ملاحظات على أقوال وأفعال

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

الأولى

اليوم وكل يوم ماشاء الله ولا قوة إلا بالله  حولكم ياأحرار وحرائر حمص

عندما كنت أشاهد لقطات من المظاهرة اليوم في حمص وساحة الحرية , خطر في بالي تشبيه , وهذا التشبيه جعلني أضحك لوحدي , وأضحكني أكثر رغم الجراح في داخلي .

فقلت لنفسي :

هذه هي المظاهرة الحقيقية

فيها التحدي والشموخ والفروسية

وليست كما المظاهرات المؤيدة والتي يدعون أنها عفوية

هي مظاهرات تم انتقاء أبواقها

حمير منتقاة تعيش على التربة السورية

وقالوا لهم عليكم بقيادة هذه الجمال الأليفة

فانهقوا وخلفكم هذه الجمال ترغي ولا تتجاوزوا

فهي الأصوات المفضلة عند قائد الرعية .

الثانية :

أرجو الحذر ومن ثم الحذر لأبطالنا في حي باب عمرو وفي حمص العدية كلها , وريفها الثائر البطل , وفي كل المناطق

الثائرة , فمراقبي الجامعة العربية , يتحرك الأمن معهم , وفي هذه الحالة يجب الحذر من أمرين رئيسيين :

الأول : أن لايتهاون أبطال الثورة والمدافعين عن المدنيين العزل من عناصر جيشنا الحر , والمجالس العسكرية للثورة , واعتقادهم أن قوات المجرم لن تشن هجمات على المناطق التي استعصت عليهم خلال هذه الأيام , فهو اعتقاد خاطيء , فعناصر الاجرام هذه لاتخشى من المراقبين , لذلك عليهم أخذ الحيطة والحذر , وكأن امر المراقبين غير موجود , من حيث الاستعداد والترقب ومقارعة العدو في أي وقت .

الثاني : تحرك الأمن مع لجان المراقبة , سيحاول الأمن معرفة أماكن الضعف , ومكامن القوة عند الأبطال الأحرار  , لذلك يجب التخفي بشكل كامل , وترك الأمور فقط للنشطاء المدنيين .

الثالثة

كثرت النداءات والأقوال على صفحات الثورة هذه الأيام والتي تدعوا للعمل المسلح , وهؤلاء الداعين للجهاد والقتال ينقسمون إلى قسمين رئيسيين :

القسم الأول : مخلصوا النية سليمي السريرة , لايشوب هدفهم شائب , يرون أن الحل الوحيد لاسقاط بثار المجرم وزمرته هو , السلاح وبالسلاح فقط , وهنا أتوجه بهذه الملاحظة لعلها تكون نصيحة من مجرب , أمضى معظم حياته في هذا المجال .

عندما تريد أن تعلن الحرب على طرف ما , فعليك أولاً أن تر ماهي قوتك , وتقارنها بقوة العدو الذي تريد قتاله , فإن وجدت نفسك تمتلك من القوة , ماتكافيء به عدوك , ومعنوياتك كبيرة , مقابل معنويات عدوك , فهنا النصر سيكون بجانبك حتماً , أما عندما تكون قوتك وإمكانياتك لاتعادل واحد بالألف من قوة عدوك , فعليك أن تفكر بوسائل أخرى تنهك فيها العدو , وتضعفه رويداً رويداً في مقابل زيادة قوتك لتصبح , عندك الامكانيات وقتها لمجابهة العدو ودحره , ومثال بسيط :المقاومة في افغانستان والعراق , ضد أقوى دول العالم في القوات العسكرية , لجأوا لتكتيك حرب العصابات , وخلال سنوات وجدت القوات المعادية نفسها عاجزة عن الاحتمال فولت هاربة , فطالبان في افغانستان , لم تستطع الصمود أياماً معدودة أمام عدوها في البداية , ولم تستطع الاستمرار في حرب العصابات إلا بوجود دعم خارجي لها , فقويت شوكتها , وهاي على أبواب تحرير البلاد من الأمريكان ومن والاهم .

فالمقاومة في سورية تحتاج لدعم خارجي , حتى تقوى المقاومة فيها , وفي نفس الوقت , تحتاج المقاومة لمظلة قانونية , تبعدها عن التصاقها بالارهاب من المنظور العالمي , وهذه المظلة موجودة , وهي من حظ الثورة السورية , وهي مجموعة الضباط والجنود الأحرار , وأي عمل عسكري له صفة إعلامية  لاينتمي ظاهرياً لمجموعة ألوية الضباط والجيش الحر , فهو عمل يضر بالثورة لأبعد حد , ونرى كتابات البعض منهم يطلقون اتهامات وخيانات عن الجيش الحر , وأنه غير موجود على الأرض , ولو سلمنا جدلاً صحة هذه الأقوال , لكن الحرب خدعة , وحتى لو لم تكن موجودة هذه المظلة , فعلى الثورة أن تجد لها مثلها , والمظاهرات السلمية , لاتقف ضد الدفاع عن النفس , والذي عنده الامكانية للدفاع عن الآخرين فالمظلة موجودة وعليه أن يكون تحتحها , فالجيش الحر لاأحداً يمكن ان يصفه بمجموعات ارهابية , وإنما عناصر انشقت عن الجيش والمعركة تدور بين الجيش الموالي والجيش المعارض , والسؤال أخواني الأعزاء , لقد هيأ الله لكم ساتراً جيداً , فلا يمكن لعاقل مهما كانت نيته خالصة لوجه الله , أن يزيل هذا الغطاء عنه , والذي يوفر تعاطف الناس مع الثورة , وبإزاحته تقوي فيها عدوك وتضعف فيها موقفك , وإن إلغاء أو التخلي عن أحد جناحي الثورة , السلمية والعسكرية , لهو انتحار للثورة , فالجيش الحر هو جناحها العسكري , والمظاهرات السلمية , ولا يمكن لثورتنا أن تنجح إلا بالصيغة الحالية , مع التركيز على الدعم المطلق لأبطالنا الثائرين .

القسم الثاني : هم من مخابرات المجرم وشبيحته على صفحات الفيس بوك وغيرها , والذين يدعون للحرب فقط , والتخلي عن السلمية , حتى يثبتوا لمن معنا وحولنا أن هذه ليست سلمية , وليست إلا صراع بين نظام حكم وعصابات مسلحة , و أي تفجيرات أو جرائم تنفذ بيد الشبيحة , ماهي إلا من فعل هذه العصابات الاجرامية .

وكم من السهل أن يخرج بعد كل عملية تفجير , بيان من القاعدة يعلن مسؤليته عن التفجير , فالقاعدة في المنطقة أصبحت ألعوبة بيد المخابرات السورية والايرانية , بعد احتلال العراق .