الأرباب الجدد من سليمان المرشد إلى أبي سليمان الأسد
الأرباب الجدد من سليمان المرشد
إلى أبي سليمان الأسد
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
يحكي لنا التاريخ قصصاً لعشرات الأشخاص من مختلف العقائد
تقمّصوا دور الأنبياء والرسل مُدّعين إتصالهم المباشر مع الله , وأخر هؤلاء المُدّعين بالنبوه هو الرئيس بوش الثاني حين اكد ذلك الرئيس الفرنسي شيراك بقوله; إتصل بي الرئيس بوش الساعه الرابعه صباحاً ليخبرني بأن الله إتصل به لُيعلمَه بضرورة شن الحرب على العراق وأنه يطلب الدعم من فرنسا لتنفيذ هذا الأمر الرباني...الإ أن إدعاء الإلوهيه كان نادراً جداً..وعلى ندرته فقد برز أربع أشخاص إدعوا الربوبيه او أن اتباعهم نصبوهم اربابا ينتمون إلى منطقة جغرافيه واحده في سوريا. الأول إسمه سليمان المرشد جمع الكثير من طائفته حوله ليعبدوه والثاني إبنه موجب. والإثنان الآخران قام بعض من اتباعهما بتنصيبهما آلهه فلم يمانعا بل رحبا بهذا الإمتياز .هاتان (الآلهتان) هما حافظ الأسد وإبنه ...وكل شيئ لديهم بالوراثه من الحكم إلى الربوبيه
أعزاء القراء
في عام ١٩٤٧ كنت طفلاً صغيراً لم أدخل المدرسة الإبتدائيه بعد.إلاّ أن ذاكرتي اليوم مازالت تحتفظ ببعض ذكريات الأمس البعيد..ومن أهمها ذكرياتي عن إحتلال فلسطين وقضية أخرى لم تكن لتثير إنتباهي لولا ان لي خالاً كان جزءاً من تلك الواقعه حيث كان في تلك الأيام في سلك الدرك وإشترك على رأس حملة للقبض على ماكان يسمي نفسه (الرب) سليمان المرشد.
من هو سليمان المرشد
وُلِدَ سليمان المرشدعام 1907م في قرية جوبة برغال من أعمال جبال النصيريه ثم أصبح زعيما لطائفة علويه مرشديه.
ادعى انه عقد على سيف أبو طالب في يده . كان اتباعه طائفته من قريتي قرداحة وجوبة برغال والقرى في الجبال القريبه الساحل السوري
جمع مبلغا ضخما من المال من خلال إرسال اتباعه إلى إجبار القرويين على التوقيع لممتلكاتهم له تحت ستار الضرائب الخاصة (لكونه هو الله!). وبعد أكثر من مئتي شكوى وصلت حكومة سوريا المستقلة حديثا ارسلت فريق تحقيق إلى قرية بيت برغال. فقام سليمان بدعوة الفريق إلى العشاء ولكن اتباعه وبإيعاز منه هاجموا الفريق وتوفي عدد من الجنود . وعلى أثرها ارسلت الحكومه حمله عسكريه مشتركه من الجيش والدرك كان خالى قائداً لأحد فصائلها وإشتبكوا لعدة أيام مع أتباعه حيث سقط قتلى من الطرفين وتمكنت الحمله من العثورعليه محاولاً الهرب..وقد تم تفتيش بيته حيث عُثر على زوايا خفيه فيه يجلس فيها معاونيه دون أن يلحظهم أحد وهم يتحدثون عبر مخروط السماعات القديمه فيثير كلامهم الرهبه في نفوس أتباعه فيزدادون إلتصاقاً به.
تم حبسه في بلده قريبه من اللاذقية في انتظار محاكمته وحكم بالاعدام مع اثنين من مساعديه وشنق في دمشق في صيف 1947 قبل أشهر قليلة من اندلاع القتال في فلسطين .عُرف اتباع المرشد بمرشديه المرشديه تابعوا سرا تحت قيادة ابنه الثاني موجب الذي زعم انه اعادة تجسيد للإله مرة أخرى
اعزائي القراء
يبدو ان هناك نوع من المورثات متأصله في عائلتي المرشد والأسد تدفع بهما إلى إدعاء الربوبيه .آل أسد سمحوا لأتباعهم بجعل جدران مدننا وقرانا بمثابة كتاب آل أسد المقدس فملؤها بآياتهم وصرخ بها شبيحتهم في وجوهنا وأجبروا معتقلينا على النطق بها : الأسد ربي فليمت أعداؤه..وياحافظ يابن القرداحه وفيك من الله لاحه...الأسد ربي والقرداحة قبلتي...أما السجود على صورة الأسد فكانت احدى فرائض الديانه الأسديه .
هؤلاء ايها الإخوه والأخوات هم الأرباب الجدد وأتباعهم سَفَلةُ الناس من شبيحة النظام ومخابراته ..أرباب جدد يتوارثون الحكم والألوهيه معاً..أرباب جدد يجبرون شعبهم على عبادة الأصنام ...أرباب جدد يجيدون القتل والنهب والتعذيب والخيانه..ارباب جدد يقفون في وجه كل أتباع الديانات السماويه فيقصفون مآذنهم ويحرقون كتبهم في بيوت الله..
إن ثورتنا السوريه العظيمه أتت بمشيئة الله في الوقت المناسب فالحرية كانت عنوانها ومدنيتها كانت رأسمالها وفوق ذلك جاءت لتدك أصنام اللات والعزى وفوقها هبل, وجر الأرباب الجدد إلى مصيرهم الذي سبقهم إليه كبيرهم سليمان المرشد في عهد المغفور له الرئيس شكري القوتلي..وإنا على خطاك أيها الرئيس القوتلي لسائرون.
مع تحياتي