رسالة قصيرة إلى الإخوان المسلمين السوريين
رسالة قصيرة إلى الإخوان المسلمين السوريين
عبد الله الشافعي
أرجو أن تبلغ هذه الرسالة الإخوان في كل أنحاء المعمورة
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) وقول الله تبارك وتعالى لا خلف فيه ولازم قوله تعالى لازم وليس قوله عز اسمه كقول البشر .فلازم قوله تعالى أن الصادقين إذا كانوا قادة كانوا خير قيادة وكان النصر والفلاح والنجاح حليفهم فحاشى ربنا تبارك أن يأمرنا أن نكون إلا مع الأمثل والأفضل ولذلك سلّم الأنصار للمهاجرين بإمرة الدين والخلافة بناء على قوله تعالى ( وكونوا مع الصادقين )مع قوله سبحانه (للفقراء المهاجرين ...أولئك هم الصادقون ) فكانوا خير قادة وقيادة .وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن الصدق يهدي إلى البر " والبرجماع الخير والصلاح .فإذا لزم ولي الأمرالصدق قاده ولا ريب إلى الصلاح والخير له وللأمة .وقال محمد المروزي من طلب الشيء بالصدق آتاه الله مرآة أبصر بها كل شيء .أقول إن الصدق هو الإخلاص وهو عين النسر التي يمتن الله تعالى بها على عباده الصادقين فليكن مطيتكم إلى الفرج من هذه الغمة والفلج على كل حالِكِ فكر وعُمَّة الصدق والإخلاص وبهما تسير الدعوة قدما
إن جماعة الإخوان لم تزل عرضة النقد والتنديد من ثوار الداخل بأنها جماعة حزبية تعمل وفقا للمصالح الحزبية حتى فيما يختص بالمعونات المادية فضلا عن توزيع السلاح والأعتدة الحربية .وما بهذا تكسب القلوب وليس هذا من الصدق مع الله ولا الإخلاص في شيء وقد نقلت مرارا شكاوى الثوار ونبهت أن مثل هذه الأفعال تضر ولا تنفع وخاصة مع تطاول الزمن وأن في زراعة الإحسان خير ثمر ونتاج .وأن القادة من الأمة بمنزلة الوالد من الولد سيان كان الولد متابعا للأب أم مجانبا . هذا من جهة ومن أخرى فإن من لازم الصدق مع الأمة أن يتبنى وكيلها مطالبها ويسعى في تنفيس كروبها وكأنه الوالد الكامل الرحيم .لقد كان حقيقا بكم إذ فرطتم في تعجل إنشاء المجلس واكتفيتم بالصادقين من المعارضين وكان الداخل سيعترف بكم ويلهث خلفكم المنتفعون الانتهازيون عندئذ فتملكونهم ولا يملكونكم ويتبعونكم ولا تتبعونهم .لقد كان حريا بكم أن تطالبوا بما يخفف الضر عن أهلكم وذويكم وما تقتضيه الحكمة من طلب التدخل على غرار ليبيا حتى ولو لم يطالب الداخل بذلك فأي نفع لأب يسير ممسكا بيد ولده من ورائه إلا أن يكون به عشاوة فكيف إذا كان هذا الأب كلا على ولده أينما يوجهه يأبى عليه ويصرفه عن السبيل القويم ؟وهكذا كان مجلسكم فعوضا من أن يعمل على تأمين التدخل من نفسه فيستبق الثورة كالانتقالي لم يصغ لمطالب الثوار فيه وهو يدّعي وكالتهم ! وهم يطالبون فيه .فلعمر الله إن مجلسكم أضر بالثورة ضررا لا تغسله البحار .ولقد شرحت ومنذ أن قام المجلس على ساقه النخرة متكئا على عكازه غليون وبسمة النكرة طريق تحصيل التدخل وفائدته والتسليح بوضوح في جمع الجوامع وفي الأعمال الجبارة لغليون ثم أخيرا في جواب ثائر مما تجدونه على صفحة مقالاتي
http://www.facebook.com/syrianrevolution.ya.mansour/notes
إن المفروض على جماعة الإخوان السوريين للخروج من المحنة ومن غير تردد ولا تأخر إن كانت تريد أن ترضي الله تعالى وتستعتب العباد أن تقوم بمراجعة داخلية لبنيتها وتفاعلها مع مبادئها .ثم تطرد كل مشتبه به أو تجمده على الأقل وهم معروفون -كثير منهم- لا يخفون ثم تتولى قيادة المجلس أو على أقل تقدير تعيد صياغة ميثاق جديد يحدد السياسة الجديدة للمجلس وأولوياته وأهدافه التي تتطابق مع أهداف ومتطلبات الثورة من تسلح وتدخل فتجهر بذلك فتصطلح مع الشعب وتختار من الداخل أعضاء .فعوضاً عن السعي إلى توسيع المجلس من هلكى المعارضة في الخارج وفي ستوكهولم !! وأي شيء عند استوكهولم حتى توجهوا إليها ولم يتجهوا إلى نيويورك حيث انعقد مجلس الأمن !؟ فعلى قادة الإخوان أن تتجه إلى الشعب الثائر فتصطلح معه وتوسّع معه دون غيره وفي المخيمات ومع بعض أعلام المعارضة الصادقة ممن يتفق على الميثاق الجديد والبسيط والذي لا يهدف إلى استلاب الثورة والثوار حقوقها إرضاء للغرب ولا يبالي ولا يتحرج من الصدع بمتطلبات الثورة في عقر دار الغرب غير مبالي. ويكشف حقيقة المؤامرة ويعري ما دار ويدور في خبايا المجلس ويشير بإصبع الاتهام إلى الجهات المتآمرة إلا أن تتدارك هذه الجهات وتعمل بصدق على تلبية مطالب الثورة . فلتجهر القيادة الجديدة بمطالب الثورة وتنحي بالائمة على الملوم سيان كان الغرب وكل غشوم وخاصة مع دوران شريط الحوار والانتقال السلمي من جديد بعد إعلان مجلس التعاون الخليجي تأييده للإبراهيمي وضرورة الانتقال السلمي وكل ذلك بين يدي خطاب الطاغية بشار الواضح فما عدا فيما بدا؟؟؟
إن الله عز وجل لم يجعل أجورنا منوطة بالنتائج بل بالإعداد الصادق والإخلاص الرائق .والثورة لا تطالب المجلس والإخوان بغير ما طالب به الله تعالى فليصدق الإخوان مع الثورة والثوار وليبذلوا غاية الجهد ولا يخضعوا لإملاء أحد لا من الغرب ولا من العرب ثم لا ضير أن لا يساعدنا الغرب ويجفونا العرب مما هو تحصيل حاصل مع وجود الفارق أن الصدق والإخلاص سبب كل نجاح وظفر ومعونة من الله والله غالب على أمره .