خبر وتعليق

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

المبادرة العربية  وتصريحات رئيس الوزراء التركي حول الأزمة السورية

الملفت للانتباه أن هذه التصريحات جاءت يوم أمس عندما لم ترد دمشق على المبادرة العربية , وحول ذلك يوجد احتمالان :

الأول: أن تركية ستدعم المبادرة العربية وهو احتمال ضعيف جداً لأنه يناقض تصريح الطيب أردوغان في أن بشار قد فقد شرعيته , ومع ان هذا الطلب تم ايعازه لتركية منذ عدة شهور ولكنها رفضت ذلك , ولم تقره إلا البارحة في فقدان الشرعية للرئيس السوري .

الثاني : أن تركيا ستدعم الثورة بكل امكانياتها المادية والعسكرية واللوجستية , وخصوصاً مايتعلق بدعم الجيش السوري الحر , لأن المبادرة العربية لو كتب لها النجاح , فسوف تخسر تركيا كثيراً , والناتج عن مواقفها المتذبذبة السابقة , وفي نفس الوقت فالمبادرة العربية ليس من أهدافها اسقاط النظام .

ولكن عند دعمها الثورة , وبوجود هذا الدعم الذي يحتاجه الثوار , ولا مانع عند تركيا وقتها حتى من استخدام قواتها العسكرية , معنى ذلك سوف تخرج تركية هي بطلة المرحلة , وسوف تزداد شعبية الحكومة التركية كثيراً لمساهمتها الفعالة في اسقاط النظام .

وأسئلة متشعبة هنا :

هل سنجد صراعا سياسياً ما بين تركيا من طرف وبعض البلدان العربية حول الآزمة السورية ؟

وهل باستطاعة الثورة أن تستغل هذه الفرصة للحصول على الدعم التركي لاسقاط النظام ؟

وهل بمقدور قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد أن يكون قائد المرحلة ,في دعم جيشه الحر بكل مايحتاجه من سلاح ودعم لوجستي ومنطقة عازلة ومحمية لتحركات قواته والبديء بتحرير البلاد ؟

قد يعترض البعض على الدعم التركي , ولكن نحن نحتاج لأي دعم خارجي , وأكثر الدول المؤثرة والمقوية للثورة والتي ستسارع حتماً في اسقاط النظام وانتصار الثورة ,هو الدعم التركي , فالفرصة تأتي مرة واحدة , وقد لاتاتي بعدها

فالمبادرة العربية للإبقاء على النظام , والموقف التركي الآن لاسقاط النظام , فأرجو من الثوارالتفكير بجدية وعليهم الاختيار بين الأمرين .