رسالة إلى الشبيحة الثورجية
رسالة إلى الشبيحة الثورجية
معاذ عبد الرحمن الدرويش
الشبيحة الثورية هم أناس ليسوا من شبيحة النظام ،هم أناس ارتدوا لباس الثورة و سلكوا طريقها، لكنهم لا يقلوا خطورة عن شبيحة النظام ،و ذلك بسبب انهم أحد اهم أسباب تأخير النصر و إطالة عمر النظام ، من خلال تصرفاتهم الخسيسة و نواياهم الدنيئة.
و إن كل ساعة تطيل بعمر النظام، ثمنها أرواح و دماء، و بالتالي فإن كل من يؤخر ساعة النصر ليس إلا مجرماً من المجرمين.
شبيحة الثورة هم أناس لهم تواجدهم و حضورهم سواء على الأرض أو في الخارج ، يتكلمون باسم الثورة، انخرطوا في التجمعات الثورية ، بنوا لأنفسهم كيانات معينة،حتى أن منهم من وصل إلى المجلس الوطني مع كل أسف . لكن ليس لهم هم إلا أنفسهم يخططون و يحلمون ببناء امجاد شخصية مستقبلية ، يتسلقون على جثث الشهداء و يخوضون في دماء الأبرياء راكضين وراء أوهام و خيالات شيطانية لا أكثر.
و صنف آخر ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث أنه حمل سلاحه و طبع على جبينه كلمة ثائر، و ربما انه شارك بطريقة او بأخرى ببعض العمليات العسكرية الوهمية ضد النظام، لكنه في حقيقة الامر ليس إلا إنسان متآمر على الثورة و الشعب من خلال مطامع شخصية يضمرها داخل نفسه المنتبجة أنانية و خسة، و هو يطمح لتأسيس جاه عبر تشكيل تجمع مسلح تحت مسمى ما، يضم بعض المجرمين من أمثاله ،أو جمع ثروة تحت مظلة أرواح الشهداء التي تغطي سماء الوطن بأسرها.
و الأهم من ذلك أن هؤلاء المرضى،يسببون ضعفاً و خللاً معنوياً،داخل صفوف الناس،و إذا كان النظام يتفوق علينا بالمقاييس المادية فإنه يفتقر كثيراً للتوازن المعنوي مع الشعب الذي تسلح بالإيمان بالله و الشجاعة و الإيثار و الكرم و الإخلاص .
ففيتنام الغير مسلمة استطاعت ان تتغلب على أمريكا بسبب الحالة المعنوية العالية التي اتصف بها الشعب الفيتنامي الذي أخلص لثورته أينما إخلاص.
و نحن نقول للصنف الأول :إذا كنت تظن نفسك فهلوياً ، "و أن الصيد لمن سبق"،و تؤسس لذاتك و تسبق الشعب المنشغل بلملمة جراحه و تشييع شهدائه و إيقاف نزيف الدم من شرايينه.
فاعلم ان عصر الألوهية للمسؤولين ولى في سوريا بدون رجعة من أول لحظة انطلقت بها الثورة.
من أصغر مدير إلى المدير العام فالوزير و حتى الرئيس لن يكونوا آلهة على شاكلة من كانوا في عصر آل الأسد.
فالآلوهية لن تكون إلا لله وحده.
و إن كل مسؤول من أصغر موظف إلى رئيس الجمهورية ،لن يعمل إلا لخدمة المواطن العادي البسيط و ليس العكس،نحن بعد آل الاسد لن نرضى ان تكون قدسية إلا للمواطن العادي ، و كل ما في الوطن سيكون لخدمته و راحته.
قد يقول البعض أن من المبكر الكلام بهذا السياق، لا ليس مبكراً، لأن شعباً بعدما يكرمه الله - بإذن الله - بإزاحة هذه العصابة المتجذرة لاكثر من خمسين عاماً ، لا يعد يصعب عليه أي أمر آخر.
أما للصنف الآخر فنقول،إذا كنت تظن أن "الطاسة ضايعة" كما يقول المثل،فأنت مخطئ، و الله كل شيء مدون و مكتوب.
و بعد الثورة ستعاد كل الأمور إلى نصابها ، و سيأخذ كل إنسان مكانه الصحيح بدون أي فرط أو تفريط....
طبعاً هذا لا يعني أن هؤلاء الشرذمة كثر،
هم قلة فليلة و نحن لم نتحدث عنهم إلا عسى الله ان يهديهم و يعيدهم إلى سبيل الرشاد.
أما الأغلبية فهم من الأبطال النادرين عبر التاريخ الإنساني،فكما أن النظام انفرد و تفوق بإجرامه على كل من سبقه من مجرمين في تاريخ البشرية،فإن إبطال سوريا اليوم ،فاقت بطولاتهم كل البطولات في الواقع و في الملاحم و في الحكايات .
أبطال سيتعذر حتى على خيالات السينما ان تجسد موقفاً واحداً من مواقف بطولاتهم الخارقة للمقاييس البشرية .
و لكي نضع الأمور في نصابها،نقول أن كل من يحيد بنظره عن نقطة سقوط النظام هو شبيح ثوري.
لنركز في تفكيرنا في أحلامنا في أعمالنا على نقطة إسقاط النظام،و لا نفكر و لا نعمل خارج هذه الفكرة المركزة البتة.
فكل ثانية نكسبها نحقن بها كثير من الدماء و نحافظ بها على العديد من الأرواح والأعراض و نصون بها الكثير من ممتلكات وطننا المهدد بمن كانوا يسمون انفسهم بالأمس "حماة الوطن".