حلفاء النظام السوري في دائرة الاستهداف
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
أعزائي القراء
لا أدّعي اني إكتشفت امراً جديداً, فالنظام لم يقصّر بفضح نفسه بنفسه من خلال تنفيذه لعدد من الإغتيالات في صفوف شخصيات سوريه ولبنانيه وفلسطينيه من المفروض أنها كانت على علاقه جيده معه ,وفي أضعف الإيمان انها لاتعاديه.هذه الجرائم صارت موثقه بإعترافات من كان قريباً من الحدث او شارك بالتحقيق فيها. ولكن اردت في هذه المقاله إعادة الربط بين جريمتي إغتيال, الأولى جرت في لبنان منذ 34 عاماً وطالت شخصيه لبنانيه معروفه هي السيد كمال جنبلاط في 16 آذار من عام 1977، ولم يكن اغتياله لغزاً فقد كان هذا الاغتيال بسبب موقفه الذي لم يتراجع عنه تأييداً للقضية الفلسطينية ووحدة لبنان وعروبته فكانت الرصاصات التي إغتالته بمثابة هدية إسرائيلية المصدر مأجوره للنظام السوري بتسليم مصير لبنان إلى النظام الأسدي تماماً كما كانت سوريا هدية له لقاء تنازله عن الجولان. والثانيه لجريمه وقعت منذ ايام لشاب إسمه ساريه احمد حسون إبن مفتي النظام السوري.
قد يحار المرء في سلوك هذا النظام والذي يشكل بمفرده تياراً متميزاً ,فعندما يصل به الأمر إلى تصفية شخصيات تحسب عليه في سبيل هدفٍ واحد هو إطالة عمره, فعلينا ان نفهم أن هذا النظام يتعامل مع كل قضايا المنطقه بما فيها قضايانا الوطنيه العربيه من خلال مكتب سمسره زُينت واجهته بلافته تقول :"مكتب دولة الممانعه لصاحبه حافظ الأسد وأولاده "ثم تتغير اللافته حسب الظروف لتتحول الى" مكتب دولة الصمود والتصدي" واليوم نسمع بإعادة شعار قديم جديد يقول "مكتب بطل القوميه العربيه" بحسب المقابله التي اجراها السيد الأسد مع الدكتور سليم الحص مؤخراً.
من هذا التحليل نفهم تماماً إخوتي وأخواتي سيكولوجية هذا النظام.. إرتباطاته..برامجه واهدافه النهائيه بتأسيس دولة آل اسد ذات الإمتدادات الفارسيه مغلفةً بموافقه إسرائيليه بإستمرار شن الصواريخ اللفظيه ضدها بغية تلميعه.
أعزائي القراء
لنعد إلى موضوع الحليفين المغدورين مستفيدين من ظروف التصفيه الموثقه بيد النظام السوري "الرجاء الإطلاع على شهادة العميد عصام ابو زكي والذي يٌصرح فيها بأن : استخبارات حافظ الاسد اغتالت كمال جنبلاط
ومعتمدين على علم التحليل السياسي وليس على الرغبه أو الإستنتاج الشخصي
اولاُ- المغدورين ينتميان إلى تيار واحد محسوبان على النظام السوري.
ثانياً- المغدور كمال جنبلاط أغتيل في منطقه مسيحيه لأسباب واضحه وهي تغذية الفتنه الطائفيه.
ثالثاً- المغدور سارية احمد حسون وهو إبن مدينة حلب ,اغتيل على مشارف إدلب لسبب واضح أيضاً وهو عدم تحريك النار الخامده تحت الرماد في حلب والذي يحرص النظام على تقديمها للعالم على انها مدينه هادئه من جهه ودعم وجهة نظر النظام بوجود عناصر مسلحه منتشره في ادلب هي التي قامت بتنفيذ الجريمه, ثم تسويق هذا الإغتيال الى حلفائه الروس للإشاره إليه حتى في جلسة مجلس الأمن إستهتاراً من النظام وحليفه بدم الفقيد الشاب.
رابعاً- لمعرفة الغايه من إغتيال السيد كمال جنبلاط علينا ان نعود بذاكرتنا الى ذلك الزمن وظروفه,حيث كانت كل عناصر التهدئه بين جميع الأطياف المتصارعه في لبنان متوفره, غير ان هذا الهدوء لم يكن يصب في صالح إسرائيل والنظام السوري فإستمرار إحتلاله للبنان يعتمد على بقاء الفتنه قائمه.
