أكبر تظاهرة تشهدها ليبيا مساندة للثورة السورية
أكبر تظاهرة تشهدها ليبيا
مساندة للثورة السورية
بدعوة من " تجمع أحرار سورية" في مصراتة الذي يرأسه الأخ الدكتور عبد الحفيظ مصطفى، عضو الأمانة العامة للكتلة الوطنية الديمقراطية السورية، شهدت ليبيا أكبر تظاهرة شعبية دعماً ومساندة للثورة السورية ضمّت منئات الآلاف، وشارك فيها عديد الأطر السورية والليبية، كتجمعات الثوار في طرابلس، والزويتن، والزاوية، وبنغازي، بالإضافة إلى مصراتة . وشارك فيها من الليبين جمهور وتنظيمات مختلفة كاتحاد طلاب ليبيا، والمجلس العسكري، والمجلس المحلي لمدينة مصراتة، وعدداً من الأحزاب الليبية وفي مقدمتها أكبرها "17 فبراير"، وحزب العدالة والتنمية"، وتشكيلات وقوى سياسية وشعبية مختلفة، واستمرت لمدة ساعتين ألقيت فيها سبع كلمات، من أبرزها كلمة الأخ الدكتور عبد الحفيظ مصطفى عضو الأمانة العامة للكتلة والتي نرفقها في نهاية التقرير، ورفعت شعارات كثيرة كوحدة الصف، وإسقاط النظام، والشعب السوري واحد، والمجلس الوطني يمثلنا ..
وقد استغل تجمع أحرار سورية برئاسة الدكتور عبد الحفيظ مصطفى هذا التجمع لعقد لقاء هام جداً مع ممثلي تجمع أحرار سورية في نبغازي، وتجمع أحرار سورية في طرابلس، وتنسيقية الثورة في زليطن، وتنسيقية الثورة في الزاوية، بالإضافة، طبعاً، إلى تجمع أحرار سورية في مصراتة، وبعد نقاشات وتفاعلات استمرت لساعتين اتفق المجتمعون على تشكيل موحد تحت اسم" الهيئة العامة للثورة السورية في ليبيا" كإطار توحيدي يضمّ معظم تنسيقات وتجمعات السوريين في ليبيا، وعلى أن يتم في الأيام القادمة اختيار مكتب تنسيق موحد سيكون للأخ عبد الحفيظ دوره البارز فيه .
نص الكلمة التي ألقاها الدكتور عبد الحفيظ مصطفى ـ عضو الأمانة العامة للكتلة الوطنية الديمقراطية السورية ـ رئيس تجمع الأحرار السوريين في مصراتة :
(( أيها الثوار الميامين
أيها الأشقاء الأحرار.. يا شباب وشعب ليبيا الثائر.. أحييكم باسم الثورة السورية العظيمة. باسم شهدائها، وجرحاها ومعتقليها وأبطالها الأشاوس من شبابنا الصيد الذين يدكون حصون مملكة الرعب والقتل والاستبداد بأجسادهم وصمودهم وتصميمهم على انتزاع الحرية . أحييكم باسم مدينتي الرائعة : حمص العدّية عاصمة الثورة. باسم بابا عمرو والخالدية والوعر والقصور، والرستن وتلبيسة..وباسم المدن السورية الثائرة وهي ترنو إليكم بالأمل والمعانقة فتزداد تصميماً للسير على درب النصر، وانتزاع الكرامة والحرية لشعبنا الأبي، الشجاع ..
أيها الأحرار..
شعار من كلمتين فجّر بركان الاحتقان السوري : الموت ولا المذلة، فارتفعت شعارات الحرية والكرامة، وواحد واحد واحد الشعب السوري واحد تجوب القلوب والعقول. المدن والقرى والأرياف فيعلن الشعب الثورة على الامتهان والقمع والفساد والنهب والديكتاتورية، تماماً كما عندكم، خاصة وأن تشابه النظامين يكاد يكون تماثلاً..بالفردية، والتسلط، وأبناء الأسرة والطائفة، والمقربين من المافيا النهابة.. فالاستبداد واحد، والنظام الأمني القمعي واحد، والأساليب واحدة : توجيه الرصاص لصدور عامرة بالإيمان تنادي بالحرية.. فكان القنص، وكان الاغتيال والاعتقال، وكانت حرب الإبادة التي يواجهها شعبنا بمزيد من الإصرار على الحياة حتى إسقاط النظام وتكنيس آثاره من بلادنا العريقة، وفتح الطريق لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية التعددية التي اشتاق لها شعبنا بعد أن فقدها عقود الأحادية والاستبداد، والنظام الفئوي، المافيوزي، المجرم .
