فاض الكيل و بلغ السيل الذبى يا بشار
فاض الكيل و بلغ السيل الذبى يا بشار
رضا سالم الصامت
يواجه بشار تحد كبير من أجهزته و المعارضة، و باندلاع ثورة 15 مارس 2011 يعتبر مصيرالشعب السوري متعلق بقرار تنحيه فبعد موت والده حافظ عام 2000 فقدت سوريا معظم نفوذها و بالتالي فقدت دورها كبلد عربي إسلامي فاعل بالمنطقة و جر بشار البلد إلى الهاوية و من الصعب إصلاح ما أفسده آل الأسد
المراقبين الدوليين عليهم أن يمتلكوا حرية الحركة والقدرة على التواصل مع الضحايا والمصابين ومع المتظاهرين خاصة ، حسب وجهات نظر الصادرة عن النخب السياسية و الاجتماعية و حتى الثقافية فقد عززت سوريا علاقاتها مع إيران و حزب الله اللبناني و التعاون مع موسكو حليفتها السابقة في الحرب الباردة. ومع تصلب العلاقات بين روسيا والغرب فإن هذا التوازن لمصالح سوريا الوطنية بين روسيا والغرب يمكن أن يكون له تأثير سلبي، باعتبار موقع سوريا الجغرافي الاستراتيجي في النقاش حول دروع الدفاع الصاروخية الأميركية في أوروبا والإجراءات المضادة لها
ردود فعل الشعب بفئاته المختلفة وضعت النظام السوري في حالة من التوتر والإرباك والضعف، مما دفع النظام إلى وضع البعض من المثقفين والناشطين العلمانيين خلف القضبان أو دفعهم للخروج من البلاد، وبذلك ليس هناك مجتمع مدني له وجهة نظر علمانية معتدلة قادر على أن يعبر عنها، كما تعكس محاولات الإصلاح نظرة جامدة لعصرنة الإدارة والاقتصاد لأنها تستند إلى هيكل سياسي جامد، فالنتيجة النهائية ستعتمد على الفكر السياسي وليس على التوصيات التكنوقراطية للحكومة
يقوم الحكم في سوريا على التوازن السلبي، ويواجه نظام البعث أزمة متنامية في مشروعيته ، أما الأسباب فهي بنيوية في طبيعتها وتتعلق بالاقتصاد والسياسات الداخلية التي سبقت حرب العراق بوقت طويل، ولم يكن الضغط الدولي هو أول ما أدى إلى الكشف عنها. لقد جرب بشار كل المحاولات بهدف الخروج من مأزق الإصلاح من دون أن يدمر حكمه لكنه فشل.صحيح أن المجتمع الدولي حريص كل الحرص على إنجاح مهمة عنان ، و التي تبدو أنها فاشلة منذ بدايتها و لا تكشف حقائق ما يجري على الساحة السورية فحتى المراقبين الدوليين قد يفشل هو الآخر على توفير الأمن والحماية لأبناء الشعب السوري بالرغم من التحفظات داخل المجلس الوطني السوري
بشار الأسد فشل في قيادة سوريا و عليه التنحي و الرحيل و تجنب الشعب السوري المزيد من المآسي و المآتم ، ليتركه يقرر مصيره ، فلقد فاض الكيل و بلغ السيل الذبى.