ماذا يجري يا عرب
ماذا يجري يا عرب
أحمد علي عولقي
البداية حكاية
حكاية قديمة تعلمنها في المدارس
وعلمناها فيما بعد للأبناء والأحفاد
حكاية في عمقها حكمة بليغة
سافر جحا وابنه والحمار
ركب جحا فوق الحمار
وسار ابنه وراء الحمار
قيل جحا بلا رحمة ولا ضمير
يركب ويترك ابنه يسير
ركب الولد فوق الحمار
قيل عنه ولدٌ عاق
ركب الاثنان فوق الحمار
من رآهم استنكر فعلهم
ألا تخافون من ربكم
نزلوا من فوق الحمار
سار الاثنان مشيا خلف الحمار
تعجَب الناس من أمرهم
وشكوا من خلل في عقلهم
يمشون ويتركون الحمار
تبا لمن يتقدمهم حمار
يا بني دعنا نحمل الحمار
على الأعناق حملوا الحمار
وساروا لمتابعة المشوار
وهم يحملون الحمار
اعتقد الحمار جازما انه خيرا منهم
تعجب الناس في أمرهم
واستغربوا من فعلهم
قيل عنهم ..
هل رأيتم أغباء منهم
تبا لمن يقودهم حمار
*
حلمَنا قديما بالوحدة العربية
الحلم صنيعة الضعفاء
إن لم تواكبه عزيمة
قامت شعوب عربية
بثورات ضد الاستعمار وضد الأسر الملكية
من اجل الكرامة والحرية
تحقيق الحلم المنشود ..
الوحدة العربية
جاءونا حكام أشرار
شتتونا أكثر مما كنا فيه
سرقوا ثورات الثوار
تاريخهم أسوأ من الذي قبلهم
فرضوا أنفسهم بالحديد والنار
فعاثوا في الأرض الفساد
جعلوا البلاد والعباد ملك من أملاكهم
كأنما ورثوها عن أجدادهم
اغتالوا حلمنا القديم
مزقونا شر ممزق
في زمن الاستعمار
تستطيع أن تدخل أي دولة عربية
بدون فيزه وأحيانا بلا هوية
اليوم من المستحيلات الثلاث
أن تدخل بعض الأقطار العربية
وان دخلتها عليك أن تقف طابور
تحت اللوحات الأجنبية
وما تلاقيه من احتفاء وتكريم !
تخجل عن ذكره حروفي الأبجدية
في ثوراتنا الحديثة
لا زال يشوبها شي من الغبار
يعكر صفوها بعض الأشرار
لم تتضح معالمها بعد
لم نتفق بعد في الآراء والأفكار
خوفنا من أن تذهب هباء
دماء الشـــــهداء
تأتينا كوابيس جديدة
خلفا لتلك الدبابيس القديمة
يسرقوا ثوراتنا المجيدة
هل نتعظ ونعتبر
نحافظ على ثوراتنا العظيمة
