هل جاء وقت الحسم في سورية؟
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
مالذي بقي لعصابة الأسد أن تفعله بعد الآن ؟
انتهت المهلة الروسية , ولم يستطع أن يقدم المجرم في سورية شيئاً يدعم فيه الموقف الروسي والصيني والمؤيدين له , وانتهت معها المبادرة العربية , والمهلة المحددة , والتي بلغ فيها اجرام النظام ذروته واستخدامه لكافة أنواع الأسلحة وخصوصاً في حمص قلب الثورة النابض , وحماة الأبية جارتها .
فأراد في هذه المدة اللعينة أن يخرج فيها منتصراً على حناجر الشعب الحر الأبي , ولم يفلح في ذلك , ولن يفلح أبداً بعون الله تعالى
فاللانظام المجرم جعل همه الوحيد على المستوى السياسي والاعلامي , في أن الأزمة السورية خارجية وفي الداخل لم يعترفوا حتى بوجود مظاهرات أو وجود عصيان مدني ,. وكدأبهم من قبل ,لايهتمون بالسياسة الداخلية , وإنما فقط بالسياسة الخارجية حتى لايسقطوا بأيديهم , فكل جرائمهم السابقة كانت مغطاة , وتشارك فيها القوى الخارجية , ولكن في هذه الثورة المباركة استطاع أحرارها أن يجبروا العالم كله على السماع والرؤيا , بعرضهم جزءاً كبيراً من الجرائم التي تجري في سورية , فكان لابد لهم من انتقال معركتهم للخارج لكسب تأييد يبقيهم على مستواهم الاجرامي المعهود .
حاولت كل الدول العربية والأجنبية ثني النظام عن اسلوبه الموروث في الفتك بالشعب السوري , ولكن صمود أبطالنا الثوار وإصرارهم على أهدافهم , فكان لابد من الدول التي تود بقاء هذا النظام المجرم أن تعطيه الفرصة تلو الفرصة , ولكن غرور السلطة وعدم الاستماع لنصائح الآخرين , وعدم المبالاة بانهيار بعض الأنظمة العربية , وهذا يذكرني بموقف القيادة العراقية زمن غزو الكويت وغرور صدام حسين , هذا الغرور هو الذي قتله وقتل نظامه وقتل العراق , لأنه لم يسمع إلا لصوت غروره , ومن الغرور ماقتل .
هذا الغرور لعصابات الاجرام في سورية سيجعلهم أمام حل واحد , وهذا الحل لايخدمه إضاعة الوقت وامتداده , فلم يعد أمامه فرصة أخرى , إلا أن يرتكب مجازر في الأيام القادمة يذهب ضحيتها الآلاف , ظناً منه في أن سلوكه الغروري هذا سيخمد الثورة , وبالتالي تعود الأمور كما كانت ويرضخ الثائرون , وبعدها يستطيع معالجة الوضع الخارجي .
وإن فشل في ذلك فقد يعتمد الورقة الأخيرة التي يخطط لها في ايجاد منطقة آمنة , وهي قيام الدولة العلوية في الساحل السوري , مع وجود مخاطر قيام تلك الدولة والمحاطة بأعدائها من جميع الجهات , والانتقال لحرب داخلية , لتنفيذ المخطط الصهيوني في تقسيم المنطقة لدويلات طائفية , أو إثنية , كالدولة اليهودية في فلسطين المحتلة .
مالمطلوب من الثوار الآن ؟
هنا لابد من التركيز على استخدام الحشد الجماهيري , واستخدام أي سبيل للقوة ,لمجابهة هذا الهجوم الأخير , فإن استطاع الثوار صد هذا الهجوم الأخير , وهم بعون الله قادرون على ذلك , فعندها ستكون هي المعركة الحاسمة وسقوط النظام وانتصار الثورة , وعلى كل من يناصر الثورة من المجالس المتشكلة , ومن رجال الأعمال وكل من يملك مساعدة مادية أو عسكرية دعم الجيش الحر , دعم الثوار مادياً وعسكرياً وسياسياً .
فلم يبق بيد النظام المجرم إلا القوة التي يملكها , ورفضه للمبادرة العربية , والتي ستكون السبب في تدويل القضية , فهو سيسرع في استخدام كامل القوة التي يملكها ضد الثورة , وهنا على الجميع أن يسارع ويعتبر نفسه تحت مبدأ النفير العام , من أقرب نقطة لأبعد نقطة على وجه المعمورة والداعمين والمؤيدين للثورة واسقاط النظام .
أعان الله ثوارنا وأمدهم بالصبر والثبات والنصر على هؤلاء المجرمين .