حرب الإبادة بحق الشعب السوري
دخلت طور الإبادة الشاملة ومجزرة مجلس الأمن
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
ثلاثمائة شهيد وخمسمائة جريح الى لحظة كتابة هذه السطور سقطوا خلال ساعات هذا اليوم، إثر قصف عشوائي على مدينة إبن الوليد ، والمتزامن مع تصويت مجلس الأمن على القرار المُدين لنظام عصابات آل الأسد ، أربعمائة إنسان من بني آدم ، ومجازر مُستمرة بحق الإنسانية جمعاء وبحق الأديان وبحق الضمير العالمي ، واستهتار كبير بكل القيم والمبادئ والدساتير ، أشلاء إنسانية ، أرجل وأيدي وأقدام ورؤوس تطايرت وأحشاء تُتناثر ، ودماء تتطاير تصبغ الأرض والجدران باللون الأحمر ، لبشر آمنون أبرياء ، أطفال ونساء وشيوخ وشباب بعمر الزهور ، يجري كل هذا في هذه اللحظات ، ولازال القتل مُستمراً ، وقد سبقتها الأيام الماضية برصيد يومي الى المئة شهيد ، لانستطيع أن نُسميها إلا حرب إبادة ، ، ومجلس الأمن يترنج يتآمر يترامى بكرة الشعب عسى أن ينجح النظام في وأد الثورة ، ولو مسح وأزال الشعب بأكمله ، والعرب والمسلمون نائمون غارقون في ملذاتهم ، وشعبنا السوري يُقتل على مذابح منصات آل الأسد ، فماذا انتم فاعلون يا ايها العالم الصامت الأخرس ، ويحكم من الله وصيحات المآذن في المدن تستغيث ربها ، وتطلب العون من إخوة الدين والعقيدة واللغة والقوميات المشتركة والعرق والجنس ،ولاتجد من مُغيث
لم تعد تخفي عصابات آل الأسد جرائمها وبشاعتها ودمويتها ، فهي تتحدث اليوم جهاراً نهاراً عن إبادة الشعب دون أن تُبالي لأحد ، بدعوى أن الشعب خولها زوراً وبهتاناً بالحسم الأمني ، وكأنها لم تحاول على مدار إحدى عشر شهراً وهي تفشل ، بل الاحتجاجات والثورة يزداد أوارها ، ولكن تلك العصابات اليوم قد قررت في حرب الإبادة منحاً آخر ، وهو طور الأرض المحروقة ، بمن عليها من الإنسان والنبات والحيوان ، وحتى محي ملامح المدن والأبنية عن بكرة أبيها ، ويأتي هذا القرار الخطير الذي حذرنا منه مُسبقاً ، لكون النظام يعيش آخر أيامه وفي حالة هستيرية ، وهو يُقدم على عمل بربري همجي ليس له مثيل ، وهو يقوم به في هذه الأيام بدعم روسي إيراني وأدواتهم القاتلة ، وأكبر من أن يتوقعه إنسان ، ليذكرنا بجريمته الكبرى بمذبحة حماة ، التي تجاهلها العالم حينها ، والتي دمّر فيها المدينة عن بكرة أبيها وفوق ساكنيها ، سقط خلالها مايزيد عن الأربعين ألف شهيد ، وأضعاف أضعافهم من الجرحى والمهجرين ، ماعدا التنكيل والتمثيل بكل مارأوه حياً ، وهدم المساجد والصوامع والبيوت فوق سكاكينيها ، بما سُميت بمذبحة العصر ، واليوم تُقدم هذه العصابات نفسها على مذابح شبيهة ليست في حماة وحدها ، بل في كل المدن السورية ، ليكون التحرك الدولي بطيئاً ومميتاً ومتآمراً بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ، لأناشد قادة العرب والعالم لسرعة التحرك في نجدة أهلهم في سورية ، وأناشد أهلنا في الخليج العربي الأكثر تضامنا مع شعبنا بسرعة المساعدة والدعم المادي واللوجستي وكل مايُعين الشعب للتصدي لقاتليه، لأنكم الأمل بعد الله سبحانه لما حباكم الله من العطاء والمكانة ، بأن يكون انقاذ هذا الشعب على أياديكم ، وأناشد دول الجوار بعدما أطبق هذا السفاح البلاد وأغلقها وصار يقتل بلا حساب ، لترتفع الحصيلة اليومية لعدد القتلى أمام صمت العالم ، وبما يراه أمامه من القصف العشوائي الذي لايُميز بين شيخ وطفل ، أو إمرأة أو شاب بعمر الزهور ، ماعدا حرمان البلدات والمدن عن الطعام والشراب والدواء والمستلزمات الضرورية كالماء والكهرباء والغاز والمازوت من أجل التدفئة
كما وأناشد أهلنا في حلب الشهباء مدينتي الحبيبة التي بدأت تنتفض بفخار ، والتي فقدت اليوم العشرات من الشهداء أن تزيد الخروج ، وان تهب هبّة رجل واحد ، ودمشق بمزيد من التحرك والخروج الى الشارع مهما بلغت التضحيات تضامناً مع أهلنا في حمص وحماة ودرعا وريف دمشق وإدلب وكل المدن والبلدات السورية ، وأناشد أهلنا ممن هم تحت خيمة الجيش القاتل ، بأن ينشقوا عن معسكراتهم ، ويقوموا على قتل قياداتهم القاتلة ، أو أخذهم أسرى ، وخاصة إذا علمنا طريقة الانقلابات العسكرية ، إذ تبدأ بالتمرد الأول الجسور ، ثم سرعان ماتنتقل من ثكنة الى أخرى ، ومن مدينة إلى أخرى ، ولكننا اليوم في عمل أسمى ، وهو ثورة الشعب البطل ، وبالتالي ستكون الاستجابة أسرع مما لايتوقعه نظام الإجرام ، وخاصة وأن الانشقاقات صارت حقيقة ، لأكثر من عشرة ألاف مجند وضابط ، أثبتوا جدارتهم وكفاءتهم في حمص وريق دمشق وادلب ودرعا وباقي المدن السورية ، وإنها لخطوة والله لو أقدم عليها بقية الأشاوس ، فإنها ستكتب نهاية هذا النظام المارق ، وكما أتمنى على قيادة الجيش المنشق بإصدار العفو العام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ معين ، يجعل الطريق مُمهد لمن غُرر بهم ، وهي فرصة للإقلال من سفك الدماء ، لأن النظام هو بحكم الساقط والمنتهي الى المذبل والقمامات ، والسعيد من لحق بنفسه ، ومشى مع درب الأحرار ، والشقي البائس الذي لم يقرأ نهاية وسقوط النظام ، الذي سيفر في يوم من الأيام ، ويترك كلابه نهشاً لجرائمهم ، وإنها لثورة حتى النصر ، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم ، وكُلنا معك ياحمص يا أم الفداء.