صديقي الذي يعشق الطاغية

د. حمزة رستناوي

[email protected]

إلى صديقي الذي يعشقُ  الطاغية

فكّر بالذين قضوا زهرة شبابهم في سجون الطاغية

فكّر باللذين قتلوا تحت التعذيب في سجون الطاغية

فكّر بالنساء اللواتي رمّلهنّ الطاغية

فكّر بالأطفال اللذين يتّمهم  الطاغية

فكّر بالذين شرّدهم الطاغية .

فكّر بالذين يتوارون عن أعين العسس خلف أسماء مستعارة ؟

*

إلى صديقي الذي وُلد صدفة على الضفّة الغربيّة لموقعة صفّين

لو كنت في عديد الضفّة الأخرى , هل  ستدافع عن ذات الطاغية؟!

ربّما لا

قد تنتمي إلى طاغية الضفّة الأخرى؟!

*

الطغاةُ جنس أنفسهم

و الذين لم تفكّرْ بهم يا صديقي ماتوا

و الذين فكّرتَ بهم أيضاً سيموتون!

*

فكّرْ بابنكَ الذي ستورّثهُ عتاد حرب الأشقّاء

فكِّرْ بابنكَ الذي قد يُقتل في سبيل ابن ذات  الطاغية

صديقي

فكّر بابنك القاتل , فكّر بابنك المقتول

فكّر "فعلى هذه الأرضِ ما يستحقّ التفكُّرْ ".

*

صديقي

أرجوكَ  مُتْ

و لكنْ لا تمتْ قبلي

أرجوكَ مُتْ

بحادث سيرٍ  أو بجلطة قلبيَّةٍ ,  أو مُتْ من كثرة الضحك

و لكن ليس من أجل طاغية!!