ماكنا نرفضه نضطر قبوله فيما بعد في سورية
ماكنا نرفضه نضطر قبوله فيما بعد في سورية
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
على مدار السنة والشهرين من عمر الثورة السورية ، كنا نناشد العالم أن تبقى ثورتنا سلمية شأنها شأن جميع ثورات الربيع العربي التي أسقطت أنظمة عتيدة غاية في الطغيان والتعالي والإجرام ، وكان أول الساقطين سيء العابدين ، وتلاه فرعون مصر ، ثُم جزار ليبيا الذي تعاون العالم أجمع على إسقاطه لما يدخره هذا البلد من الثروة والهامشية الجغرافية ، فتنادوا مُصبحين ، أنّ سفاحاً يقتل شعبه ، وجاءوا مشكورين ، ولاقوا الترحيب العربي والليبي على الخصوص ، وعلى أبواب سورية توقفوا ... لانفط فيه فائضاً فهو منهوب لآل الأسد ، ولامغانم اقتصادية حقيقة فهي مشفوطة لهذه العصابة ، وإنما هو جشع سياسي ، ورعونة أخلاقية ، ونظرة استعمارية مقيتة لايهمها الإنسان بقدر مصالحها ، التي تستلزم التواطؤ بغية إضعاف البلد عبر دعم مستبديه لإخضاعه وتمزيقه وتفتيته، وتخوفات لامكان لها لصالح الكيان الصهيوني ، على الرغم مما التزمت به المعارضة والثورة باحترام المواثيق والمعاهدات الدولية المُنظمة لدول الجوار ، هذا إضافة إلى استرخاصها للدماء ، وعدم إحساسها بنكبة السوريين من هكذا زمرة ، حتى كاد هذا العالم المُمثل بالمجتمع الدولي أن يكون شريكاً لهذا المجرم السفاح ألأسدي ، الذي فاقت جرائمه نيرون وهولاكو ، وبالتالي لم نجد أي مبرر لكل هذا التواطؤ العالمي ، سوى مايمثله نظام العمالة والإجرام من التبعية والخسّة والنذالة ، فلم نكن في سورية نود أن ننجر الى رفع السلاح ، مع تحذيراتنا السابقة من الوصول لهكذا وضع ، ولكن بعد سنة من إمعان آل الأسد وعصاباته في القتل والتلذذ بدماء السوريين ، قرر الثوار بعدها امتلاك بعض السلاح للدفاع عن النفس والأعراض والممتلكات ، بعد اجتياح حماة الثانية في رمضان ، وكنا نتخوف كثيراً من الوصول لهذه النقطة ، وكُنا نُحذر منها ، ولكنها الضرورة من أوصلتنا إليها ، واليوم أرى التنادي إلى الدعوة للجهاد والكفاح المسلح قد يصير أمراً واقعاً عمّا قريب ، ولايستطيع أحد منعه حينها ، مع أننا إلى الآن نحن نرفض هذا الخيار ، ولا زلنا نتمنى على المجتمع الدولي مُعاونتنا لعدم الفوضى التي لابد منها عندما نجد التخلي لإنهاء نظام المجرم بشار ، الذي لم يترك للفاشستية والنازية مكان ، بل جرائمه فاقت أي تصور ، والمجتمع الدولي هو من سيتحمل مسؤولية ماقد تذهب إليه الأمور إن لم يقم بواجباته ، ليكون من حق شعبنا أن يستنجد بمن يُعينه عند الخذلان ، وهو إنذار ندق نواقيسه ، لأن الأمور عندما تتفلت من عقالها ، فما من أحد يستطيع لجمها ، وخاصة وأن الجيش يحصل فيه الانشقاقات الكبرى ، وعندما ستصبح زمام الأمور بأيدينا ، حينها قد تُرفض أي يد عون ، ليقلع شعبنا العظيم شوكه بيده ، وسيُلطخ حينها جبين العالم المتحضر بالعار ، وسيُكشف النقاب عن حجم التآمر ، وستكون الانهيارات الكبرى في جسم النظام الغربي ، وتُكنس الكثير من تلك الأنظمة المتواطئة ضد الإنسانية الى مزابل التاريخ
ولقد رأينا عند بداية الثورة التونسية ، حجم التواطؤ الغربي مع سيء العابدين بن علي ، والذي أدّى إلى الفضيحة مما اضطر الغرب للتراجع والاعتذار ، وفضيحة بلسكوني مع القذافي ، بينما الأمور في سورية أشد وأعتى ، وهذا مايجب كشفه للرأي العام العالمي ، فعصابات آل الأسد المُسماة بالنظام لم تترك وسيلة لذبح الشعب السوري إلا واستخدمتها جهاراً نهاراً ، بدءاً بالقتل قنصاً وذبحاً ، وقصفاً بالمدافع والدبابات والطائرات ، وانتهاك الأعراض , وحرق الممتلكات ، وتدمير المدن فوق ساكنيها ، والاعتقالات