الصلاة مع السلام على الذي - ختم النبوة سيد الشفعاء