بيان حول اغتيال المناضل الكردي السوري مشعل التمو
بيان حول اغتيال
المناضل السياسي الكردي السوري مشعل التمو
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: (( ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتأً، بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون)) صدق الله العظيم. سورة آل عمران/ الآيتان169ـ 170.
لقد أقدمت يد الغدر والإجرام بكل خسة ودناءة على اغتيال السياسي الكردي السوري الكبير والزعيم الوطني الرمز المهندس مشعل التمو، الناطق باسم تيار المستقبل الكردي، يوم جمعة المجلس الوطني يمثلني الموافق لـ 7/10/2011م، ليضيف المجرمون القتلة الساديون بفعلتهم القذرة هذه صفحة سوداء أخرى إلى سجلّهم الأسود الطويل على كل صعيد طوال نصف قرن في سورية المنكوبة بشرورهم وآثامهم وجرائمهم، التي لم يسلم منها بشر ولا حجر ولا شجر ولا حيوان!!.
إننا إذ نعلن بكل حزن وأسف ورضا بقضاء الله وقدره نبأ استشهاد هذا البطل العامل لقضيته القومية العادلة بالتوازي مع قضيته الوطنية الحقة بكل ما أوتي من عزيمة وإصرار وعنفوان ومبدئية واعتدال، لم يثنه سجن ولا خطف ولا إرهاب ولا طغيان ولا تهديد، فإننا نؤكد أن دمه، كما دماء بقية إخوانه وأخواته الشهداء الذين قضوا في طول أرض سورية الطهور وعرضها، لن تذهب هدراً، ولا بد أن يأتي قريباً وقريباً جداً يوم القصاص العادل من الجناة الحقيقيين وجلاوزتهم وشبيحتهم، الذين ذرعوا كل بقعة من أرض سورية من أقصاها إلى أقصاها بالإجرام والفتن العنصرية والطائفية والجرائم البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية الحقة.
وإننا إذ نؤكد أن الساحة الكردية والوطنية في سورية باستشهاد المهندس مشعل التمو قد خسرت قائداً مقداماً وبطلاً فذّاً، فإننا نؤكد في الوقت نفسه أن البقاء للشعوب الحية، وأن الخلود للأحرار المخلصين، الذين أخذوا على عاتقهم مقارعة الظلم والظالمين، لا يثنيهم وعد ولا وعيد ولا تهديد ولا قتل، بل جعلوا نصب أعينهم النصر أو الشهادة، الحرية والكرامة والعزة في الدنيا، أو دار الكرامة والنعيم المقيم في جنان الخلد.
لقد قام الفقيد الشهيد بإذن الله تعالى بأدوار وأعمال جليلة مهمة في الساحة الكردية السورية؛ فقد كان من مؤسسي منتدى جلادت بدرخان، ومن مؤسسي لجان إحياء المجتمع المدني، وكان عضواً في رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا، كما كان مؤسس تيار المستقبل الكردي في سورية ورئيسه والناطق الرسمي باسمه. وشارك الفقيد بقوة وفاعلية في مؤتمر الإنقاذ الوطني الذي عقد في استانبول عبر رسالة صوتية وجهها للمؤتمرين من داخل سوريا، أكد فيها على وحدة الشعب السوري وعلى حقوق الشعب الكردي السياسية والثقافية. كما شارك بتأسيس المجلس الوطني السوري، وعيِّن عضواً في" الأمانة العامة" للمجلس.
إن هذا الحادث الجلل الذي ألمّ بنا، بإقدام القتلة المجرمين، الذين أدمنوا على خنق كل صوت حر وشريف في سورية، على اغتيال هذه القامة الكردية والوطنية السامقة، وإن الوفاء لشهيدنا البطل المقدام وللدم الزكيّ الذي قدّمه فداء لبني قومه ووطنه، يجب أن يصبح دافعاً قوياً لنا نحن الكرد السوريين على تأسيس جبهة وطنية كردية عريضة في عموم سورية، تختفي منها الأنانيات والإيديولوجيات والمصالح الشخصية الضيقة، والعمل بروح الفريق الواحد لإنقاذ سورية من براثن هذه الطغمة الفاسدة التي لم يسلم من شرورها أي سوري شريف، وتحقيق الأهداف والغايات التي ضحى من أجلها فقيدنا الغالي بأغلى ما يملك.
الرحمة للشهيد والسياسي الكردي الكبير مشعل التمو وشهداء الثورة السورية المباركة، والشفاء العاجل لولد الفقيد السيد مارسيل ورفيقته الحزبية زاهدة رشو وللأستاذ رياض سيف وجميع ضحايا الطغيان الأسدي، وحسن عزائنا لأسرة الشهيد وأولاده وأهله وأحبابه ورفاقه وللشعب الكردي والسوري أجمع، وعهداً على المضيّ في طريق الجهاد والنضال والثورة السلمية المباركة ومقارعة الظلم وأدواته حتى تحرير سورية وبنائها على أسس من الكرامة والعدالة والحرية والديمقراطية والمساواة بين جميع السوريين في الحقوق والواجبات. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
د. حسين عبدالهادي
الأمين العام لجمعية العلماء الكرد في سورية،عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
إبراهيم درويش
الناطق الرسمي باسم تنظيم وحدة العمل الوطني لكرد سورية
السبت 10 ذو القعدة 1432هـ الموافق لـ8 تشرين الأول 2011م