المختصر المفيد

المختصر المفيد

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

وأخيراً تم رفع الغطاء عن العصابات المجرمة في سوريا وظهرت عوراته , ولن يجد من يسترها مرة أخرى إلا التراب , خمسة عشر شهراً والدول الغربية والعالم ينادون على استحياء بوقف الاجرام , وفي نفس الوقت يشدون الغطاء , ولكن الآن اختلف الوضع , ولم يعد ممكناً بعد الآن ابقاء الغطاء على بثار المجرم وأعوانه , وليس السبب كما يقولون صحوة ضمير , أو ظهور العواطف الانسانية بعد الجريمة التي ارتكبتها هذه العصابات ضد أهلنا في مدينة الحولة .

يقال دائماً عن وقوع أية كارثة لها  أسباب مباشرة وغير مباشرة , وكانت مجزرة الحولة هي الحجة الدامغة لكل من توارى ويتوارى تحت غطاء الكلمات المنمقة وعن الحل السلمي , والخوف من الحرب الأهلية , مع أنه قد سبقها مجازر كثيرة أكبر منها , ولم يتحرك ضمير العالم لها , ولكن هذه المجزرة كان لها وقع كبير , على المستوى الداخلي والخارجي , والسبب المباشر لذلك هو ضربات مقاتلينا وثوارنا الأبطال في ساحات المعارك , وفي كل المناطق السورية , فضربات ثوارنا تقوى ساعة بعد ساعة وبناؤهم يزداد ارتفاعاً وشموخاً , وبناء العصابات بدأ يتهدم ويسقط حجراً وراء حجر , فالناس في طبعها تتبع القوة , وأخذت الحسابات الدولية والمصالح الخاصة فيها تتغير في أفقها , بحيث وجدت قوة نامية متطورة على الأرض , يقابلها قوة متهالكة تتآكل في كل ساعة , وكان لابد من سبب لتغيير المواقف , فجاء حقد هذه العصابات الطائفية البغيضة المجرمة بها ..إلى السقوط في حفرة هي صنعتها , وكانت في الدماء البريئة التي سفكت في الحولة .

هنا إخواني الثوار أصبح من الواضح في الأفق طريقان يؤديان لنتيجة واحدة وهما:

الطريق الأول : أن يوفقكم الله في صبركم وسعيكم وجهادكم وعزيمتكم وقوة سواعدكم بالنصر على هؤلاء المجرمين , حتى لايكون لأحد منة علينا , إلا الذين قدموا لنا المعروف فلن ننساه لهم أبداً , وإن لم نستطع تعويضه فعلى الأقل نقدم لهم الشكر والمودة والأخوة الصادقة , وأرجو أن يكون سلوك هذا الطريق سهلاً والوصول لنهايته في أقرب وقت .

أما الطريق الثاني : فهو التدخل الخارجي للمساعدة على اسقاط هذه العصابات المجرمة , والدلائل أصبحت واضحة , بعد أن شعروا بقوة وعمق الثورة السورية , وكم يسعدنا أن يوفقنا الله وينصرنا قبل هذا التدخل , مع أنني لست ضده , ولكن هي أمنيات راجياً من الله تحقيقها .

والمختصر المفيد بعد النصر إن شاء الله تعالى, تحاشوا الظلم وابتعدوا عنه دائماً , فثورتكم قامت ضد الظلم فلا تقعوا في حفرة الظالمين , كما وقع السابقون فيها, نريد من ثورتنا أن تبدأ بالعدل والرحمة والأمان , فالعدل يجلب الخير , والظلم لايجلب إلا الشر , والذي تعرض للظلم لايمكن أن يظلم أحداً .