نظرية أم القرى الإيرانية ومهمة بشار في تخريب سوريا
نظرية أم القرى الإيرانية
ومهمة بشار في تخريب سوريا!
د. حامد الخليفة
بسم الله الرحمن الرحيم ...
لعل من أهم ما يجب أن يعرفه المواطن السوري خاصة والعربي عامة أنّ هناك مخططا كاملاً تعمل القوى الرافضة للإسلام على تنفيذه ومناصرته بكل الصور، ومن ذلك " نظرية أم القرى الإيرانية في الطريق إلى مكة والمنامة" وهذه نظرية تعد امتدادا أو تجديدا لنظرية تصدير الثورة الخمينية المبنية على التوسع الشعوبي على حساب المسلمين وبلادهم وهويتهم، وعلى ترسيخ ثقافة الردة والزندقة لمواجهة عقيدة الكتاب والسنة، فبعد أن فشلت نظرية تصدير الثورة التي رصد لها الشعوبيون إمكانياتهم المادية والإعلامية والسياسية مدعمة بالمكر والكيد وشراء الذمم وإغراء ذوي الأهواء وعُباد الشهوات ممن أسقطوا قيم الولاء والبراء والانتماء للأمة! ولا سيما في أوساط بعض الصحفيين والكتاب وبعض القضاة والمخابرات! بعد ذلك الفشل الذريع الذي كان للبوابة الشرقية للأمة فضل كبير في تحطيم أطماعه وأوهامه أنذاك، وإبطال سحر نظرية الطريق إلى القدس التي مكرت وتحالفت ورشت حتى خدعت الكثير من الغوغاء السياسية والدينية فتمكنت من التهام بغداد ودمشق ثم كشرت عن أنيابها الشعوبية قتلاً واغتيالاً ونهباً وتخريباً وحرباً على العقيدة والهوية والتراث ومن ينكر هذا؟ إلا من أعمى الله بصره وأصمّ سمعه؟! ولما استنفذت أهدافها وانكشفت أحقادها! قام بعض أتباعها بالعمل على تجديدها، فأطلق عليها مساعد وزير الخارجية الإيرانية السابق المدعو محمد لا ريجاني اسم (مقولات في الإستراتيجية الوطنية) ثم طورها لتحمل مسمى نظرية أم القرى الإيرانية! المتمثلة في الدعوة إلى الخروج على عقيدة الكتاب والسنّة والدخول في دين المؤمنين الرافضة الذين يرفضون السنّة النبوية! واعتقادهم بأنّ كل من هو على منهج الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما خارج دائرة الإيمان الحق! وأنه خاضع للجبت والطاغوت وبالتالي فهو مستباح لا حرمة له! وهذا الواقع ظاهر للعيان في أرض الخلافتين بغداد ودمشق وفي الكثير من بلاد العالم الإسلامي في حين نسمع جعجتهم الماكرة ضد أمريكا وإسرائيل والزعم بالمنافحة عن فلسطين! وكل عاقل يعلم بأنّ الصفوية الإيرانية السياسية والدينية تفوق الصهيونية والصليبيبة عدوانية وحقدا وكراهية للعرب والمسلمين باضعاف مضاعفة! وبعد نظرية الطريق إلى القدس صنعوا نظرية أم القرى لاغتيال المنامة! ومن يدافع عنها، ومكة ومن يقدسها! فمن منهج وأدوات أم القرى الإيرانية، البراءة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم! وتشجيع الرافضة على غزو بلاد المسلمين بكل الوسائل الفكرية والسياسية والعسكرية وبالفساد الأخلاقي.
ومن أدوات نظرية أمّ القرى الإيرانية حزبهم في لبنان وقيادة بشار والمالكي ومن والاهم من الأتباع والعملاء والأغبياء، ولعل نظرة خاطفة إلى تفجيرات بغداد ودمشق التي كانت في الأسبوع الماضي لتؤكد لمسات تلك الإدارة الواحدة لكل هذا الإرهاب! وأنّ أي مقارنة بين تفجير النظام في دمشق وعامة تفجيرات العراق الأخيرة لتبين للمتابعين وسائل هذه النظرية الحاقدة على وحدة الأمة وأمنها وعقيدتها! فنظرية أمّ القرى الإيرانية تريد تحويل قُم الإيرانية لتكون مكان مكة المكرمة! ودولة إيران لتكون أرض العالم الإسلامي، وبلاد العرب والمسلمين السنّة في كل مكان لتكون دار الحرب وأرض الغنائم لأتباع هذه النظرية! ولا شك أنّ الكثيرين سيقرأون في هذه النظرية روح الخيال واللاممكن! ولكن الحقيقة أنّ كل الدلائل تؤكد أنّ هذا النظرية تمثل عمود السياسة الإيرانية القائمة في هذه الأيام، وإلا فما هي دوافع إيران للوقوف مع نظام بشار القاتل المدمر لسوريا إلى هذا الحد الذي أسقط إيرن عند من كان مغرورا بشعاراتها من العرب والمسلمين! حين رأى وقوفها وبكل جلافة مع النظام السوري الغارق في الجريمة؟! بل وما هي مصلحة بشار في تدمير بلد يحكمه هو؟ وقتل أهله بكل هذه الجلافة والروح العدوانية لو لم يكن هو من المؤمنين بهذه النظرية ومن المنفذين لعقيدتها الخانعين لأباطيلها؟!
