بيان التيار الإسلامي الديمقراطي في الداخل السوري
حول مؤتمر "هيئة التنسيق" المنعقد في دمشق
بسم الله الرحمن الرحيم
أيّها الشعب السوري البطل ؛ أيّها المجاهدون البواسل:
عقود وسنوات ؛الشعب والمعارضة الشريفة تعاني من هذا النظام القمعي المستبد والآن انكشفت الأوراق وانفضحت المخططات بعقد ما يُسمي (هيئة التنسيق للتغيير الوطني ) في العاصمة السورية كل ذلك لإعطاء النظام الفترة الانتقالية "للإصلاح"! كما يقولون واطالة عمر النظام كي تخمد جذوة الثورة وتشبع شهية النظام من قتل الشعب وقمع الشباب الثائر الّذي حسم أمره ورفع شعاراته التي لا لبس فيها : نعم للحرية ، نعم للديمقراطية ، نعم لإسقاط النظام ، بينما يرفع هذا المؤتمر شعارات هلامية :لاءات ثلاث هي تحصيل حاصل ، وكان ينبغي أن يجهر بلاءات تفصح عن القطع مع النظام حيث لم يقلها :لا للديكتاتورية ، لا للنظام الأمني ، لا لرأس النظام ، وهي شعارات الشارع الثائر المنتفض منذ ستة شهور .
إن الأكثرية من المعارضة الداخلية هي التي رفضت هذا التوجه ورفضت المشاركة في مخطط مؤتمر الدوحة المشبوه بعد محاولات فاشلة لاستدراجهم، وكما صدرت بياناتٍ لتنسيقيات الثورة تؤكد ذلك ولم تقبل ان تمثّل فيه المعارضة السياسية الشريفة من قوى اعلان دمشق وجماهير التيار الاسلامي الديمقراطي العريضة وغيرهم من القوى الشريفة من الاثنيات والطوائف ، وبذلك فقد وقع الفرز بهذه التشكيلة المعلنة بين قوى الأكثرية المخلصة وقوى الأقلية المضادة الخائنة للثورة.
انّ انعقاد هذا المؤتمر في العاصمة السورية تحت سمع وبصر النظام بعد اعطائهم الضوء الأخضر لهو أكبر دليل على رضاء النظام عن هذا النهج الّذي يخدم استمرارية تغول النظام في دم الشهداء حيث قدّمت الثورة ما يزيد عن ستين شهيدا خلال اليومين الماضيين فقط في ختام ستة أشهر من عمر الثورة تجاوزت حصيلة قرابينها غير المعلنة آلآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من المعتقلين والمعذبين والمشردين وعندما حاولنا عقد مؤتمرنا في دمشق منذ شهرين تحت عنوان مؤتمر الانقاذ الوطني قامت السلطة بقمعه بشراسة وقدّمت الثورة ستة عشر شهيدا في يوم ومكان انعقاده في حي القابون البطلّ .
انّ هذا المؤتمر هو استمرار لمؤتمرات النظام من سمير أميس الى مؤتمر صحارى إلى مؤتمرات النظام الفاشلة والتي تعقدها السلطة في المحافظات حاليا.
إننا نعتمد بعد الله عزّوجل على صلابة الشعب السوري وديمومة شعلة الثورة ونضيف أن معارضة الخارج الوطنية والتي نزحت قسراً رغماً عن ارادتها ، هي سند للداخل وليست بديلاً عنه وأن القوى الشبابية الثورية هي المشعل الوضاء الذي نسير من ورائه ونحن رهن اشارته وقد أثبتت سلمية الثورة وأسقطت كل أكاذيب النظام حول العصابات الإرهابية والتآمر الخارجي.
وأخيرا فإن هذا المؤتمر هو مرفوض من قبل قوى الثورة ومن قبل الأكثرية الساحقة لقوى المعارضة السياسية في الداخل ، ومرفوض بشعاراته الهلامية وأجندته الخفية والتي يحاول التسلق من خلالها لقلب مسار الثورة والخيانة لدم شهدائها .
الله أكبر،الله أكبر والعزة والحرية والكرامة للشعب السوري الأبي والخلود لشهدائنا مشاعل النور وسيعلم الّذي ظلموا أي منقلب ينقلبون.
دمشق في 20/10/1432هج التيار الاسلامي الديمقراطي المستقل في الداخل السوري المصادف 18/9/2011 م