إلى دمشق مع انتفاضتنا
محمد هيثم عياش
وتدخل انتفاضة الشعب السوري شهرها العاشر والشعب يزداد قوة ولم يفت عنف النظام السوري وبطشه ضد هذا الشعب من عزيمته التي تكمن بكسب حريته وطرد هذا النظام الذي لم يكن في يوم من الايام شرعيا فهو نظام استلب حكم هذا البلد من ابناءه الشرفاء ، كان على اهل سوريا القضاء على هذا النظام قبل ان يستفحل خطره على الشعب السوري والامة الاسلامية والشعوب العربية الا أن قضاء الله وقدره اذا جاء لن يؤخر . فقد مضى على هذا النظام اكثر من اربعين عاما وهو عُمر جيل واحد فقد قضى الله تعالى على بني اسرائيل التيه في الارض اربعين عاما لانهم خالفوا أوامره تعالى وأوامر سيدنا موسى عليه السلام بدخول الارض المقدسة ، التيه كان من اجل موت الجيل الجبان وولادة جيل أبي يتطلع الى الحرية والعيش الكريم وها هو الجيل السوري الجديد الذي يصارع السلاح والعتاد بقوة الايمان لم يعد يهمهم الدبابات والاسلحة الحديثة العتاد مصممون على منازلة الطاغية حتى النصر.
ونحن قوم لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين او القبر
وقد استطاع هذا الجيل كسب احترام الاعداء قبل الاصدقاء فما من يوم يمر في المانيا الا وتعقد فيه ندوة اوندوتين عن انتفاضة شعوب مصر وتونس وليبيا واليمن وفي مقدمتها انتفاضة الشعب السوري والكل يطالب بدعم هذا الشعب مهما اوتي العالم من سُبُل الدعم . ولكن هناك أسئلة كانت ولا تزال تنهار عليَّ لماذا لم تتحرك دمشق بشكل قوي وصريح الى الآن ، فالعاصمة السورية تستطيع ان تقول لا للظلم لا لعائلة اسد ولا لحزب البعث ، هل أهل دمشق جبناء فقد كانوا مثلا للقوة ومثالا للأباء والحرية هم قادوا ثورة الشعب السوري ضد الاحتلال الفرنسي وخرجت فرنسا صاغرة من سوريا ولبنان ؟ هذه الاسئلة كنت أجيب عليها بالمواراة خشية الشماتة بأهل دمشق ، كفنت اقول ان جميع فوهات المدافع والدبابات التي اشتراها الشعب السوري لحماية بلاده واصبحت تحت سيطرة جيش النظام السوري الذي يقتل بها شعبنا موجهة نحو دمشق وتنتظر من يأمر بضرب دمشق وهدمها عن بكرة أبيها وكانوا يقولون لي انتم الدمشقيون جبناء فأقول لهم ان الدمشقيين لا يعرفون للجبن معنى وهم أول من انتفض ضد هذه النظام ألا تذكرون حادثة حي الحريقة بوسط دمشق في وقت سابق من أوائل عام 2011 الحالي وابان انتفاضة اهل مصر وتونس فقد ابى الدمشقيون الذل والهوان ومن حي المدان الدمشقي كانت اول شرارة لانتفاضة شعبنا الأبي .
لقد أعادت حادثة الحريقة / سميت الحريقة لأن فرنسا أحرقتها اثناء الثورة السورية ، فقد كان هذا الحي يضم بيوتات أفاضل عائلات دمشق مثل عائلة مردم بك وغيرها / الى ذاكرتي يوم اعتقلني عناصر من المخابرات من صيدلية حي باب البريد الذي يقع الى جانب الجامع الاموي فقد كنت اعمل بها اثناء عطلة المدارس وكنت اقوم بتوزيع منشورات ضد حافظ اسد ونظامه ، كان ذلك في عام 1979 ، ولما رآى بعض الذين كانوا يعرفونني وانا بيد المخابرات قاموا عليهم وكادوا ان يبطشوا بهم ماذا تريدون من هذا الولد اليتيم المسكين واذا بهم يشهرون اسلحتهم ويقولون لهم هذا ارهابي . كانت حادثة الحريقة شرارة الانتفاضة التي لن تنطفأ قبل ان ينال شعبنا حريته .
فيا أهل دمشق آزروا حي الميدان الذي ولدتُ به ولا تشمتوا الناس اين أنتم يا أهل العمارة ويا اهل القنوات والعقيبة وسوق صاروجه وباب سريجة والشاغور هل تريدون ان تروا اهل الميدان والقدم وأهالي الغوطة التي يطلق عليها حاليا ريف دمشق يُقْتلون أمام أعينكم هل نسيتم با اهل العقيبة كيف استطاع الشيخ محمد كامل القصاب مع الشيخ محمد الاشمر الميداني وغيرهما من اهل الفضل والكرم أبناء دمشق ان يلقنوا فرنسا دروسا لم ينسوها ولن ينسوها على مدى التاريخ هل نسيتم مجاهدة الشيخ علي الطنطاوي وحسن حبنكه وعبد الكريم الرفاعي وامين السباعي ومحمد عوض وغيرهم من الافاضل نظام الطاغية حافظ وابنه ؟
يا أهل دمشق لا تشمتوا الاعداء بنا فان مشاركتكم اهالي حمص وادلب وحماة ودرعا واهالي حوران بأكمله واهالي المدن السورية الاخرى سيعطي للانتفاضة طابعا جديدا. ان النظام يا أهل دمشق يحتمي بكم فهل ستستمرون بحماية قتلة ابناءكم وشعبكم ، أونسيتم قول الله تعالى وهو يستنفركم / انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا في سبيل الله باموالكم وانفسكم في سبيل الله ذلكم خيرٌ لكم ان كنتم تعلمون – التوبة 41 / وأمره لكم بالنُصرة / وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر – الانفال 72 / وها هم اهالي المدن السورية يستنصروكم الم تسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : / مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد ان اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى . يا أهل دمشق الستم الذي قال بكم جرير :
ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح
فأين نخوتكم يا أهل دمشق ؟