خامساً- لمعرفة الغايه من إغتيال ساريه إبن المفتي هي إشاره واضحه لإستهداف الشباب,فالمغدور شاب ليس له تدخلاً واضحاً في السياسه وإن كان محسوباً على تيار ابيه ,وبالتالي هي رسالة واضحه الى شباب سوريا الذين يقودون الثوره بأنهم مستهدفون ايضاً من مجموعات تريد التغطيه على ثورتهم,وقد تكون رساله لشباب حلب ايضاً بكسب مشاعرهم بتقديم الضحيه ساريه على انه ضحية للمجرمين الذين يريدون تدمير مدينتهم.
أما عدم لجوء النظام لإغتيال أبيه بدلاً عن إبنه فله سببان:الأول ان المفتي شخصيه مكروهه حتى في مدينته وأن الخلاص منه لن يؤدي الغايه المرجوه منها. والسبب الثاني أن إغتياله سيحدث فراغاً في هذا المنصب السياسي وليس الديني كما يريده النظام ,حيث ان هناك زهداً واضحاً حتى من مشايخ السلطان بشغل هذا المنصب في هذه الظروف الداميه.
أعزائي القراء
لانستطيع أن نمرعلى حادثة إغتيال السيد كمال جنبلاط دون المرورعلى تصرف السيد وليد جنبلاط إبن المغدور وخليفته. قد يتهم الكثيرون من خصوم وليد جنبلاط بتذبذب مواقفه السياسيه وسهولة تنقله من جبهه الى أخرى معارضه لها . قد يكون هذا صحيحاً,وقد يجد من البعض من يعذره على ذلك لأسباب تتعلق بالوضع الدرزي الخاص في لبنان,فالسيد وليد جنبلاط لم يكن لديه أدنى شك من ان أباه ذهب ضحية إتفاق سوري إسرائيلي على تصفيته,الاّ أنه كان أمام خيارين: الأول إتهام النظام السوري بعملية الإغتيال في الوقت الذي تموج فيه لبنان بمخابرات النظام وجيشه مع كل مايترتب عن ذلك بوقوف النظام السوري وراء الطرف المسيحي فيخسر بالتالي كل قرى الشوف والتي يتقاسمها الدروز مع المسيحيين وينتهي ذلك دور الدروز في لبنان. إو أن يصمت ويبقى عميلاً بيد النظام السوري فيحصل على حمايته وحماية الدروز في لبنان..وهذا مافعله في حينه.ولكن عندما حانت اقرب فرصه له بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري والذي قاد الى خروج جيش النظام من لبنان ولا أقول مخابراته وجد متنفساً من الحريه لتوجيه الإتهام لنظام الأسد.
اليوم وبعد ان إستنفذ نظام الأسد إستخدام القشره الرقيقه التي كانت تغطيه من إصطلاحات الوطنيه الزائفه وبدت عورته مكشوفة للعالم أجمع من تنفيذه لمختلف انواع الجرائم وفي وضح النهار.. لا يوفر صديقاً او حليفاً ..خصماً او ناصحاً..محصولاً او ماشية حتى قطعان الحمير,عندها بدأ نظامه بالتهاوي آخذاً عداً تنازلياً بعد ان تحولت غريزة القتل عنده إلى المرادف الوحيد لبقائه حسب إيدولوجيته.وبدأت اعمال التصفيه لديه تأخذ خطاً تصاعدياً شاملة الصديق قبل الخصم فالكل عنده سواءاً بالتصفيه من اجل المحافظه على كرسي بدأ يتهاوى . الشعب بأغلبيته يعرف بإنه مستهدف ومن ينال منه النظام فإن كتب التاريخ ستحتفظ بإسمه شهيداً بجانب عظماء الأمه .ولكن كلمتي الأخيره إلى أولئك الذين وقفوا بالمنطقه الرماديه خوفاً او نفاقاً فإنهم في دائرة الإستهداف أيضاً الا انهم سيكونون في دائرة النسيان إن لم يكن في مقام اقل من ذلك بكثير ,فعسى ان يلتقط احدهم كلمتي هذه ويقف منتصب القامه كتفاَ بكتف مع شباب الثوره قبل ان يتحول الى كبش فداء لنظام راحلٍ الى غير رجعه .
مع تحياتي