جولة متفرقة بين وبين

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

بابا عمرو في حمص الأبية

كان الهجوم على باب عمرو في حمص , هو محرقة النظام المجرم في سورية , وجاء بعد تعهده أمام العالم بأنه موافق على المبادرة العربية , والمبادرة تقتضي في المراحل التي تلي التنفيذ , الحوار بين السلطة والمعارضة , وكان تقدير المجرم في سورية كيف للحوار أن يتم وحمص الثورة وشعلتها تعانق السماء تألقأً وضياءاً , وكان في تقديره بالقضاء على باب عمرو يقضي على الثورة ويكون في المفاوضات هو الآمر وهو القوي ويفرض الشروط التي يريدها , صمود أبطالنا في بابا عمرو وكتائب جيشنا الحر فيها , وجرائمه الفظيعة , جعلت وقوداً قوياً للثورة , وهبت كل المناطق في سورية وخرجت حمص أقوى وأعز وأكثر صلابة , وخرج المجرم من معركة حمص الأبية خاسر مطأطيء الرأس ذليلاً , وسترونه يستجدي العالم , كما فعلها الشحاتين والذين سقطوا من قبل , في المراحل الأخيرة لسقوطهم وطلب المسامحة , وهاي وفود مايسمى بالهيئة الوطنية تذهب للقاهرة متوسلة ارجاء أي قرار وأن المجرم ينفذ المبادرة بحرفيتها , ولعل أجمل تشبيه أطلقه سفير مصر السابق في دمشق على حالة المجرم في سورية , كالذي يركب دراجة نارية , وأراد أن يقفز من قمة جبل عالية, وبعد القفز يريد أن يقف في الطريق قبل وصوله للأرض .حمص الثورة وحمص عاصمة الثورة , وليست وحدها , بركان ثائر ليقضي على هؤلاء المجرمين , من ادلب شمالاً إلى درعا جنوباً , ومن اللاذقية غرباً إلى البوكمال شرقاً .

مؤيدي المجلس الوطني

يوجد معارضين ومؤيدين للمجلس , والمعارضين في غالبيتهم لايعترضون عليه ومن هم خارج المجلس على وجوده من حيث الشكل والمضمون , ولكن توجد اعتراضات على المجلس من حيث الوسيلة والأسلوب , في أن يرقى للمكانة التي تتناسب مع احتياجات الثورة في الداخل , وأن تكون أهدافه لاتنفصل أبداً عن أهداف وطلبات وتطلعات الثوار ,

خرج اليوم علينا أحد المؤيدين واسمه سامي ياسين ليقول (كل من ينتقد المجلس وهو خارج المجلس فسوف نقطع لسانه ) , الثورة قامت وأهدافها الحرية في القول والعمل بما لايتناقض مع الحرية العامة , فهل بدأ المجلس بتشكيل عصابات قمعية , مهمتها قطع كل لسان ينتقد المجلس , كعهد النظام من قبل كل من انتقد الرئيس فمصيره الاعدام ؟

فانتزاع حنجرة الشهيد القاشوش رحمه الله تعالى , وكسر أنامل الفنان علي فرزات ليس عنا ببعيد , وقطع اللسان ولعل قلع العين وقطع الأيدي لن يكون بعيداً عنا بعد اسقاط النظام .

المبادرة العربية وطريقة بعثها للحياة

وفد هيئة التسيق الوطنية ولقاؤه المرتقب غداً مع أمين الجامعة العربية في القاهرة , كأنه يحمل رسالة معه من النظام في أن المبادرة ستنفذ حرفياً , وقد يعتمد النظام سياسة اللحظة الأخيرة ليوم الخميس والجمعة في سحب القوات النظامية من الشوارع , مع تأكيد هيئة التسيق على ذلك , ليقول نحن مع المبادرة وتنفيذها حرفيا , إذا التزم جيش الثورة بوقف العنف , والسؤال المطروح على الألسنة :

لماذا هؤلاء المعارضين والممثلين بالهيئة الوطنية  انحدروا لهذا المستوى ووقفوا ضد غالبية المعارضة في الداخل وضد شعارات الثورة ضمن لاآتهم الثلاث ؟

يمكن القول أنهم وضعوا قدماً لهم مع الثورة , وقدماً لهم مع النظام , وأي المنتصر من الفريقين , فلهم حضوراً فيه , ولذلك لم يستطيعوا تحديد هدفهم , فلا شعبية لهم على الأرض تذكر , ولا ذقناً ممشطاً عند النظام , وبالتالي فالعصا عندهم يحملونها في المنتصف  , فعند الثورة تشهد لهم مواقفهم الشخصية وسجون النظام , ومواقفهم الأخيرة تشهد لهم عند النظام , وكأن دورهم اختصر الآن على محاولات التوفيق, ولم تصل القناعة عندهم بعد , أن الثورة  منتصرة ولن يكون هناك  منطقة وسطى , فلا بديل عن سقوط النظام بكل أركانه .

الجيش الحر الأبي

سيكون لأبطال هذا الجيش الحر وهو اسم على مسمى خيرٌ كبيرٌجداً في الحاضر والمستقبل على الجيش السوري وعلى الشعب السوري , فهؤلاء الأبطال بمليء إرادتهم ونداء ضميرهم الداخلي الطيب , مع وجود كل المخاطر المحدقة فيهم , في أنهم لم يروا للحق بديلاً , ولا لنصرة المظلوم بداً , وواجبهم  هذا هو حماة الوطن , فليهنأ الشعب والوطن والثورة في جيش سيكون قادته هؤلاء الأحرار , فالنصر سيأتي بإذن الله على أيديهم وبسواعدهم وهمة النشامى من أبناء الثورة السورية .