18 آذار يوم عانق الرحمن نشامى حوران
18 آذار يوم عانق الرحمن نشامى حوران
اشرف المقداد
حوران هي أرض بارك الرحمن بها منذ فجر تاريخها ....فهي أرض ميعاد وأرض مشى أنبياء الرحمن ورسله تربتها الحمراء......هي أرض اصطفاها الرحمن لرجال ذو صفات يصطفيها الرحمن بذاته لعباده......
أسمها النبطي العربي الأصيل هو يعبر عمن سكنها منذ فجر التاريخ......عرب أقحاح بهم كل ما قاله قرآن الرب عن مكارم الاخلاق.....مامر من عظيم الا مشى بتربتها الحمراء التي لا تروى الا بدماء أشرافها ومن يذوذ عنها وعن حجارها وعن بركانها.
منها أكرم العرب حاتم الطائي ومنها غسان.....أصل مسيحيوا العرب....إصطفاها رب محمد ليكشفه لأهل أرضه وعلى يد مسيحي(حوراني) من بني غسان ...بصرى الشام عاصمة حوران عند ذاك والتي علمت سيد العرب محمد ابن عبد الله عن الشام وأهل الشام.....علمته عن المسيح ابن مريم....أطعمته التين والزيتون.....
ومسجد "مبرك ناقة رسول الله " والذي قضى عز جلالته الا أن يترك أثر زيارة خليله مطبوعا بأرض حوران الى يوم الدين....حوران التي وقع خاتم انبياء الرحمن بحبها وهي من وصف عن الشام واهل الشام حيث لم يزر سيد قريش الا هي من أرض الشام...فهي من طبعت في ضميره وخياله
وما أن اشتد امر خاتم رسل الرحمن الا ان قضى ان تكون هي مقصده ومأربه بغزوها.....حوران درة الشام عند ذاك.....
وقف سيف الرحمن على أطرافها وأقسم بأنه لفاتحها.....فكانت اليرموك وما أدراك ما اليرموك......لتكون فاتحة للشام كلها.....فحوران هي المفتاح
مفتاح الشام.......كل الشام.....ومن يزور حوران اليوم...ويذهب غرب درعا 20 كيلومترا يقف خاشعا على ضفاف وادي اليرموك الارض التي رواها الصحب الاوئل بدمائهم........بطريقهم لتحرير الشام....
حوران التي انطلق تحرير سورية منها العديد من المرات في تاريخ سورية.....شام الرحمن.....كانت على موعد جديد.....فقد حان تحرير سورية من جديد.....من قبضة ديوس لئيم..سفاح...نذل....من ابن الحرام.......
قدّر العظيم بحكمته ان تكون الوسيلة 15 عشر طفل حوراني درعاوي.....ومن هؤلاء ملائكة السماء كان قضاء رب العزة ان تنبعث عزته مرة اخرى
بأرض العزة.......وكان الهتاف الذي سبقى خالدا بضمير كل سوري الى أبد الآبدين.."من حوران هلت البشاير".....نعم هلت البشاير
"الموت والا المذلة"......."ألله.. سورية..حرية وبس"......
لمن لايعرف....معنى كلمة نشامى...هي لأهل الشجاعة والنخوة....والكرم وشيم الرجولة....وفي يوم 18 من آذار وقف نشامى درعا البلد.....وصرخوا
الفزعة...فهم عرفوا ان الوقفة مخيفة...والعدو جبار...والثمن هو الشهادة.....لكن والله ماوجلوا وقالوا مرحا ونحن أهلها
وسقط ثلاث من زهور إقحوان حوران ذاك اليوم المجيد...وعاد سهل حوران ليروى من جديد بدماء أشرافه....وصعدت صرخة "الفزعة" الى سماء الرحمن.....وسمعتها.... ولبتها بصرى الشام مزار محمد ابن عبد الله......ولبتها الجيزة .المسيفرة...الطيبة...الحراك...النعيمة...الصورة...ازرع .الصنمين انخل...نوى...الشيخ مسكين....طفس ..داعل....المعربة ..غصم...بصر الحرير....الشجرة....عتمان....ويهتز قلمي وأنا اذكر مرابع حوران...فكل إسم يذكرني بمذبحته.....بملحمته.....وشاء رب العزة ان يمتحن النشامى فقدر أن "قفوا لوحدكم" ....."ادفعوا ثمن عزتكم"....."وإني برافع سعر كرامتكم".....فهل وجل النشامى؟....هل تردد ربع العقل الميالة؟؟؟؟
لاورب محمد......وعيسى.....فنحن إن وقفنا فنحن واقفون ولو عز الثقل....وحملنا ثقل عزة وكرامة الشام كلها وحدنا أسابيع ماوجلنا وما شكونا....
قتل ابن الحرام أعز مالدينا.......وسقط أول ألف شهيد ليعانق سماء حوران.....والشام......في قلوبنا كان أملنا بالمدد.....والنخوة....من الجيرة
فكان قدر الرحمن ان يأتي من يفرّج من لاذقية الشام.....فنشامى وأسود الساحل كانو أول من لبّوا....ثم دوما.....ثم كرت السبحة لتطال اليوم كل بقعة من شآم الله وارضه....ولتعود سبحة خالد ابن الوليد...سيف الرحمن لتستقر "بحمصه"....وتاريخ الشام يعيد نفسه اليوم لكن بسرعة البراق
فقد أيقضت وقفة العزة كل بقعة من أرض الشام......وهاهي أرض سيف الدولة تقف هذه الايام..."ورقّة" هارون الرشيد...لتكتمل لوحة الحرية والكرامة كرامة أهل الشام وعزتها.....
في يوم النشامى فإني كإبن سهل حوران المروي حتى الشبع بدماء فلذات أكباد النشامى أقف لأحمد الرحمن أن جعل امتحان عزته وكرامته بأهلي
فهم أهلها......وهم قادوا الطريق....وهاهي سورية شعلة كرامة وعزة.....ولايهمنا الثمن...زمنا أو دما....فنحن اليوم نقوم كما قام اجدادنا من قبلنا
فمن اجل الشام....وكرامة الشام....وعزة الشام.......يرخص الغالي......ويهون العزيز......وإلنا النصر بعون الله.