مجزرة الحولة .. لا حول و لا قوة إلا بالله

مجزرة الحولة .. لا حول و لا قوة إلا بالله

رضا سالم الصامت

تمادي بشار في تقتيل أبناء شعبه رغم الضغوط الدولية و رغم انتشار للمراقبين الدولية و رغم التزامه بخطة كوفي عنان، لا يزال هذا النظام يستعمل  السلاح ضد أبناء شعبه ضاربا عرض الحائط بكل المواثيق الدولية  و قرارات الأممية  و جمعيات حقوق الإنسان ،  و آخر صيحة في الإجرام  . مذبحة بلدة الحولة الرهيبة  التي أفزعت العالم كله جعل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة  يجتمع و يأمر بفتح تحقيق لتحديد مرتكبي هذه المذبحة  و جمع الأدلة  من أجل محاكمة جنائية محتملة .

الشعب العربي من المحيط إلى الخليج أدان بشدة عمليات القتل الهمجية لـ49 طفلا ... إنها جرائم ضد الإنسانية ، جرائم بشعة ارتكبت من قبل  قوات النظام السوري  و هو ما ينبئ  أن  الوضع ازداد أكثر سوءا رغم كل المساعي الدولية ، و رغم تواجد المراقبين الدوليين  فقد  أصبح الوضع مخيفا بعد عام من العنف.

إن مثل هذه الجرائم  التي ترتكب  في حق الشعب السوري الأعزل لا يمكن السكوت عنها ، و هي جرائم ضد الإنسانية وجرائم تنتهك القانون الدولي و المطلوب التحقيق فيها و بتحويل كافة الانتهاكات إلى المحكمة الجنائية الدولية، خاصة و أن  وتيرة القتل والعنف في سوريا واستهداف المدنيين قد زادت خلال الأيام الماضية. و على حكومة بشار السماح لبعثة المراقبين الدوليين ولجنة التحقيق الدولية بممارسة عملها دون أي عوائق. و على نظام بشار الالتزام بالمواثيق الدولية لحماية الأمن وحقوق الإنسان في سوريا. و لكن هل بعد مجزرة الحولة سترتكب مجازر أخرى لا قدر الله ؟ و هل هذه المجزرة  بداية البداية  لإشعال حرب أهلية  لا سمح الله في سوريا  خدمة للمصالح الإسرائيلية، في حين التزمت سوريا بخطة عنان أملا في وقف العنف.

فمجزرة الحولة  مجررة تشتم منها رائحة حرب أهلية قد تأتي على الأخضر و اليابس ...لماذا ؟ لأن المجزرة أثارت موجة غضب عارمة  ، خاصة و أن  عدد ضحاياها ما يقارب  116 شخصا بينهم 49 طفلا ، مما دفع كوفي عنان  لزيارة دمشق والتنديد بمرتكبيها، في حين تحدث مسؤولون غربيون عن احتمال طرح الخيار العسكري لحل الأزمة السورية مثلما حدث في ليبيا و إنهاء حكم القذافي . هذا و قد أكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا روبرت مود  أن هناك شكوكا في تحمل مليشيات تابعة للنظام السوري مسؤولية قتل المدنيين بالسكاكين في الحولة و ذبح أطفال في عمر الزهور  دون شفقة أو رحمة .