إنّ ما يجري في أنحاء سوريا من ولوغ النظام في قتل المواطنين السوريين وخطفهم وأسرهم وتشريدهم والاستهانة المطلقة بعقيدتهم وبمقدساتهم وحرماتهم ودمائهم!! وإصراره على رفض أي حل يحقن دماء السوريين ويحفظ لهم بلادهم! كل هذا يؤكد أنّ سياسة النظام لا تخرج عن مبادئ ومضامين نظرية أمّ القرى الإيرانية، وأنّ تفريغ سوريا من المخلصين من أبنائها وعلمائها وثوارها يُعد هدف أساس لهذا النظام! ولو لم تقم المظاهرات لفَعل النظام من المظالم ما يقوم مقامها ليتسنى له القتل والخطف والسجن والتشريد خدمة لمعتقده وتنفيذاً لمفردات نظريته!.
والمتابع لحملاته الأمنية المبيرة للكتاب العربي الإسلامي ولا سيما كتب أبناء دمشق البررة مثل أبو العباس ابن تيمية وابن القيم الجوزية ومن هو على منهجهما من عمالقة الفكر والعقيدة والولاء للإسلام والمنافحة عن الأوطان، ليتأكد يقينا أن منهج الإبادة الفكرية والعقائدية هو منهج أصيل في تعامل النظام مع الهوية العربية الإسلامية وأنّ من مهامه طمس هذه الهوية وتزوير التراث وقصم كل من له أيّ صلة أصيلة به ونزع الولاء لهما من قلوب أهل سوريا، وتبديل ذلك بتراث الردة والشعوبية وفرض ذلك على الأمّة في سوريا بالنار والحديد ورفع رايات الفزاعة الصهيونية والماسونية ضد كل مواطن سوري شريف! فذاك من الأخوان والآخر من السلفية وأولئك من أهل المسجد ومن طلاب العلم وقُرّاء العربية! وذاك يطيل لحيته ويقصر ثوبه! وتلك تتمسك بالعفاف والهوية العربية الإسلامية! وهكذا يتعامل مع كل نظيف وعفيف! ومع كل برنامج ناجح ومنهج مشرق شريف! فكل هؤلاء أعداء لنظام بشار يُسخر لحربهم المخابرات والشبيحة الدبابات والمدرعات والقاذفات، وإن احتاج الأمر فالطائرات! فضلاً عن الإعلام والأموال والرشوة والحلفاء! وكأن هذه القيم والمبادئ الإسلامية ظاهرة طارئة وليست من ثوابت أبناء الأمة وأحرارها في سوريا؟ فها هو يقتل ويخطف ويسجن ويشرد وييتم ويُرمّل على أمل القضاء على الهوية العربية الإسلامية، وإطفاء شعلة الثورة السورية! لكنه يُفاجأ دائما بأنّه كلما أوغل في الإجرام؛ ازدادت الأمّة في سوريا حيوية والتحاماً بدينها وهويتها! وهذا هو قدر أحرار سوريا الشام، الوفاء والإباء؛ والإقدام والعطاء؛ والصبر على البلاء، حتى يتحقق النصر جليا تاما لكل أبناء سوريا الذين واجهوا الشعوبية بعتوها وجبروتها ومكرها ودهائها وحلفائها، ولن ينفع بشار كل ما يقوم به؛ فإنّ نهايته لن تختلف عن نهاية من باعوا أوطانهم وخانوا أمتهم وأجرموا في حق مواطنيهم، فسحقتهم الجماهير بالأقدام ومالقذافي من بشار ببعيد! فهل يتعلم بأن النصر حليف الشعوب؟ وأنّ بعد الشدة الفرج!.
إذَا النَّائبات بلغنَ المدَى .... و كادت تذوب لهنَّ المهجْ
و حلَّ البلاء وبان العزاء ..... فعند التناهي يكونُ الفرجْ.