الادعاء الكاذب بحقّ الشهيدين أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب

ردّ من هيئة علماء المسلمين في لبنان

على الادعاء الكاذب بحقّ الشهيدين

أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب

صُدم الرأي العام اللبناني مرة جديدة بما تفوه به قبل يومين ميشال عون -النائب اللبناني - من اتهام مستهجن ُمفادُه أن زجاجات من الخمور ضُبطت في سيارة الشهيدين الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه محمد مرعب.

ونحن إذ نربأ بأنفسنا عن الانحدار إلى مثل هذا المستوى الدخيل على آداب التخاطب، وننكر على من يستخدمه للتعبير عن رأيه، أو لحاجة في نفسه، فإنه لا يسعنا السكوت عن الإساءة إلى علمائنا ورموزنا الدينية، ونسجل الملاحظات الآتية :

أولاً:  إن قتل الشيخ ورفيقه على حاجز عسكري في الكويخات - عكار جريمة ارتُكبت في وضح النهار،  وإن وضع يد القضاء عليها هو السبيل الأحوط لإنصاف أولياء الشهيدَيْن، بالاقتصاص العادل من مرتكبي هذه الجريمة.

ثانياً: إن قيامنا بحمل قضية الشيخ ورفيقه حتى تصل إلى غايتها المنشودة نابع من شعورنا بمسؤولياتنا الدينية والأخلاقية من جهة، ومن حرصنا على استقرار وطننا وأمنه وسلامة عيشه المشترك من جهة ثانية.

ثالثاً: إن ما يُظهره البعض من إنكار هذا الحق علينا وعلى ذوي الشهيدَيْن هو من نوع المواقف المفتعلة التي تتلطَّى وراء حرصها المزعوم على هيبة الدولة ومؤسساتها (ومنها مؤسسة الجيش) وهي في الحقيقة تتنكر للحق وأهله، وتريد قلب الحقائق بجعلها الضحية جلاداً، وتَهْدر - إن استطاعت - دماء بريئة سُفكت وأنفساً معصومة أُزهقت!، ولنا أن نتساءل: أين كانت هذه الحميّة المصطنعة عندما أُسقطت مروحية للجيش اللبناني ببلدة (سُجد) وقُتل الطيار الذي بداخلها؟!. وكذلك عندما فرّ (عون) إلى السفارة الفرنسية تاركاً جنود الجيش اللبناني لمصيرهم؟!.

رابعاً: إن الادعاء المزعوم الذي أطلقه (عون) بغير دليل ولا بينة يُظهر ميولاً مقلقة عند هذا الشخص الغريب الأطوار حتى بات كثير من اللبنانيين يتندّرون بتهريجاته، ويُثبت لنا ولذوي الشهيدَيْن من قَبْلنا الحقَّ في الادعاء عليه بجُرم القدح والذم، ومقاضاته أمام القضاء المختص بالتنسيق مع أسرتَيْ الشيخين ومع رجال القانون، وإنّ (عون) بفعلته هذه الشنعاء يريد اغتيال الشهيدين معنوياً، بعد أن تم اغتيالهما جسدياً على حاجز الكويخات!

خامساً: إن على هذا المدَّعي أن لا ينسى أنه بادعائه يعتدي على كرامة كلِّ علماء المسلمين إضافة إلى الشهيدين، وأنه يمس حرماتِ دينيةً يعلم حتى الأطفال حُرمتها في مجتمعنا، ونسأل العقلاء: هل شبع الجنرال من إساءاته إلى الأحياء حتى تعدّاهم إلى الأموات؟ وأخيراً: نسجّل مؤيّدين استغراب القانونيين مستخفين بهذا المنطق: وهو أن ما علاقة حيازة الخمر بالتعدي على حياة إنسان وتعمُّد قتله، مع جزمنا بأن هذا الزعم في حق أي عالم مسلم لا أساس له من الصحة.

هيئة علماء المسلمين في لبنان

المكتب الإعلامي

29 شعبان المعظم 1433هـ = 19 تموز2012 م