عذراً حماة وباب عمرو وكل المناطق

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

عذراً حماة سامحينا , على كامل التراب السوري قُدمت اليوم لحماة الأعذار وطلب منها السماح , ولم يكن الاعتذار كلاماً , بل كان مصحوباً بحبات المطر , تساقطت على تراب الوطن , لتغفو جانب حبات سقطت في حماة قبل ثلاث عقود .

سكنت تلك الحبات في الأجنة , وانتظرت الثورة حتى تنبت , فنبت خيرها , منذ عشر شهور , والآن تغير الوضع وأصبحت كل حبة مطر تسقط ينبت من مائها الالاف من الرجال

إن الربيع لقادم والخير لهذا الوطن زاحف , فأي معتوه يستطيع بعده , إيقاف هذا الربيع والخير الكبير .

في مجلس الأمن يقف دبها الخنزير معارضاً وقف هطول المطر في سوريا , والمشروع المطروح كان مسودة , ثم صار أزرق ومن ثم تحول لأحمر , ممزوجاً بدم الشهداء والجرحى والمعتقلين

وتتشابك المصالح , وتتعدد المسالك , وتزداد حدة الطمع حتى وصلت إلى حد التخمة , عند المعارضة بكافة أشكالها وألوانها , وعند العرب والمسلمين , وعند الغرب والشرق , كل طرف يمشي على هواه .

باب عمرو وأحياء حمص الأبرار يعيشون على كسرة من الخبز وإن وجد معه شربة ماء, إن نجت من عوامل الدمار , من قبل مجرمي القرداحة وجبل العلي وطهران .

فلا ماء يروي أهلنا في حمص , ولا طعام يسد رمقهم ولا علاج يداوي جرحاهم  , وفوق كل هذا أقسموا ويبرون بقسمهم ( سنهزمكم مهما فعلتم ولو تجمع معكم أمم الأرض كلها , فهذه الأرض قد نبت ربيعها , وسنقص كل قدم تفكر أن تدوس على ربيعها ) في ربيع الشام من الزبداني لمضايا وبلودان , من حماة لإدلب الخضراء , لشاطئ الفرات للبحر والريف والبادية , لأرض حوران , أنبتت ثورتنا رجالاً مجاهدين , هم للطغاة ساحقين , ولن ينفعهم وقتها , لاخمون ولا اللات اللبناني ولا الغدر سالب العراق .

فمتى يفهم قادات المعارضة , أن الجلوس مع هؤلاء المجرمين , بيع لحبات المطر كلها والتي ارتوت فيها تربة وطني منذ عقود ؟

ثائر حر في الوطن ومعه حبيبته , هو حبيبها وهي روحه , أقسما على الاخلاص في الدنيا والآخرة .

إلى متى  ياصاحبي الشأن في المجلس الوطني والهيئات والأحزاب , تلهثون وتتوسلون إلى الأعداء ؟

وأنتم تتركون الحبيبين بدون مال ولا طعام ولا غذاء

قفوا بجانبهما , لايحتاجون العون من الأعداء , جيشنا الحر قادم , ومعه الملايين , وكل قرارات الفيتو , ومن والاها ستسحق قريباً على أبواب حمص وحماة .

لاتمدوا يد الانقاذ للخائن , وتوكلوا على الله كما الشعب الثائر , واجتمعوا معهم بدعمكم , وما اجتمعت أمة محمد على باطل .

سيجد هؤلاء المجرمون ... مجرمي القرداحة ومن والاهم , ومن سكت عنهم , وحاول الالتفاف على الحبيبين , ليخون مقصدهما , أنه ساقط وتحت أقدام الأحرار مسحوق وهالك .

كل الذي نحتاجه ان تثقوا فقط بهؤلاء الأحرار والحرائر , وأن النصر لهم قادم , والعاهر وجمعه إلى حفر النار في الدنيا فبل الآخرة راكض .

ففائدة الجميع وبه الخير وللوطن في قبلة جبين هؤلاء الأحرار والحرائر , الهثوا واركضوا وراءهم , وتمثلوا فيهم , فالتمثل بالخيرين هو خير مستمر ولن يكون له بائد .