مؤتمر تونس خذل السوريين
مؤتمر تونس خذل السوريين
د. خليل قطاطو
نجح مؤتمر تونس كمهرجان خطابي لمساندة الشعب السوري وسمعنا كلمات مؤثرة ونوايا حسنة (وبكاءا على الأطلال).ما افتقده المؤتمر هو خلوه من اي خطوات عملية لمساعدة الشعب السوري على المستوى الحياتي اليومي والانساني او القانوني.كان مكسبا سياسيا فقط ولكنه لا يغير الكثير على ارض الواقع.السوريون بحاجة الى خطوات ملموسة تغير الواقع المؤلم،بل ألمأساوي.
افتتح المؤتمر بكلمة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الذي ركز على سلمية الثورة ومعارضته (والمؤتمرين معه) لاي حل او تدخل عسكري،وخلته كأنه يهمس في أذن الرئيس (غير المخلوع بعد) :افعل ما تشاء ،قتلا وقصفا وتعذيبا وتشريدا فنحن هنا متفرجون،ولن يواجهك احد بالسلاح،سنبقى هنا ندين ونستنكرونشجب،ويعتقد الجميع هنا انك ستتنحى تحت وطأة الكلمات فقط .
قال المرزوقي انه يحبذ النموذج اليمني في سوريا(رغم عدم عدالته!!! كما يعترف) ،حصانة للرئيس من اي مساءلة قانونية،أنه يواصل همسه في اذن الرئيس الأسد مجددا :واصل تشبثك بالسلطة،ما استطعت،حتى اذا هيء لك انك لا محالة راحل،عندها أرحل بسلام(أو ثلام كما يقول ألأسد) ولن يحاسبك أحد عن الارواح التي أزهقتها والدمار الذي أحدثته،وستنعم بملاذ أمن مضمون عربيا ودوليا،كما فعل صاحباك علي عبد الله صالح(بحماية خليجية وامريكية)وزين العابدين في ملاذه ألامن في جده.الوضع بالنسبة للأسد سيختلف(قليلا) اذ ان الحماية والضمان ستكون روسية وصينية(اختلافات تافهة!!!!)فكل طاغية سيجد من يأويه،وهذه بشارة لكل الباقين،المنتظرين على أحر من الجمر.
فشل مؤتمر تونس حتى في ايجاد الاليات لأيصال الدواء والماء والغذاء للمرضى والجرحى والعزل المحاصرين تحت القصف بالدبابات(التي بقيت خرساء في الجولان منذ اربعة عقود) .فشل المؤتمرون في تونس في فرض ملاذات أمنة للذين (نساء وأطفال)يغادرون قراهم وبلداتهم هربا من القتل والجوع والبردالقارص في شباط،لانعدام الغاز والكهرباء والمحروقات.
النظام السوري لن يرحل سلميا،يبدو ان مؤتمري اصدقاء الشعب السوري يؤمنون عكس ذلك!(لا أدري من أين أتاهم أليقين).لقد تركت بريطانيا(التي كانت عظمى) غاندي يعترض ويتظاهر ويصوم سلميا،اما في سوريا فلو قدر لغاندي ان يظهر هناك فلن يكون مصيره الا المقصلة في ساحة الأمويين بصفته مندسا ومتأمرا على وطنه.
النظام السوري يلبي المطالب العربية والدولية المطالبة بالاصلاحات والحوار،فهو يصلح بقذائف الدبابات ويحاور براجمات الصواريخ.انه يواصل مجازره ويدعوا الشعب(أوما تبقى منه) الى الأدلاء بصوته على استفتاء الدستور الجديد.هذا الدستور يكفل الحريات وحق التظاهر السلمي(شريطة ان لا تكون مندسا)ويحفظ حق الناس في تشكبل الأحزاب والنقابات ،ربما اذا اجادت غناء الموال الحكومي بعد الأستماع جيدا للأسطوانة المشروخة(اياها)عن المقاومة والممانعة والمؤامرات المحاكة(في الظلام طبعا) على مواقف البلد ووحدته الوطنية .
موقفان جديدان جديران بالاشارة،الاول موقف وليد جنبلاط الذي يؤيد ثورة الشعب السوري ،هذا من شأنه ان يغير ميزان القوى على الساحة اللبنانية لصالح الشعب السوري في مواجهة حكومته.الموقف الثاني هو تأييد حماس صراحة لنضال الشعب السوري في ثورته من اجل كرامته وحريته،ربما انتظرت حماس طويلا لأعلان هذا الموقف حتى تأكدت من خروج كل رجالات مكتبها السياسي من دمشق.لا بأس فخير ان تتخذ الموقف التاريخي الصحيح من ان لا تتخذه على الأطلاق.
اصدقاء الشعب السوري ( سبعين دولة ومنظمة دولية )مطالبون بمؤتمرهم الثاني القادم في تركيا باعلان ان ما يحث في سوريا هي جرائم ضد أبسط حقوق الأنسان وضد الانسانية،وأن الرئيس الأسد (الصغير) يجب ان يقدم لمحكمة العدل الدولية لا لملاذ امن وحصانة قانونية.مدعوون لتوفير ملاذات امنة للمدنيين،وتسليح الجيش السوري الحر ليقوم بحماية المدنيين ومن ثم اسقاط النظام.
ألأسد( الصغير)،بعناده،ربما لن تختلف نهايته عن نهاية صديقه القذافي،أوربما أبشع( بكثير) .