المُهينة لعشرات الآلاف ، وما يُرتكب بحقهم من جرائم التعذيب والموت بسببه، ليكون آخر ابتكارات عصابات آل الأسد تفجير السيارات ، في المناطق الآهلة بالسكان ، ومن المُستغرب أنّ هذه التفجيرات في معظمها لاتكون إلا صبيحة يوم الجمعة لتخويف الناس من الخروج للتظاهر ، ولذا كان على الشعب السوري أن يتطلع إلى من يمد له يد العون ، وليس ذلك العون على الطريقة الأوربية أو مجلس الأمن ، الذي منع عن المجرم بشار بعض مواد الترفيه ، وأصدر بذلك لائحة لمنعه من شرائها ، وهو بكل الأحوال يستطيع جلبها عبر وسيط ، لنستدل على مدى الاستهتار في النظر الى الشأن السوري ، وتواطؤ الغرب في قتل الشعب السوري ، والشك في مهمة المراقبين الدوليين ، الذين لم يُعطونا إلا المذابح في راواندا والبوسنة ، حين كان الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك كوفي عنان ، مما يجعلنا أكثر حاجة للتطلع إلى حلول وابتكارات لاتعتمد على الخارج المتواطئ ، والممتنع عن نصرة الشعب السوري ، عبر تسليح الجيش السوري الحر ، أو ضرب قصور المجرم بشار ، ومواقع القرار الذي تصدر منه الأوامر لقتل الشعب السوري ، أو مواقع تحرك الآليات وأسلحة القتل ، بل ستكون الأيام القادمة في اعتمادنا على الذاتية السورية بجيشنا السوري الحر ، وسنناشد إخواننا العرب والمسلمين ، وأصدقاءنا من حركات التحرر والنضال للانضمام إلينا ، ولن نستغرب إذا ماتقاطرت الجموع من الغرب ، وفاعليات سياسية وإنسانية حقوقية دولية داعمة للوقوف إلى جانب الشعب السوري
ومن هنا جاءت الحملة الثورية التي تقول أنا سوري ، نعم السوريين صنعوا المعجزات ، نعم السوريين سيتغلبون على كل الإشكالات ، نعم السوريين لن يقفوا مكتوفي اليد أمام جرائم النظام ، نعم السوري يعني كافة الانتماءات والأعراق على الساحة السورية ، السوري يعني الحرية وعليه نزلت الرسالات ، ولن تستطيع قوّة ان تؤد طموحه وأحلامه ، والسوري يعني الترابط والتلاحم بعيداً عن التنابذ والفرقة ، فالسوري هو الدرعاوي الحصن الحصين للثورة ، وهو اللاذقاني الذي أجج أوارها ، وهو الجبلاوي الذي هبّ للنصرة ، وهو الحمصي الذي صنع المجد بصموده ، وأعاد أمجاد الأجداد الأماجد ، ولقن العدو ألأسدي الدروس في التضحية والفداء ، وهو الدمشقي أول من أشعل شرارة الثورة ، وهو الحلبي الذي أشغل العصابات الأسدية عن باقي المدن والبلدات ، بعدما حاول أن يكون له شرف التفجير ، وهو الحموي الذي لم يكل ولم يمل ، وبقي مشعلاً وهاجاً يُذيق تلك الطغمة المتسلطة القذا في أعينهم ، إلى أن تسقط تلك العصابات ، وهو الديري ذاك الظهر والعربي الأصيل ، وكان ولازال ذاك الفارس الذي يُرينا العجائب في براعته في مواجهة آل الأسد ، وهو الحسكاوي المحسوكين في حلق آل الأسد الأنجاس ، لم تهدأ عزيمتهم ، ولم تفتر قواهم ، بل هم قوة متجددة ، والوقود للثورة ، ، وهو الإدلبي الشامخ ، الذي أبى إلا النزال بكل قوة وصرامة لعصابات آل الأسد ، فكان بحق الفخار والقوة والصلابة ، وهو الكردي المُجابه ، والدرزي رافع الراية ، الذي لازال يتذكر جدّه سلطان الأطرش في عملية تحرير سورية ، ولا يرضى بأن يكون له دور أقل من التحرير الثاني ، وهو العلوي الشريف الأصيل غير المنضم لعصابات آل الأسد ، والذي يقف الى جانب أخيه السنّي لافرق بينهما ، وهو يُدافع عن حقوق شعبه ، وهو المسيحي فارس الخور.ي عنوان التسامح والتعايش ، هو الوطن بكافة بقاعه وأُطره ومكوناته ، هو الحرية التي سينتزعها من عصابة المافيا التي تتحكم بسورية ، وهو الإرادة الصلبة التي لاتلين ، حتى تطهير سورية من آخر أسدي حقير ، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم.