على بشار أن ينتظر الورقة الخاسرة
رضا سالم الصامت
شعب سوريا ، يطالب كغيره من الشعوب كشعب تونس و مصر و ليبيا الذين نجحوا في إسقاط أنظمتهم الدكتاتورية ودفعوا ثمنا باهظا من اجل إسقاط حكامهم و هاهو شعب سوريا الذي رفض الذل و الظلم و الجبروت و الخنوع و أراد أن يعبر عن مطالبه المشروعة بطرق سلمية قصد تحسين ظروفه الحياتية و المعيشية ، لكن قوبل بالرفض و القمع و واجه الرصاص الحي بصدور عارية .
هذا الشعب الأبي طالب بشار بالتنحي و الرحيل، طالبه بمنطق حضاري، لكن نظامه الفاسد رفض هذه المطالب و اعتبرها خرقا لسيادة الدولة و القانون فاخذ يقتلهم تقتيلا و يعتقل الشباب و يعذبهم .... لماذا ؟
لأنهم خرجوا إلى الشارع يتظاهرون ضد النظام...
إنها اليد الحمراء الملطخة بالدماء و التي تريد القضاء على هذه الاحتجاجات و على الثورة في محاولة يائسة لإخمادها، إنها يد من حديد بل قل مطرقة تدق نعوشا احتوت عديد الأبرياء الذي راحوا ضحية الاستبداد، و قتلوا بدم بارد.
و رغم كل المحاولات الدولية الداعية إلى وقف عمليات القتل العشوائي و مداهمة المنازل و الأسر الآمنة و وقف النزيف الدموي فان بشار لم يكترث لمثل هذه المحاولات لأنه لم يعد يهمه امن سوريا و لا استقرارها و لا حتى مستقبلها و كل ما يهمه هو كرسييه الملعون الذي التصق به فأصابه الغرور و لم يعد يفكر في شعب يعاني الأمرين ، لم يعد يفكر حتى في مغادرة الحكم و كأني بسوريا كبلد عربي ملك من أملاكه الخاصة ...
إن الاحتجاجات التي تشهدها سوريا هي احتجاجات سلمية شعبية و على الأسد أن يراجع حساباته لأنها حسابات مغلوطة و لأنه مفلس سياسيا و لأنه لم يعد يتحكم في زمام الأمور.
على بشار أن يجد حلا سريعا لهذه الأزمة المستفحلة و يضع حدا لسقوط المزيد من الضحايا الأبرياء. وعد شعبه بالإصلاح و خالف وعده و لم يفلح و هاهي الشبيحة تصول و تجول تقتل من تشاء و تعتقل من تشاء .. أهذا حل يريده بشار " التنكيل بشعبه " زيادة على ذلك تهديده من خلال وسائل الإعلام بزلزلة منطقة الشرق الأوسط .
إنها الورقة الخاسرة الآن التي تنتظر بشار، و الشعب السوري سوف لا و لن ينتظر طويلا، لأن هذا الشعب مؤمن بالله و بتضحيات الشهداء و سوف يزداد إصرارا على مواجهة نظام بشار المنتهي رغم ضخامة عتاده العسكري..
فعلى بشار أن ينتظر الورقة الخاسرة !