عولمة الإجرام و الاضطهاد
عولمة الإجرام و الاضطهاد
معاذ عبد الرحمن الدرويش
رغم أن العالم أصبح قرية صغيرة ،إلا أن النظام السوري حاول ان يعزل سوريا- تلك البقعة الصغيرة -عن تلك القرية، لينفرد بها ، و يمارس بحقها كل ما بإمكانه من عهر و محرمات لم تألفها البشرية من قبل عبر التاريخ و العرف الإنساني.
وإذا استطاع ان يمارس كل ما يحقق الملذة لساديته المفرطة ، إلا انه لم يفلح بعزل تلك البقعة المباركة الجريحة عن العالم ، و استطاع أبناء سوريا أن يوصلوا صور الجرائم التي ارتكبت بحقهم إلى العالم أجمع مع ان العالم كله ادار وجهه عنهم،
و أستطاعوا ان يوصلوا صوت انينهم و نحيب ثكلاهم إلى كل الآذان الصحيحة و الصماء.
إلا ان العالم الذي أصبح قرية صغيرة، لكنه لا يملك ادنى شهامة او رجولة او كرامة أهل القرى .
و التزم الصمت و كأن الذي يحدث كان في كوكب آخر.
و إذا كان رجال السياسة و أصحاب القرار لا يفهمون إلا بلغة المصالح ،و لا يعرفون شيئاً عن مصطلح الأخلاق و الإنسانية،فما هو مبرر الشعوب لكي تنساق وراء سياسييها في التغاضي عن كل هذا العهر الذي يرتكب بحق إخوة لهم من بني الإنسانية.
إجرام العالم بصمته عما حدث و ما يحدث في سوريا لن يمر بسلام .و العالم سيدفع ضريبة مشاركته الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري عاجلاًام آجلاً.
بعدما أصبح العالم قرية صغيرة ،و كما يقول المثل الشعبي"حيطان القرى قصار"يعني ما يحدث في بيت من البيوت اليوم مكشوف و وواضح لبقية البيوت ،و سينتقل و يحدث في بقية البيوت الأخرى بالغد.
هذا ليس تهديد و إنما حقيقة مريرة.
و المتتبع اليوم لما يحدث في العالم يراه واقعاً يومياً.
فأي صرعة تجتاح منطقة ما سرعان ما تجتاح العالم كالنار بالهشيم و على كل مناحي الحياة.
صحيح ان الإضطهاد و الإجرام ليس بجديد على الإنسانية . و لكنه ليس بهذا المستوى القياسي من عهر لا إنساني منقطع النظير.
و اليوم كل أجهزة الإضطهاد المعلنة و الخفية ترى في صورة وجهها حمائم و عصافير وديعة أمام ما يقوم به النظام المجرم في سوريا.
هذا الشعور هو الذي سيدفع بالعالم لنيل نصيبه من جريمة صمته و رضاه في المستقبل القريب.
و خير مثال على ذلك ما حدث في مصر.
في بداية الثورة وقف الجيش وكل قوى الأمن موقف طبيعي إنساني مع شعب مصر. وهذا ما حصل قبل ظهور الأحداث السورية على شاشة العالم.
في حين ان حادثة شارع .القصر العييني.....بطبيعة إسلوبها و شدة العنف التي اتسمت بها كانت صورة قريبة من صور الوحشية لما يقوم به النظام في الشارع السوري ، و لو عرضنا الشريط على شخص و لم نذكر له مكان ما حدث لقال لك هو في إحدى المدن السورية. و ان الأشخاص الذين يضربون ليسوا سوى رجالات النظام السوري.
و إذا كان النظام المجرم قد أدخل إلى الذاكرة الإنسانية مستوى جديد من الجريمة و العنف و الإضطهاد، و العالم مهدد بانتشار هذا الفيروس المطور الجديد ليجتاح العالم .
إلا اننا – نحن كسوريين - نبشر العالم أجمع بأننا سنعيد له إنسانيته المفقودة،و سندخلها إلى كل بيت فيه ، لأن العالم أصبح بحاجة ماسة إلى تحديث "أب ديت update” " لإنسانيته رغم ان شبكة الإنترنيت لم تتوقف لحظة واحدة ...