نصيب القدس من المآسي

نصيب القدس من المآسي

إبراهيم جوهر - القدس

ذكريات وحنين ودموع وصفحات خبأت أحلاما  وبيوت كانت تنتظر فرحا وأعراسا ؛

جميعها انثالت مرة واحدة في 91 بيتا ، وصدور 91 أما ، و91 أبا ، وعدد لا أدريه من الأقارب والجيران والأحياء ...

مضوا وعادوا اليوم .

اليوم استقروا على مقربة مكانية معلومة للأمهات والأخوات . اليوم زرعت على القبور دموع ، وورود وعصافير .

اليوم تحقق حلم الجثمان بالعودة .

كم هي قصيرة دورة الحياة ! كم هي قاسية دورة الحياة !

( كيف ستنام الأمهات هذه الليلة ؟ بماذا سيحلمن في غفواتهن المتقطعة ؟ وماذا سيفعلن صباح غد مع التراب الندي الذي حضن جثامين الأحبة ؟ )

صفحة طوي جزء منها ...فمتى تطوى الأجزاء المتبقية ؟؟

مثل الندى الناعم كانوا . مثل الندى ظلوا .

والقدس تنعى حظها ونصيبها من المأساة المفتوحة ، ( فمأساتي التي أحيا نصيبي من مآسيكم ) .

( نميل إلى الفرح . نحاول الفرح لكي لا تموت هممنا . نبحث عن دليل فرح وسط العتمة ونحن نرقب بأسى وضياع ضياع الحلم . )

صديقي ( فرح عوض ) له من اسمه نصيب في خارطة الفرح النسبي ؛

( فرح ) يسعى بهدوء وعشق للتعبير عن واقع يعيشه . يكتب ويقرأ ويعمل ...يعجبني بحثه الدائم عن الجمال في اللغة والتعبير حتى تغلّب على حاجز الرهبة والذات فصار يعلّق ويغوص في القضايا بسرعة خاطفة تتطلب توقفا للتحليل والوقوف على الوجع .

( فرح ) الجميل بتواضعه ، الصادق في عشقه لبلده نموذج للمواظبة التي ستنجح ... لم يمنعه عدم إكماله التعليم من السعي للمعرفة والثقافة والكتابة .

هذا الخميس ؛ نهاية الأسبوع ، ونهاية الشهر المميز في الروزنامة الفلسطينية يثير مشاعر متناقضة بين فرح وحزن ، ومواظبة وتقاعس ، وثقة ونكوص ، وشروق وغروب ، وما هو تحت الأرض وما فوقها ... ليكون أيار الذي سيسلم إلى حزيران حيث امتداد المناسبات المفصلية في حزنها ودروسها ، وعبثها ، ولعبها ....وكل الذي هو فيها ، ولها ، وعليها .

( أين يومي الخاص في معمعة أيار ؟ أين فرحي المنتظر في فرقة العمل اليومي التي أبدأ صباحي معها ؟ لماذا غابت جميعها في حضرة العام ؟ هل لنا خاص أم " عامّنا" خاصّنا؟).