ولأن الثورة السورية زلزال سيقلب الأوضاع في بلدنا الحبيب، وسيمتدّ أثره المباشر على دول الجوار والمنطقة.. تقف الثورة السورية وحيدة إلا من إرادة شعبها، بينما ما يزال المجتمع الدولي متفرجاً، مكتفياً بالعبارات المطاطية وببعض الخطوات الهزيلة التي لم تكفّ يد القاتل عن الاستمرار بجرائمه الإبادية الشاملة، وسياسة الأرض المحروقة التي يمارسها ضد السكان الآمنين والمدن الثائرة، بكل ما يكتنفها من أعمال الاغتصاب، والتقتيل، والتدمير، ومحاولات الدفع نحو حرب أهلية طائفية يرفضها شعبنا وتتصدى لها الثورة بجهد واع يدرك مخاطرها، وآثارها على حاضر ومستقبل بلادنا الحبيبة..
أيها الأشقاء الأصدقاء .. كما عندكم أطلقت الثورة السورية العظيمة مكنونات شعبنا الخيّرة، وتوقه للحرية والانعتاق بعد عقود التصحر والجفاف والغيبوبة، وبعد سنوات طويلة من السجن الكبير في مملكة الرعب والموت والصمت التي أقامها الطاغية الأب ونجله الوريث المعتوه وزمرته من المافيا العائلية والفئوية والشبيحة والقتلة.. ليعود شعبنا إلى أصالته وطبيعته، وترزهر دمشق قلب العروبة النافض بشبابها الصيد الذين يقودون السوح بشجاعة خارقة فيجترحون المعجزات يومياً، ويؤكدون للعالم أن شعباً مصمماً على انتزاع الحرية سينتصر مهما كان جبروت الطغمة الحاكمة، ومهما امتلكت من أسلحة ووسائل قتل وتدمير، وها هو شعبنا : كباراً وصغاراً، نساءاً ورجالاً يضحي بالنفس والنفيس لتغيير الواقع الرهيب وبناء المستقبل : دولة مدنية ديمقراطية تعددية، تقيم العدل والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع مكونات شعبنا السياسية والدينية والمذهبية والقومية على أساس المواطنة التي يكرسها دستور عصري يقره برلمان منتخب، او جمعية وطنية .
يا أبطال ليبيا وفرسان التغيير.. كما بدأتم أنتم.. كانت ثورتنا وما تزال سلمية، حضارية، رفضت على مرّ الأشهر الأولى استخدام السكاكين، وأية أنواع من الأسلحة، بما فيها تلك التي كان يلقيها النظام في الطرقات، وما تزال حريصة في مظاهراتها وتعبيراتها السياسية على طابعها الأصيل ذاك، لكن زجّ الجيش السوري، ومليشيا التشبيح، وعشرات الآلاف من أجهزته الأمنية الأخطبوطية، الفتّاكة في مواجهة الشعب دفع عديد الأحرار الوطنيين من العسكريين إلى رفض توجيه اسلحتهم لصدور شعبهم، فبدأت حركة الانشقاقات المتتالية، وتولّدت ظاهرة قيام الجيش السوري الحر ذراع الثورة ويدها الضاربة ضد المجرمين من الشبيحة ومليشيات النظام المدربة، ومواجهة عمليات التدمير والإبادة التي يمارسها بحق السكان والبيوت والأملاك وبما يتناغم مع حراك الثورة، ومساراتها بحيث يكون العمل المقاوم جزءاً منها، يرتبط بخطة عامة، ومهمات محددة، رغم محاولات بعض الأصابع، والجهات، وأجهزة النظام المجرم الدخول على خط التسليح الفوضوي لإغراق الثورة، وبلبلة الشارع، تماماً كما يفعل في عمليات التجييش الطائفي، ورفع وتيرة السعار المذهبي لتشويه وجه الثورة الحقيقي ومحاولة جرّها إلى ما يخطط له منذ أيامه الأولى، وهي القضية التي تعي الثورة مراميها ونتائجها، لذلك تقاومها بضراوة الواثق من قدرتها على قبر مخططات النظام وردها إلى نحره . وبالوقت نفسه فإن حاجة الثورة الماسة لممثل سياسي لها دفع إلى تشكيل المجلس الوطني السوري الذي يضمّ اليوم طيفاً واسعاً من المعارضة والحراك الثوري، وبما يحقق التفاعل بين العمل في الداخل، وبين الحركة السياسية، والعمل الدؤوب على توحيد المعارضة، أو معظمها تحت مظلته ليكون الممثل الشرعي للثورة السورية العظيمة .
