الاعلام والإخوان وظهر المجن
الاعلام والإخوان وظهر المجن !!
محمود المنير
مدير تحرير جريدة الحركة/الكويت
من يتابع أداء الاعلام المصري سواء العام أو الخاص منذ عهد الرئيس المخلوع مبارك تجاه جماعة الاخوان المسلمين ، يلمس بوضوح مدى الاختلال والتراجع فى مؤشرات الالتزام بالمهنية والحيادية ، فبينما كان الاعلام الحكومى يحظر الاخوان تماما ويكيل لهم الاتهام ليلا ونهارا ويستخدمهم كفزاعة للداخل والخارج على حد سواء ، وينفق الملايين من قوت الشعب المصرى لتجميل صورة النظام ، نجد أن الاعلام الخاص كان يلمز ويضرب ويشوه صورة الاخوان فى شكل خدمات مدفوعة الأجر لصالح النظام وتارة تحت الضغط المباشر .
وكذلك سارت صاحبة الجلالة " الصحافة " فى ركاب النظام البائد على نفس مسار حملات التشويه والتجاهل التام فى أرقى صور التعامل مع الاخوان ، وللاسف فإن سوءآت الاعلام الحكومي والخاص بكل وسائله لاتعد ولاتحصي ، هذا كان مجمل المشهد الاعلامي فى التعامل مع فيصل وطنى من أبناء الشعب المصري طيلة العقود الماضية ، ولم يتغير الحال كثيرا بعد ثورة 25 يناير بل ازداد سوءا وحنقا وحقدا وثورة على الاخوان ، ففى الايام الاولى من الثورة اتهم الاعلام العام والخاص الاخوان بتدبير انقلاب على السلطة والقيام بأعمال بلطجة والوقوف خلف المظاهرات وتحريض الشباب ، وكان وزير الداخلية السابق حبيب العادلى بالتعاون مع أبواق الاعلام الفاسد وكتاب النظام والحزب الوطني يعدون حملة وملفات مزورة لادانة الاخوان وتقديمهم لاعواد المشانق بعد القضاء على الثورة.
وبعدما أبدي الاخوان تفانيا فى حماية الثورة ونجاحها بشهادة الجميع وفى القلب منهم الثوار ، بدأ الاعلام المتحول والذى ركب الموجة سريعا يهمش دور الاخوان فى الثورة ، واتهامها بعدم المشاركة في الثورة من أول يوم ، وهو من كان يتهمها قبلها بأيام بتدير الثورة وقيادة المظاهرات التى كانت يسميها بلطجة وشعب وفوضى لا ثورة .. فسبحان مغير الاحوال !!
ومع تتابع الاحداث كان الاعلام الفاسد جاهز دائماً بالتهم المعلبة للاخوان فتارة يتهم الجماعة بركوب الثورة وسرقتها ، وأخرى بعقد صفقة مع المجلس العسكري وأخرى بإدخال البلد فى أتون المعارك وأنه بصدد صدام مع العسكر ، والاتصال بالخارج وخداع الداخل ، والفوز بالاغلبية فى الانتخابات ، والسعي للسلطة ، ودعم الحكومة ، و....عشرات الاتهامات التى تحمل المتناقضات بين عشية وضحاها !!
وكل يوم يطالعنا الاعلام بعشرا المانشيتات والتحيلايلات والتخمينات والتقارير والاخبار المفبركة أن الاخوان بالامس كانوا يبرمون صفقة مع العكسر وفى الصباح يتحدث ويجلل ويتوقع حدوث صدام مع العسكر على غرار صدام 1954 ، وهنا تقفز إلى الذهن العبارة الشهيرة فى فيلم الناصر صلاح الدين ..على لسان الممثل القدير محمود المليجي " وهكذا سقطت لويس.." !!
بينما الحقيقة أن "الاعلام الفاسد "هو من يتآمر على عرش "أورشليم" ..عفوا عرش مصر!!
والحقيقة المرة والمؤلمة أننا بإزاء ثورة مضادة فاسدة ومدمرة تقودها بعض وسائل الاعلام تدعمها مليارات رجال أعمال النظام البائد ، وشراذم الليبراليون فى عداء سافر وغير مبرر ، على مصر كلها وفى القلب منها فيصل وطنى من أبناء مصر له تاريخه وله رؤيته وله سياسيته فى إدارة مستقبل مصر ، وهو قبل ذلك وبعده تجمع بشري يخطئ ويصيب ، ويجتهد من أجل الصالح العام ، ويلعب وفق قواعد الديمقراطية وأسس حزبا سياسيا وشارك ونجح وفاز بالاغلبية فى مجلسي الشعب والشوري ، ولكن الاقلية الموتورة والحائرة والساخطة قلبت للاخوان ظهر المجن ، ولم تقبل بخيار الشعب المصري ، فلا تراهم الا وهم يصرخون عبر وسائل الاعلام وكأن الاخوان كائنات فضائية هبطت على أرض مصر بين عشية وضحاها !!
وختاماً : فإن حالة الهياج والسعار التى تمارسها بعض وسائل الاعلام ضد الاخوان المسلمون ستكون كمن يثير الغبار فى وجه الشمس ليحجبها عن الناظرين ، ولهم فى محاولات النظام البائد للرئيس المخلوع عبرة وعظة { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.