الجهة الثالثة المسئولة عن التفجيرات في سوريا
رأي.. وتحليل
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
إن أي عملية اجرامية أثناء وقوعها وعندما يكون الفاعل مجهولاً , تتجه لجنة التحقيق في البداية للبحث عن الطرف أو الأطراف المستفيدة من وقوع الجريمة .
يوجد طرفان رئيسيان تتجه الأنظار مباشرة لاتهامهما بافتعال هذه التفجيرات والطرفان هما :
النظام السوري المجرم والذي يقتل ويدمر كل شيء, والطرف الثاني الجيش السوري الحر والمدافع عن الشعب والوطن .
وإن هذه التفجيرات عند مقارنتها بما فعله ويفعله النظام المجرم ضد المدن الثائرة لاتساوي واحد من المليون من تدمير مدن وقرى وأرياف بكاملها في سورية .
عندما نجد أنفسنا في مكان الحكم فمن الواجب علينا أن نكون على الحياد حتى نستطيع الوصول للحقيقة المنطقية والعقلية وبعيداً عن عواطفنا وميولنا .
السؤال الآن : من هو المستفيد من هذه التفجيرات ؟
فلو قلنا أن الأمن هو من نفذ تلك التفجيرات بأوامر من رئيس العصابة الحاكمة والسبب :
حتى يصدق العالم مقولته من أنه لايوجد ثورة في سورية , وإنما الدولة تحارب عصابات مجرمة ومتصفة بالارهاب العالمي ليستجر عطف العالم لمساعدته ولكن ؟
من المعروف أن النظام المجرم أكثر مايخشاه هو التدخل العسكري الخارجي , وأن هذه التفجيرات وتكرارها ستسرع في التدخل, بموافقة من مجلس الأمن أو عدمه , بحجة مكافحة الارهاب , وبالتالي يمكننا القول أن هذه العصابات الحاكمة إن كانت هي المنفذة فهي تحفر قبرها بيديها , وإن تصورت استعطاف دولي فهو من الغباء بمكان جعلها تتمارى في الكذب والكل يعلم أنها كاذبة , وستكون النتيجة: وعلى نفسها جنت براقش .
أما إن اتهمنا الجيش الحر والكتائب الثورية بهذه التفجيرات , والتي تجري في المناطق الموالية له , فهنا ليس من الوارد على الاطلاق أي فائدة للجيش الحر في تنفيذ هذه التفجيرات لسببين :
الأول : ان هذه التفجيرات لاتخدمه داخلياً ولا خارجيا , لأنه لايمكن للجيش الحر أن يقتل أهله ومؤيديه
الثاني : أنه لايمتلك القدرة أو المقدرة على دخول تلك الأماكن ولا يمتلك وسائل ومواد التفجير المستعملة في التفجيرات .
هنا يمكن ترجيح الطرف الثالث كما أكد الناطق الاعلامي للمراقبين الدوليين أحمد فوزي .
والسؤال من هو الطرف الثالث ؟
قد يقول قائل , الطرف الثالث ربما يكون الموساد الاسرائيلية , أو المخابرات الايرانية , أو القاعدة , أو الثلاثة معاً .
يمكن الوصول لتوضيح قريب من الحقيقة عندما نربط بين تفجير المراقد الشيعية في سامراء عام 2006 , والمنفذون لتلك التفجيرات هم من عناصر القاعدة وبحماية فيلق القدس الايراني , ويوجد تعاون كبير بين الطرفين بالاضافة للتعاون والتنسيق الموجود بين المخابرات السورية وتنظيم القاعدة في لبنان والعراق , وفيلق القدس .
قد يقول قائل ..ومتسائلاً :ماهي مصلحة القاعدة في التفجيرات التي تقع في الأحياء السنية وهي من تدعي الدفاع عنها , وتقوم في نفس الوقت بعمليات استشهادية أو انتحارية في تلك المناطق ؟
سألت هذا السؤال لأحد القادة الميدانيين للقاعدة في العراق 2006 عندما كنا في المعتقلات الأمريكية فقال :
نحن نفجر في المناطق السنية حتى يشعر السنة كلهم أنهم في خطر , وينضموا إلى المقاومة ويقاتلوا الروافض , وحتى تعم الفوضى , ومن خلال هذه الفوضى نستلم زمام الأمور ونحكم البلاد لاقامة الدولة الاسلامية , فقلت له والذي يقتل بريئاً في هذه التفجيرات , فقال كل يموت على نيته .
ومن هنا تلتقي مصلحة جيش القدس الايراني والذي يسعى بكل قوته مدعوماً من قبل حكومته في طهران لاثارة الفتن والفوضى في الدول العربية , وهي كدولة ناشئة وقوية ولها أذرع ممتدة في كل البلاد العربية , فتصبح هذه الدول كيانات ضعيفة وممزقة بسبب الحرب الطائفية , وهذا يمكنها من السيطرة على هذه البلاد , كما استغلت حالة الفوضى في العراق وسيطرت عليها بالكامل .والموساد الاسرائيلية تدير دفة الفريقين حسب أهوائها ومصالحها , فهما كيانا مخترقان من قبل الموساد الاسرائيلية , وهناك تعاون وثيق بين تل أبيب وطهران موجهاً ضد الأمة العربية والاسلامية , وكما معلوم للجميع سيطرة المخابرات الايرانية على المقرات الأمنية في سوريا , وبالتالي تستطيع إدخال هذه السيارات المفخخة برضى المخابرات السورية أو عدم رضاها لتلك الأماكن المحصنة والتي تمت فيها التفجيرات .وبتنفيذ من عناصر القاعدة .