أيها الأشقاء الثوريون ..
نعم تواجه الثورة السورية وضعاً صعباً هذه الأيام نتيجة مفاعلات متعددة، يقف على رأسها طبيعة النظام المجرم الحاقد الذي يستخدم فعل الإبادة نهجاً وحيداً لا يملك غيره، رغم أضاليل الحديث عن إجراءات إصلاحية مهشّمة، كما أنه يلقى الدعم الكبير من حلفائه، خاصة النظام الإيراني وحزب الله، مثلما يستفيد من الموقف الروسي والصيني للإمعان في سياسته الإجرامية، ومن رخاوة الوضع والمواقف الدولية كي يمارس المزيد من عمليات القتل اليومي..
لكن الثورة السورية في شهرها الخامس عشر هي اليوم أكثر ثقة بنفسها وبقدرتها على اشتلاع نظام الطغمة وتخليص بلادنا من شروره وآثامه حتى لو ظلت وحيدة، تقاوم بالصدر العاري وبالشهادة، وما تمتلكه من وسائل بسيطة ومحدودة دفاعاً عن النفس والحياة والممتلكات والعرض والشرف، وهي إذ تطالب مراراً الهيئة الأممية بتوفير الحماية الدولية للمدنيين وفقاً لما تنصّ عليه وثائقها، ولما درجت على فعله في أوضاع أقل خطورة وجرائماً، وتأمين الممرات الآمنة لإغاثة شعبنا المنكوب، والمناطق العازلة التي تحمي شعبنا، وتوفر القاعدة المحمية للجيش السوري الحر كي يقلب معادلة المواجهة لصالحه..فإن ثقتها بنفسها والتفاف الشعب حولها رهانها، وقوتها، ووسيلتها لتحقيق الأهداف .
الثورة السورية اليتيمة تتطلع إلى أشقائها العرب لتقديم عونهم ودعمهم، كما أنها تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في كف يد النظام المجرم والوقوف إلى جانب شعبنا في محنته الكبرى .
أيها الأعزاء.. يا أخوتنا في ليبيا الثورة والحرية.. شعبكم في سورية، أخوتكم الشباب في الميادين ترنو عيونهم إليكم، وهم على ثقة مطلقة بأن أشقاءهم سيكونون العون والظهر والسند، وأن ثوار ليبيا لن يبخلوا بشيء على أخوتهم، وقد قرنوا القول بالفعل، وأعلنوا استعدادهم لتلبية مطالب الثوار في كل ما يقدرون عليه.. لذلك باسم شعبنا نشكركم، وباسم ثوارنا نحييكم تحية الثورة.. وباسم شبابنا نعاهدكم بالنصر المبين حين تتعانق الثورتان، وتعم الحرية أرض وطننا الغالي...
الشكر لكم أهلنا في ليبيا..التحية لقيادات الثورة وفعالياتها الذين شرّفونا بحضورهم معنا، ومشاركتهم القوية في هذا اليوم المجيد ..
الخلود لشهدائنا الأبرار .. رمز التضحية والفداء
الحرية لمعتقلينا منارات الحرية
النصر لشعبنا السوري العظيم ))