نحو الاستقلال الناجز على الأرض
داعس أبو كشك
استطاع الرئيس المرحوم ياسر عرفات بحنكته الدبلوماسية وقيادة نضال شعبه ان يؤسس لتاريخ هام في حياة الشعب الفلسطيني وان يجعل من القضية الفلسطينية القضية الاولى على الاجندة السياسية ،فكان دائم الحراك يصول ويجول في انحاء العالم من اجل قضية شعبه العادلة ،وهو في سبيل ذلك عمل على تمتين اواصر الوحدة الوطنية بين فصائل المقاومة لكي تكون صخرة منيعة تتكسر امامها كل المشاريع والمؤامرات التصفوية فخاض معارك عديدة في مواجهة تلك المشاريع رافعا صن الزيتون الاخضر في يد وبندقية الثائر في اليد الاخرى وهذا مكنه من فرض القضية الفلسطينية على الخريطة السياسية للعالم وتصادف اليوم ١٥ تشرين الثاني الذكرى الثالثة والعشرون لاعلان الاستقلال الذي دوى به صوت الرئيس القائد الشهيد ياسر عرفات خلال اجتماع المجلس الوطني في الجزائر ولقي الترحيب الحار والتصفيق الحاد من جميع الحضور على اختلاف توجهاتهم السياسية ومن كل ابناء شعبنا في كل اماكن تواجده سواء فوق ارض الوطن او في المهاجر والشتات ..
وتجيء هذه الذكرى قريبة من ذكرى رحيل القائد الخالد ابو عمار وفي مرحلة من النضال الوطني والمعركة السياسية لانتزاع اعتراف الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية في حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف وتلقى دولتنا المأمولة اعتراف اكثر من ١٢٨ دولة بها، وتخطى بتأييد شعبي ورسمي لا نظير له كما تبين من اعتراف اليونيسكو والاستقبال الحار الذي لقيه الرئيس ابو مازن في الامم المتحدة، ولا تقف ضد هذا الحق والطموح الوطني الا اسرائيل وحلفاؤها القلائل وفي المقدمة الولايات المتحدة.
ان شعبنا اليوم اكثر تمسكا بحقوقه وارضه واشد تطلعا لاقامة دولته رغم توالي السنين وضغوط وممارسات الاحتلال، ولقد قدم التضحيات الجسام وهو مستعد لتقديم المزيد في سبيل استعادة ارضه وانهاء آخر احتلال في العالم. ان شعبنا اذ يحيي هذه الذكرى اليوم فان فيها رسالة للجميع باننا شعب حي رغم انف المحتلين والحاقدين واننا سنصل الى حقوقنا واقامة دولتنا رغم انف كل المعارضين، مهما طال الزمان واشتدت الصعوبات. ونداؤنا في هذه المناسبة الى كل من يعنيهم الامر سواء في الضفة او غزة، ان يبادروا فعلا لا قولا، الى استعادة وحدتنا الوطنية سياسيا وجغرافيا فلا طريق اقوى من ذلك لمواجهة ا لتحديات التي تعصف بنا . وتجيئ المناسبة في الذكرى السابعة لاستشهاد ياسر عرفات، محدد الهوية الوطنية الفلسطينية الحديثة وباني مجدها العامر حاملا ا لتحديات التي تعصف بنا . وتجيئ المناسبة في الذكرى السابعة لاستشهاد ياسر عرفات، محدد الهوية الوطنية ا لتحديات التي تعصف بنا . وتجيئ المناسبة في الذكرى السابعة لاستشهاد ياسر عرفات، محدد الهوية الوطنية الفلسطينية الحديثة الفلسطينية الحديثة هموم ابناء شعبه الى كل بقاع الدنيا وفي عام
في الحادي عشر من تشرين الثاني- 2004 غاب الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني. غاب الرجل الذي استطاع وضع فلسطين على الخريطة السياسية للشرق الاوسط. ذلك هو الانجاز الاستثنائي الذي حققه ياسر عرفات .
الثابت ان اسرائيل الرافضة لايّ تسوية تضمن قيام دولة فلسطينية "قابلة للحياة" لم تساعد في ذلك. لكنّ الشجاعة تقتضي الاعتراف بانّ العرب لم يساعدوا "ابو عمّار"، بل جعلوه في كل وقت مضطرا الى ان يحارب على غير جبهة. في الاساس، ان الخطأ الفلسطيني خطأ عربي في وقت لم يتغيّر الهدف الاسرائيلي القاضي بالاستيلاء على اكبر مساحة ممكنة من الارض الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية استكمالا لحرب الاعلان . ان الاستقلال الفلسطيني لم يقصد من ورائه الرئيس عرفات في ذلك الوقت ان تتحقق الدولة وتتجسد بعد الاعلان عنه فورا, بل كان القصد هو ابلاغ العالم من اشقاء واصدقاء واعداء, بان المشروع الوطني الفلسطيني ليس تائها في الوان اخرى, وغايات اخرى, واستراتيجيات اخرى, بل هو اجماع متبلور في اعادة احياء الكيانية الفلسطينية, في قيام دولة مستقلة للشعب الفلسطيني فوق الارض الفلسطينية, وليس في اي مكان آخر.واليوم ونحن نحيي هذه المناسبة فأن توجهنا نحو قيادتنا الفلسطينية حاملة ارث ياسر عرفات وبوصلة خلاصنا من الاحتلال العمل على انهاء ملف المصالحة واعادة اللحمة بين اجزاء الوطن حتى ننتصر في اشتباكنا السياسي مع الاحتلال وان يعترف العالم بنا كدولة مستقلة وعاصمتها القدس.