الصدور العارية عرت العالم
الصدور العارية عرت العالم
معاذ عبد الرحمن الدرويش
خرجت الصدور العارية في شوارع و ساحات سورية ، لتستقبل الرصاص و الموت، و تصد عن أهلها الخنوع و الموت.
خلع السوريون ثيابهم ليكشفوا عن صدورهم، و التي كشفت عن شجاعة كامنة فيها،فاقت شجاعة السوريين كل البطولات الخارقة في كتب التاريخ و قصص الخيال و في افلام السينما و الرسوم المتحركة و كل التصورات و الخيال.
شقت الصدور العارية طريقها إلى الحرية و الكرامة رغم الموت و البارود،و ما بين الموت و البارود تمزقت و احترقت كل الأسترة و سقطت كل الأقنعة التي يلتف بها الناس افراداً و مؤسسات و دول في سوريا خاصة و في العالم عامة.
ارتفعت ناس و انخفضت ناس ، تهاوت عروش ، و ظهرت ممالك ، انفرزت الناس بشكل لا يدعو للشك و الريبة ما بين البطولة و الجبن و ما بين المنافق و المخلص و ما بين الصدق و الكذب و ما بين الوفاء و الغدر، انمحت كل الألوان الرمادية و لم يبق إلا الابيض و الأسود.
سقطت "كثير من لحى الدجل و النفاق" كما حدث مع مشايخ و علماء و رموز دينية كانوا أعلاماً في يوم من أيام النظام.
و سقطت "عقل و برمان"الجبن و النفاق"كما حدث لكثير ممن يدعون انفسهم رؤساء عشائر و زعماء قبائل
و سقط كثير من "كرافيتات" العلمانية و الحضارة و المدنية
و ارتفعت هامات لشبان و رجال بسطاء كانوا بالأمس مغمورين
و ظهرت على خارطة العالم أسماء قرى صغيرة و بلدات متواضعة و حواري و ازقة لم يكن لها أي وجود أو أثر على خارطة العالم ،و اليوم تزاحم أكبر عواصم الدنيا في نشرات الاخبار و صفحات الإعلام.
أما على الصعيد العربي و الدولي: بات جلياً وواضحاً مسألة العدو و الصديق و شحن العواطف و بيع الشعارات القومية و الوطنية هي مؤامرة كونية بين القوى السياسية في العالم ، بحيث تحقق الفائدة للموسسات السياسية الغربية من جهة و ومن جهة ثانية للحكومات في الدول الفقيرة و التي تتمثل بأشخاص معدودين لا اكثر ، أما الضحية "الذي يذهب بني الرجلين" سيكون ثروات البلاد النامية"حسب المصطلح المعروف" و شعوبها .
فكل ما يدور بالظاهر هو مجرد لعبة أشبه بفيلم الاطفال الكرتوني "توم و جيري" فحياة الفر و الكر و العداوة و الصداقة مجرد تمثيليات لإلهاء الشعوب الفقيرة ، و المتاجرة بعواطفها و التضحية بدمائها و سلب خيراتها.
و انكشفت خيوط اللعبة السياسية في العالم بشكل فاضح ، و تجلى للعالم ان الذي يحرك "كركوز و عيواز" في كل صناديق العالم هو اليد الامريكية و أن الذي يعطي الاوامر هو المصلحة الإسرائيلية.
و ان عداوة النظام السوري لإسرائيل و عداوة حزب الله لإسرائيل وعداوة الغرب لإيران و وضع روسيا و الصين في الطرف الآخر كله مجرد لعبة.
العالم أشبه بمسلسل او فيلم أبطاله هم عبارة عن ممثلين "شلة زعران" يحتلون الشاشات و يعيشون حياة المجون و الترف ،في حين أن المشاهد الفقير المصر على متابعة أحداث المسلسل يومياً و عل حساب راحته و وقته و قوته ،لا يعرف أنه في نهاية الحلقات سينتصر البطل كما يريد و يتمنى هو، و لكنه لا يعرف ان الضحية الحقيقية سيكون هو و كل الناس البسطاء من امثاله.