حول المبادرة العربية وموقف النظام والمجلس الوطني السوري

حول المبادرة العربية

وموقف النظام والمجلس الوطني السوري...

رأي وتعليق

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

عندما صدر قرار وزراء الخارجية العرب بتشكيل لجنة برئاسة قطر للذهاب إلى دمشق وعرض خطة الجامعة العربية على النظام السوري والبديء بالحوار تحت قبة  الجامعة العربية

كان الموقف السوري كما يعلم الجميع , التحفظ على المبادرة , والتحفظ على ترأس قطر للجنة المتابعة العربية .

ولكن النظام السوري أعلن موافقته  الرسمية على استقبال اللجنة الموافق يوم الأربعاء القادم في دمشق , وجاءت الموافقة بعد التأكد  مباشرة من مقتل القذافي , والشكل الذليل الذي ظهر فيه قبل موته وبعده .

وفي الطرف المقابل , الثوار الأحرار رفضوا هذه المبادرة , ولا يقبلون إلا بإسقاط النظام

المجلس الوطني , لم يرفض المبادرة بشكل رسمي , وكذلك لم يوافق عليها بصفة رسمية , وعندما ظهر الدكتور برهان غليون رئيس المجلس على الجزيرة في نشرة أخبار الحادية عشرة لهذا المساء الموافق 22/10/2011 , عندما ساله المذيع عن موقف المجلس تجاه المبادرة , وهل ترضون بالحوار . حاول التهرب من السؤال , ولكن مع إلحاح المذيع قال :

طبعاً نحن نقبل بالحوار من أجل التحول الديمقراطي .

قد يقول البعض أن النظام  وافق على استقبال اللجنة لكي يكسب مزيداً من الوقت , وهذا قد يكون في جانب منه صحيحاً , ولكن قناعتي تميل لاحتمال آخر هو :

إن منظر القذافي وسقوطه  , مثل ضربة كبيرة  للنظام المجرم في سورية  , وهذه تذكرني بتصريح لعلي عبدالله صالح رئيس اليمن , بعد احتلال العراق واعتقال صدام حسين , قال:

(لن أترشح للرئاسة مرة ثانية , ولكي لايحلقوا لنا , فالأفضل ان نحلق لأنفسنا ) .

فهذا الدرس القاسي القادم من ليبيا الثورة لهذا المجرم , هو الذي جعله يوافق على استقبال اللجنة , فالشعب منتصر لامحالة , والطاغي سيسقط بيده قريباً بإذن الله , ولعله يجد مخرجاً مشرفاً قبل أن يكون مصيره كمصير القذافي والذي اعتقل وهو مختبئ في أحد المجاري , والذي وصف شعبه بالجرزان ,فاعتقل في نفس مكان مأوى الجرازين , وبثار وصف شعبه بالجراثيم , ولا أظن يوجد مكان فيه جراثيم أكثر من المجاري .

لنعد للمجلس الوطني , وتصريح السيد غليون رئيس المجلس الحالي , قوله نحن نوافق على الحوار من أجل التحول الديمقراطي , فقد يعذره البعض ويقول هو كلام دبلوماسي , من حيث أن بيان الجامعة العربية وضع المجلس في زاوية ضيقة , فإن رفض فسيكون ذلك مفاده تخلي دول العالم عنه وبالتالي الثورة تفقد تأييدها الدولي باعتباره ممثلاً للثورة السورية  .

وإن أعلن صراحة تأييد المبادرة فالثوار في الداخل سوف يسحبون اعترافهم بالمجلس وبالتالي يصبح المجلس في خبر كان .

ولكن يمكن القول أن المجلس بالفعل تبنى الحوار في حال وافق النظام على ذلك وهذه النتيجة مردها لنقطتين رئيسيتين هما :

1-    تصريحه على قناة الجزيرة السابق الذكر

2-    وجود رئيس المجلس في قطر الآن , وقطر هي من تترأس لجنة المتابعة العربية للتنسيق بين المجلس ولجنة المتابعة العربية .

الخلاصة :

كرأي شخصي لاحوار مع النظام مطلقاً , ويبق المجلس داعماً للثورة , والثوار على الأرض هم المتكفلون باسقاط هؤلاء المجرمين , وهذا الذي يسعى إليه ثوارنا السلميون وكتائب جيشنا الحر الأبي , سيتحقق هدفهم قريباً بإذن الله تعالى, رغماً عن إنف النظام ورغماً عن إنف العالم أجمع .